| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الثلاثاء 16/12/ 2008


 

ماذا نفعل حينما يتمرض الطفل
أو يتعرض لحادث؟
ـ القسم الأول ـ

د. مزاحم مبارك مال الله

مع أمنياتي أن ينعم كل اطفال العالم بالصحة والعافية ومع ما يعتصر القلب أزاء أمراضهم وحوادثهم،إلاّ إن المعرفة بالشئ أفضل من الجهل به،لذا فسنسلط الأضواء في هذا المقال على واجبات الأبوين في حالة حصول أي من الأمور التي تعكّر حياة الطفل وتقلق العائلة بالكامل.

هناك حقائق لاجدال عليها وهي:ـ

1.    الأطفال لايعون ما يحصل لهم من المحيط الخارجي،ولكن الوعي يتطور بالتدريج مع تقدم العمر.

2.    الجهازالمناعي للأطفال غير متكامل، لذا يصابون بكثير من الأمراض الأنتقالية وغيرها.

3.    بعض من أجهزتهم الجسمانية يكتمل نموها بعد الولادة كالكبد والدماغ والأجهزة التناسلية وغير ذلك.

4.  المعرفة هي نتاج تراكم المعلومات ،فمعرفة الأطفال بالمعطيات ستراكم معلوماتهم وبالتالي سيتعاملون مع المفردات وفق ما أمتلكوه من معرفة، والمعرفة لدى الأطفال تحددها المرحلة التطورية لقابليتهم الذهنية والفكرية.

وتأسيساً على ذلك سيكون التعامل مع الطفل ومشاكله ومع الحوادث التي قد تحصل له مرتكزاً بالدرجة الأساس على المستوى المعرفي لدى الأبوين او من هم قائمين على أحتضانه.

وبالأمكان تقسيم ما يتعرض له الأطفال الى قسمين :

الأول  ـ مَرَضية

الثاني ـ لا مَرَضية .

* ما يخص العارض الأول وهو الحالات المَرَضية:

1.  لا يمكن بأي شكل من الأشكال منع أصابة الأطفال بالأمراض
خصوصاً أذا عرفنا أن هناك أمراض أنتقالية(التدرن، الحصبة،الحصبة ألأمانية،النكاف،السعال الديكي،الخنّاق، ألتهاب الكبد الفيروسي شلل الأطفال)وهي متوطنة في بلداننا لذا فأن تحصين الأطفال ضد هذه الأمراض من خلال البرنامج التلقيحي يعد الأمر الأكثر فاعلية بمنع أو تخفيف الأصابة بهذه الأمراض خصوصاً وأن بعضاً منها فيما لو أصاب الأطفال فأما يسبب الموت أو العوق)،وهناك أمراض غير أنتقالية:كالتهابات المسالك التنفسية والجهاز الهضمي( وهما الشائعان بين الأطفال)أضافة الى أمراض أخرى منها وراثية أو ولاّدية وهذا حديث أخر.

2.  الأهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة البيت
(وعلى الحكومات أن تهتم بمسألة سكن العوائل ـ وهي بأعداد كبيرة ـ  في أماكن لايمكن أن نطلق عليها وصف بيوت)، وأشاعة الظروف الصحية في داخل البيت كتغيير الهواء،دخول الشمس،أستخدام المعقمات ...الخ .

3.    في حالة حصول أي حالة مَرَضية
فيفضل عدم الأختلاط خصوصاً بواحد من الأمراض الأنتقالية.

4.  إن أغلب الأمراض تشترك بأرتفاع حرارة الطفل
وهنا لابد من التأكيد على أن أرتفاع حرارة الطفل من الممكن أن تؤدي الى الصرع الحراري(أو ما يطلق عليه التشنج العصبي أو الشمرة)،وعليه فعلى الوالدين البدأ بالخطوة الأولى والأهم وهي تخفيض حرارة الطفل من خلال أستخدام الكمادات ـ ماء عادي وليس الثلج ـ أضافة الى مخفضات الحرارة التي يجب أن تتوفر في كل بيت سواء عن طريق الفم أو عن طريق الشرج ـ تحاميل وهناك نوعين منها، تحاميل للرضع وتحاميل للأطفال ـ ،ومن ثم على الوالدين أن ينقلا طفلهما الى المستوصف أو المستشفى أو الطبيب بالعيادة الخاصة لغرض أجراء الفحص وتحديد العلاج،وشئ حسِن أن يتوفر بالبيت مقياس لدرجة الحرارة وحسِن أكثر لوعرفنا كيفية أستخدامه.  

5.  من الحالات المهمة التي يتعرض لها الأطفال هي حالات الأسهال
وخطورة الأسهال عند الأطفال تكمن بسرعة فقدان السوائل وتدهور الحالة الى الجفاف،وربما يصاحب الأسهال التقيؤ والذي يزيد من تعقد الحالة،وأهم ما يمكن الشروع به هو منع تردي الحالة ووصولها الى الجفاف(علماً أن الجفاف ثلاث درجات أو مستويات)،إن منع التداعي تكمن بتعويض الطفل بالسوائل واهم هذه السوائل هو محلول الدكسترولايت والأملاح المكمّلة، لذا فمن الضروري وجود أكياس هذا المحلول في كل بيت فيه أطفال ومن الضروري أيضاً أن يعرف الوالدان كيفية أستعماله(فحسب التعليمات الموجودة على الكيس وهي أن يتم حل محتويات الكيس الواحد بلتر ماء ـ مغلي ومبرّد ـ ، يمكن أستخدامه بعد كل مرة أسهال، ويبقى هذا المحلول قابل للأستعمال لمدة 24 ساعة، بعدها يُحل كيس أخر حتى لو تبقى من المحلول الأول باقٍ).

·   والسؤال الذي يطرح نفسه،ماذا يفعل الأبوان في حالة عدم توفر أكياس الدكيسترولايت في تلك الساعة أو في ذلك اليوم،بالأمكان تحضير المحلول كالأتي ـ  وهو لتر ماء مغلي ومبرّد تضاف أليه ثمان ملاعق طعام ملح الطعام زائد ملعقة طعام واحدة سكّر).

·   من الأمور بالغة الأهمية هو معرفة الأبوان علامات وأعراض الجفاف،إن نواقيس الخطر تدق حينما يكون الطفل غائر العينين،قليل التبول،يبكي بلا دموع،جلده فقد الخاصية الأيلاستيكية(يعني حينما نسحب الجلد بواسطة السبابة والأبهام فأنه يرجع كالعجين)،حرارته مرتفعة،غير مستقر وغيرها)  

·   من الأمور المصاحبة للأسهال حصول نوع من الألتهاب الجلدي جراء التخرش والتخدش فننصح الأم بوضع طبقة من الكريم العازل والتقليل من أستخدام الحفاظات قدر المستطاع.

·   لا يجوز أستخدام أي علاج عدا الذي اشرنا أليه أعلاه، حيث أن الغالبية العظمى من أسباب أسهالات الأطفال هي فايروسية والتي لاتعالج الاّ بالسوائل التي ذكرناها وبالرضاعة وهنا لابد من التنويه الى أن الكثير من الأهالي يستخدمون علاجات يطلقون عليها الـ (قابضة) وهذه الأدوية سواء من حيث يدرون او لايدرون تسبب مشاكل كبيرة للأطفال خصوصاً للكبد. 

·    لابد من مراجعة الجهات الصحية المختصة.

6.    حينما يصاب الطفل بالسعال:

جميع أمراض مسالك الأطفال التنفسية تشترك بالسعال،والسعال يأخذ مناحي كثيرة ولكن غالبية أمراض المسالك التنفسية الخاصة بالأطفال هي فايروسية أيضاً،علماً أن الأمراض الأنتقالية تبدأ جميعها بالمسالك التنفسية العليا لذلك فالطفل سيعاني من أعراض وعلامات الزكام والنشلة والسعال وغيرها الى أن يظهر الطفح أذا كان(حصبة،حصبة ألمانية)، علماً أن الحمى القرمزية والجدري المائي يشتركان بنفس الأعراض.

المطلوب من الوالدين أن يتعاملا مع الحالة ولغاية عرض الطفل على الطبيب،وهنا ننصح فيما يخص السعال بمسح صدر ورقبة وظهر الطفل بزيت الزيتون الدافئ.

 

free web counter