| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

 

السبت 15 /9/ 2007

 

 


الصيام وبعض الأمراض المزمنة


د. مزاحم مبارك مال اللـــه

كثيراً ما يسأل المواطنون المصابون بالأمراض المزمنة حول أمكانية أدائهم لفريضة الصيام ، هل بأمكانهم الصوم ، هل يتعارض الصوم مع وضعهم الصحي الخاص ، هل يتحمّل الصيام ، كيف يتناول علاجه ، ما الأجراءات الواجب أن يتخذها ...الخ من الأسئلة والتي نراها أنها شرعية وتستوجب الوقوف عندها ، وفي مقالنا البسيط هذا سنسلط الضوء على أكثر الأمراض شيوعاً في مجتمعنا وهي داء السكري ، أرتفاع ضغط الدم و كذلك المرضى الذين يعانون من بعض الأزمات القلبية .

الصيام والمصابين بداء السكري
بدءاً نقول أن لاتقاطع بين الصيام وبين داء السكري ، فلا مانع طبي أو صحي يمنع المواطن أن يؤدي الفرائض التي يؤمن بها ومنها فريضة الصيام ، إلاّ فيما يقرره الطبيب المختص وبالأعتماد على صحة المواطن نفسه وحالته الصحية .
إن الصيام بالنسبة للمواطن المصاب بداء السكري والذي من النوع المعتمد على الحمية الغذائية أو على الحبوب في علاجه فهنا نقول لهذا المواطن إن الصيام سيكون سهل عليك بل يساعدك كثيراً في التخلص من الوزن الزائد إذا كنت بديناً ، وكذلك سينظّم لك تغذيتك ، أضف الى ذلك أن أحتياجك للعلاج سيكون أقل فيما لو إلتزمت بأرشاداتنا بخصوص تقنين الغذاء وتنظيم التغذية .
إن المواطن بالتأكيد يستطيع أن يبرمج تناوله للحبوب حيث بأمكانه أن يتناول حبوبه بوقت الأفطار وكذلك قبل السَحور ، ولكن وفي جميع الأحوال فعلى المواطن أن يستشير طبيبه المختص حول الموضوع .
أما المواطنون الذين يعانون من داء السكري وهم من نوع الذي يأخذون الأنسولين في علاجهم ، فمرة أخرى نؤكّد بعدم وجود تقاطع بين الصوم وبين حالتهم الصحية ، بل ربما ومن الممكن أن يجعلهم أقل أحتياجاً لهورمون الأنسولين وهم يؤدون فريضة الصيام ، و المهم هنا في هذه النقطة هو وقت أخذ الأنسولين ، فالمواطن أعتاد طيلة الأشهر الماضية أن يأخذ جرعة الأنسولين بأوقات محددة من اليوم مثلاً صباحاً وليلاً ، أما في شهر رمضان فالصائم يستطيع أن يأخذ جرعة الأنسولين بوقت الأفطار وبوقت السَحور ، ولاننسى فأن جرعة الأنسولين ربما تتغير وحسب رأي الطبيب المختص .
إن الصيام فرصة ممتازة للمصابين بداء السكري حيث الفرصة متاحة لتنظيم نسبة السكر في دمائهم . وهناك ملاحظة مهمة وهي أن الأفطار في شهر رمضان يجب أن لايبيح للصائم المصاب بداء السكري بتناول كل شئ أو أي شئ ، بل يجب أن يبقى على ما هو معتاد عليه من تنظيم الغذاء وكذلك على الموانع التي أرشده عليها طبيبه .
ومع كل ذلك فأن المصابين بداء السكري حينما يشعرون ويحسون بدوار شديد أو دوخة مع تعرق وخفقان وخصوصاً منهم الذين يأخذون الأنسولين في علاجهم فننصحهم بالذهاب الى أقرب مؤسسة صحية لقياس نسبة السكر ، أو أيقاف الصوم والأفطار فوراً بقطعة حلوى لأحتمالية حصول هبوط نسبة السكر لديهم ، حيث أن لاحرج على المريض .
أن أجهزة فحص السكر الألكترونية والتي بدأت تنتشر في الأونة الأخيرة هي بلا شك أجهزة متطورة ولكن يجب أعادة تنظيمها بين فترة وأخرى عن طريق الكونترول المرفق مع هذه الأجهزة ، أضافة الى ذلك فأن أستخدام الشرائط المرفقة مع هذه الأجهزة يجب أن تكون ضمن فترة الأستعمال وليس نافذة الصلاحية لأن عكس ذلك فأن النتائج بكل تأكيد ستكون خطأ .
أن مراجعة الطبيب المختص عزيزي أيها الصائم المصاب بداء السكري كل اسبوع خلال هذا الشهر أمر مهم يساعدك في الأطمأنان على صحتك بكل تأكيد .
أن أجراء الفحوصات المختبرية أمر في غاية الأهمية لمتابعة الحالة دون أن تحصل أي مضاعفات .
ومن الأمور المؤكدة أنه في الأيام الأولى لبدأ الصيام ستكون فيها بعض الصعوبة وذلك بسبب تغير نظام تناول أو أخذ العلاج ، ولكن بكل تأكيد فسريعاً ما سيعتاد الجسم على الترتيب الجديد وسيتعايش على الوضع الجديد والذي لايطول كثيراً أنه مجرد شهر واحد فقط .

الصيام والمصابين بأرتفاع ضغط الدم
كما في موضوع الصيام وداء السكري ، فنؤكد هنا كذلك وبموضوع أرتفاع ضغط الدم أن لاتعارض ولاتقاطع بين هذا المرض وبين أداء هذه الفريضة ، حيث أن الكثير من المصابين بأرتفاع ضغط الدم هم من البدينين ، أي ذوي الأوزان العالية وهذه فرصة مناسبة لتخفيف الوزن وبالتالي سينخفض الضغط ، أنها فرصة ممتازة للتخلص من الأدوية التي يتناولها المواطن المصاب بأرتفاع ضغط الدم .
أما المواطنون ذوي الأوزان المعتدلة فهي فرصة لهم أيضاً لتنظيم تغذيتهم حيث ننصح دوماً وحتى بالأيام الأعتيادية أن يبتعدوا عن تناول اللحوم الحمراء وكذلك الأبتعاد عن الدهون والشحوم وأيضاً الأبتعاد عن البقوليات الجافة ( أي الباقلاء ، الحمص، العدس ، اللوبيا ، البزاليا ، الفاصوليا وغيرها ) ، إن الألتزام بهذه النصائح تساعدكم بالتخلص من الوزن الزائد ومن الكوليسترول الزائد التي جميعاً تعمل على أرتفاع ضغط الدم .
أن المواطن الذي يعاني من أرتفاع ضغط الدم سيشعر بأرتياح خلال أيام الصيام ، وستقل عنده نوبات الصداع التي تعتريه بالأيام الأعتيادية وذلك بسبب تنظيم تغذيته و كذلك بسبب الأقلال من المواد عسيرة الهضم والتي تؤدي الى تراكم مواد غير ذي فائدة لهؤلاء المرضى ، وليس هذا فحسب ، فأن تخفيض الوزن يحقق بما لايقبل الشك أيضاً الى أن المريض سيشعر بتحسن ملحوظ فيما يخص آلام المفاصل .
أننا ننصح الأخوة المصابين بارتفاع ضغط الدم أن يُكثروا من تناول الخضروات على شكل ( زلاطة ) ، أضافة الى الماء الذي من شأنه أن يحرّك الجهاز البولي وخصوصاً بعد ساعات الصيام .
يتسائل الكثير من المواطنين المصابين بأرتفاع ضغط الدم كيف أأخذ علاجي ؟
أنه سؤال مشروع وخصوصاً أذا كان المريض يأخذ حبوب الضغط أكثر من مرة واحدة أو مرتين باليوم 
في البدأ نقول أن على مريضنا العزيز أن يستشير طبيبه أولاً ، فأذا كان المريض يأخذ علاجه مرة واحدة باليوم فيستطيع أن يأخذ علاجه في فترة الأفطار ، أما أذا كان يأخذ علاجه مرتين باليوم فبأمكانه أن يأخذ حبوبه بالأفطار مرة ومرة أخرى بوقت السَحور ، أما أذا كان من ذوي ثلاث وجبات علاج فبأمكانه أن يتشاور مع طبيبه ، فأما أن يُضيف له علاج أو يقنن له العلاج وحسب حالته وصحته .
وتبقى مراجعة أقرب مؤسسة صحية لقياس ضغط الدم من الأمور المهمة التي ننصح بها وذات أهمية بالغة جداً .
ولابد من الأشارة الى أنتشار أجهزة قياس ضغط الدم الألكترونية بالأونة الأخيرة والتي تعمل بالبطارية الجافة ويسأل المواطنون دوماً عن دقة هذه الأجهزة ، نقول بكل أمانة علمية أن هذه الأجهزة لانعتمد عليها نحن الأطباء فهي معرّضة للخلل أوأن النتيجة تتأثر بقوّة البطارية أو ..الخ من العوارض التي من الممكن أن تؤثر بشكل أو بآخر على نتيجة القياس .

الصيام والمصابين بأمراض القلب
من المؤكد اصبح واضحاً أن الصيام لايؤثر ولايتقاطع مع داء السكري وكذلك مع المصابين بأرتفاع ضغط الدم ، بل يبدو أن الصيام مع المصابين بداء السكري أكثر أحتياجاً للتنظيم مما هو عليه مع المصابين بارتفاع ضغط الدم ، وأتماماً للفائدة فسنتناول موضوعة الصبام وتأثيره على المصابين بالأزمات القلبية أو المصابين بالأمراض القلبية ، حيث ثبت وبشكل قطعي أن لاتأثير سلبي على حالة الأخوة الصائمين الصحية المصابين والمشخَصين بأمراض القلب إلاّ في الحالات المعيّنة التي يحددها الطبيب المختص وخصوصاً أولائك الراقدين في المستشفيات .
أن واحداً من أهم أسباب أمراض القلب هي الأنسدادات التي يسببها الكولسترول والذي يتناوله الأنسان بلا تنظيم وبلا وعي صحي من خلال التغذية غير السليمة اللاصحية ، لذا فالرأي الطبي العلمي يرى في الصيام فرصة مواتية لتنظيم التغذية مضافاً إليها الألتزام بالأرشادات التغذوية التي نذكرها بأستمرار ، أضف الى ذلك التدخين ووجود فرصة ممتازة للأقلاع عنه ، كل هذه الأمور ستساعد على النخفيف عن القلب وأوعيته الدموية والتي سببت وتسبب إنسداداتها الأزمات القلبية .
أن الكثير من مرضى القلب ننصحهم بتخفيف الوزن ، وبكل تأكيد فأن الصيام يُعد فترة زمنية جيدة جداً لتحقيق هذا المطلب المّلح في الكثير من الأحيان ، حيث يستطيع المريض المصاب بحالة محددة في القلب وهو يعاني من البدانة أن يستغل هذا الشهر الكريم حتى بفوائده من أجل تخفبف الوزن وبالتالي فأن الجهد الكبير الذي كان القلب يبذله من أجل ضخ الدم الى الكتلة الهائلة سيكون أقل بكل تأكيد وهو يضخ الدم الى كتلة جسمانية رشيقة ، وبما لايقبل الشك فأن القلب حينما يقل الجهد عليه سيكون أكثر صحياً بل قابل للشفاء من الحالة المرضية التي يعاني منها ، ولاننسى فأن تزامن هذا التنظيم الغذائي مع ألعاب رياضية معينة سيؤدي الى عودة الصحة الى القلب الذي عانى من صاحبه الكثير وخصوصاً المدخنين منهم .
أما إذا كان المواطن يعتمد على نظام علاجي معين فبأمكانه أن يتشاور مع طبيبه حول تغيير أوقات تناول تلك العلاجات أستناداً لوقت الأفطار ولوقت السَحور .