| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

 

الخميس 13 /9/ 2007

 

 


الصيام وبعض أعراض الجهاز الهضمي


د. مزاحم مبارك مال اللـــه

كثيرة هي الحالات التي تطرأ على صحة الصائم ، والغالبية العظمى من هذه الحالات تشمل الجهاز الهضمي بالدرجة الأساس .
إن السبب الرئيسي الكامن وراء هذه التغيرات هو إن الجهاز الهضمي تِعوّد أحد عشر شهراً على أسلوب أو أساليب في التغذية وبالتالي ومن المؤكّد فأن كل النتائج المترتبة على ذلك الأسلوب ستختلف عن النظام الجديد الذي يتبعه الصائم وسيتبعه خلال أيام شهر وبكل تأكيد فأن النتائج التي ستترتب على هذا النظام تكون مختلفة عن الأسلوب السابق والذي دام أحد عشر شهراً ، أي بمعنى إن الجهاز الهضمي هو أحد أجهزة الجسم المهمة والتي يمكن أن تتأثر مباشرة بالتوقيت ، أي بتوقيت تناول الوجبات الغذائية وبكميّة المادة الغذائية التي يتناولها المواطن ، وبالتالي فحتى النتائج التي ستؤول من النظام الجديد أو النظام التغذوي الذي يتّبعه الصائم ستختلف تبعاً للأختلاف الذي طرأ .
أن وقت وكمية وطبيعة الطعام الذي يتناوله الأنسان بالأيام الأعتيادية تجعل أو تحفّز ميكانيكية معينة من مجموعة كبيرة من الفعاليات الأنزيمية والمواد التي يفرزها الجسم إضافة الى الطبيعة الهضمية والأمتصاصية للجهاز الهضمي ستتعود على النظام الذي يتبعه ذلك المواطن ، وهنا يعاني المواطن الكريم من تغيرات واضحة في عمل الجهاز الهضمي بالكامل ، سواء من ناحية الهضم أو الأمتصاص أو الأفراغ .
هذه التغيرات لاتحدث بشكل عابر في بعض الأحيان ، وانما ولدى الكثير من المواطنين تحصل مجموعة من التغيرات ، فهي تتفاوت بين مواطن وأخر وليس بشكل متساوٍ بين كافة الصائمين ، وكذلك تعتمد على البنية الجسمانية والصحية للصائم .
هذه التغيرات الطارئة تعّبر عن نفسها بأشكال مختلفة من الأعراض ، كأن تكون دوار ، أو دوخة ، أو صداع ، أو تقيؤ ، أو مغص معوي ، أو أسهال ، وحتى أحياناً على شكل أرتفاع بدرجة الحرارة
أهم، بل الأكثر شيوعاً بين كل الأعراض هو المغص المعوي أو الذي يسميه المواطنون بـ (وجع البطن)

المغص المعوي
كما قلنا فان النظام الذي إعتاد عليه الجهاز الهضمي طيلة أشهر السنة بالتأكيد سينقلب خلال أيام شهر الصيام ، ففي الأيام الأعتيادية تعوّد الأنسان وبالتالي كل أجهزته الحيوية أن يتناول ثلاث وجبات من الطعام ، وأحياناً تتخللها وجبات خفيفة أخرى ، شرب الشاي ، تناول سوائل اخرى ، حلويات بأي وقت وكيفما يشاء ، مرطبات ، مكسرات ...الخ وكل هذه المواد الغذائية لا يحكمها ولا يتحكم بها وقت ، وأنما يستطيع الأنسان أن يتناول أي غذاء وأي نوع من الطعام كيفما يشاء ومتى ما أراد ذلك وحسب أحساسه بالجوع أو العطش ، وبالتالي فستكون النتائج المترتبة على هكذا تغذية وحسب التعويد مؤثرة أيضاً بالطبيعة الفسيولوجية الأخراجية والبولية .
وجراء هذا التغير المفاجئ الذي يحدث فأنه من المتوقع أن تحدث ردود أفعال وقتية من قبل أجهزة الجسم المختلفة تظهر بأشكال وعوارض مختلفة ، وأهم هذه الأجهزة التي ستحدث فيها رد الفعل هو الجهاز الهضمي والذي سيعكس رد الفعل هذا على شكل مغص وألم ، هذا المغص يحدث بسبب التغير في الطبيعة الأفرازية لمجموعة من الأنزيمات والمواد الهاضمة وبالتالي فأن النسيج المعوي بالكامل سيعاني من التغيرات الوقتية والتي سرعان ما تتعود على الوضع الجديد لطبيعة هضم وأمتصاص المواد الغذائية ، هذا الوضع سيتغير مرة أخرى بعد أنتهاء شهر رمضان وسيعاني المواطن مرة أخرى من نفس التغيرات الوقتية ويعود بعدها الى وضعه الطبيعي . إن مجمل هذه التغيرات ليست بالضرورة تحدث لكل الصائمين .
المغص تتراوح حدته بين البسيط وبين المتوسط والى الحاد والقاسي غير المحتمل ، ويكون التصرف والتعامل مع هذه الحالات كلٍ حسب حدته ، فحينما يحدث المغص أثناء ساعات الصيام فالصائم الكريم هو الذي يستطيع أن يحدد وضعه : هل يتحمل أم لا ؟ ، وبالتالي فالأجراء سيتوقف على ذلك ، أما أذا كان المغص قوي أي لايستطيع الصائم من أن يتحمله فالواجب استشارة الطبيب وبالتالي أتباع الأرشادات الطبية .
الأخذ بوجهة نظر التكيف مع الأشياء والمتغيرات يجّنب الأخ الصائم والأخت الصائمة الكثير والعديد من المشاكل الطارئة .ومع ذلك ، فأننا ننصح بما يلي :ـ
1. ضع كيس ماء معتدل الحرارة على بطنك حال حصول المغص .
2. أذا كان المغص من النوع غير المحتمل فالأفضل مراجعة أقرب مؤسسة صحية .
3. من المفضل أن تتوفر بعض العلاجات المهدئة للألام مثل لبراكس ، أنتي سبازمين ، ستلابيد ، وغيرها في البيت كأجراء أولي يستخدمه المواطن وخصوصاً في الأوقات الحرجة كأن يكون الوقت متأخر أو الوضع الأمني غير مستقر .
4. ولابأس أذا ما توفرت بعض الأبر المسكنّة في البيت الذي فيه من يعرف زرق الأبر .
5. أستخدم شاي الحامض ( أي شاي نومي بصرة ) في مثل هذه الحالات .
6. أن أستمرار الصيام ربما يكون غير محتمل في بعض الحالات ، لذا ننصح بأيقاف الصيام .

المغص المعوي والأعراض الملازمة
تطرقنا الى آلية حصول المغص المعوي بسبب الصيام والى الأجراءات الوقائية والعلاجية الأنية التي من الممكن أن يقوم بها كل مواطن ومواطنة . و سنتناول الأعراض الأخرى والتي من الممكن أن تتزامن وتصاحب حالة المغص المعوي مثل الأسهال والدوار والتقيؤ وأرتفاع درجة الحرارة وغير ذلك 
من المؤكد أن نتوقع حصول أو حدوث تغيرات غير مرغوب بها في الجهاز الهضمي أثناء الأيام القليلة الأولى لبدأ الصيام ، ومنها الدوار والتقيؤ ، والسبب في ذلك وكما أشرنا أليه هو التغير المفاجئ الطارئ الذي يحدث وعدم قابلية الجهاز الهضمي على التكيف بنفس القدر من السرعة مع المستجدات الحاصلة في الطبيعة التغذوية ، وأن الأمر ليس عمومي أي لايشمل كل الصائمين وأنما نسبي بين الأفراد .
سبب التقيؤ هو رد الفعل النسيجي والخاص بالجهاز الهضمي والذي لايتأقلم مباشرة مع ساعات عدم تناول أي شئ ومن ثم القيام بتناول الغذاء الذي يحتاج الى فترة للتكيف مع طبيعته ومع عودة الهضم والأمتصاص .
الدوار والتقيؤ يحدثان نتيجة للتأثر المباشر على الأعصاب التي تزّود المرئ والمعدة وتنقل الأيعازات من وألى الدماغ . إن ميكانيكية الدوار والتقيؤ وقتية وتنتهي خلال يوم أو يومين .
أما الأسهال فهو إمتداد طبيعي للتغير الطارئ الذي يحصل على الجهاز الهضمي ويحدث بسبب التغير الذي يجري على عملية أمتصاص المواد الغذائية ، هذا التغير لايحصل بمعزل عن التغير في طبيعة الأفرازات المعوية من حوامض وأنزيمات ومواد معقدة تدخل في هضم وأمتصاص الغذاء .
إن كل هذه التغيرات ربما تحدث بدون أو مع المغص المعوي .
وفي جميع الأحوال ومهما كانت الحالة فأننا ننصح المواطن الكريم بأن يتبع الأجراءات البسيطة في مثل هذه الأحوال ، وهي :ـ
1. الأبتعاد عن كل ماهو عسر الهضم وثقيل على الجهاز الهضمي مثل اللحوم ، الدهنيات وغيرها .
2. اللجوء الى تناول الشوربة الخفيفة ، مثل شوربة الرز الحمراء ، أو شوربة الخضر .
3. تناول شاي نومي البصرة .
4. تناول اللبن .
5. تناول بعض العلاجات الوقائية البسيطة مثل حبوب ضد الأسهال أو التقيؤ .
6. استشارة الطبيب .
ومن الأمور المهمة التي يجب تسليط الضوء عليها هي :

تهيّج القولون والصيام
فغالباً ما نواجه السؤال المعتاد:هل أصوم وعندي قولون ؟
وهذا سؤال مشروع طبعاً لأن المواطن الكريم ومن حرصه الشديد على أداء فرائضه فهو يرغب بمعرفة هل أن الحالة المرضية المعينة لاتتأثر بالصيام وبالتالي فهو يخشى أن لايستطيع أن يتم صيامه .
إن قرار الصوم بالنسبة للمرضى أمر مرهون بالوضع الصحي العام للمواطن وكذلك بقدرته وقابليته على التحمل إضافة الى رأي الطبيب المعالج وعليه فهذا الكلام ينطبق حتى على حالة تهيج القولون ، فتهيّج القولون من الحالات المزمنة وكذلك فهي من الحالات المعروفة بل والشائعة بين الناس وخصوصاً بين أفراد الشعب العراقي، حيث لهذه الحالة علاقة مباشرة بالحالة النفسية للمريض .
تهيج القولون عبارة عن مجموعة من التغيرات الفسيولوجية الوظيفية في الجزء المهم من الأمعاء الغليضة ألا وهو القولون ، والقولون متكون من ثلاثة أجزاء ، القولون الصاعد ، القولون المستعرض والقولون النازل ، ولكل جزء من هذه الأجزاء وظيفة أو مهمة من المهام التي يقوم بها القولون بشكل عام . وفي جميع الأحوال فأن القولون هو الموضع الذي تتم فيه عمليات أمتصاص المواد الغذائية ، وبالتالي وجراء ذلك فان النتيجة الرئيسية التي تحصل هي تراكم الغازات بسبب الفعل المباشر للأنسجة المخاطية المبطنة للقولون وبسبب الأفرازات التي تفرزها مكونات تشريحية خاصة بالقولون .
تهيج القولون وكما قلنا حالة مرضية معروفة تتأثر بشكل مباشر بالحالة النفسية والعصبية للمريض وفي بعض الأحيان تتأثر بطبيعة الغذاء الذي يتناوله المريض ، ومع ذلك فأن المريض يستطيع أن يحدد الحالات التي يتأثر بها وكذلك طبيعة المواد الغذائية التي يتناولها ، ولهذا فأن المصاب بتهيج القولون يعرف نفسه بل يقولون أنه طبيب نفسه .
وتهيج القولون يمتاز بآلام حادة ومبرحة في البطن كلها سرعان ما تتركز في الجهة اليسرى السفلى من البطن ويكون مصحوباً أما بالأسهال أو بالأمساك وفي الغالب من الأحيان بتناوب الأمساك والأسهال مع وجود الغازات وبكثرة ، حيث تتنتفخ البطن بشكل ملفت للنظر .
أما في حالة إذا قرر المواطن أن يصوم فننصحه بما يلي :ـ
1. الأبتعاد قدر المستطاع عن التوتر العصبي .
2. الأبتعاد عن المواد الغذائية التي تدخل كسبب في تهيج القولون ، حيث يستطيع كل مواطن أن يحدد هذه المواد بشكل منفصل عن باقي المرضى ، حيث لايمكن تحديد مواد غذائية بعينها بطريقة تنطبق على كل المرضى .
3. ولكن بشكل عام فاننا ننصح بالأبتعاد عن البهارات والمخللات .
4. و الأبتعاد قدر المستطاع عن الدهنيات والبروتينات الحيوانية ، أي اللحوم الحمراء ( لحوم الغنم والعجل ) والأفضل تناول الأغذية النباتية .
5. أن التدخين يعد واحداً من أهم مسببات تهيج القولون .
6. وكذلك فأن أدوية المفاصل والتي تؤخذ عن طريق الفم تؤذي الجهاز الهضمي بشكل عام .
7. من الممكن أستخدام بعض العلاجات المهدئة .
8. ومن الأفضل مراجعة الطبيب المختص في حالة حصول نوبة الألم جراء تهيج القولون .