| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

                                                                                     الخميس 11/8/ 2011



15 ـ فيما لو / جاسم الحلفي
ستغيّر التأريخ

 د. مزاحم مبارك مال الله  

لفت أنتباهي مقطعاً أورده المبدع الثري بالأنتاج الفكري الأستاذ رشيد الخيون في كتابه الموسوم (لاهوت السياسة)عن حديث جرى بين الأمام محمد حسين كاشف الغطاء وبين السفير البريطاني في بغداد عام 1953 ، وكانت السياسة البريطانية ترمي الى القضاء على الحركة الشوعية في العراق بعد أن فشلت في أسكات صوت الحزب الشيوعي العراقي بأعدام قادته في 1949،حيث قال الأمام للسفير ، "لا تفلحوا بما تقومون به لأن الشيوعية وليدة المهلكات الثلاث الجهل والفقر والمرض ، كافحوا هذه الأدواء وعالجوها، عاملوا الناس بالصدق والرفق ، أغرسوا جذور المحبة وكافحوا الأقطاع ...... فأنكم ستقضون على الفكر الشيوعي".

وفي رواية (لا أعرف زمان حدوثها تحديداً) سمعتها عن ضابط كبير في جهاز المخابرات سأل رئيسه قائلاً :ـ
لماذا سيدي نطارد الشيوعيين ونعتقلهم ونعذبهم ونقتلهم وقد علمنا التأريخ أن هؤلاء الناس لا نهاية لهم ، فكلما أجريت حملة أبادة ضدهم يعودون فينهضون من جديد ، والنتيجة أن سمعتنا كسلطة، سيئة وأيدينا ملوثة بالدماء والتعذيب ناهيك عن الأموال الطائلة التي تُصرف لغاية القضاء عليهم ولحد الأن ما من نظام يتقاطع معهم أستطاع أن يصل الى الهدف ؟
وقف الرئيس مذهولاً أمام هذا الضابط وقد تلاطمت في مخه الأفكار ، حائراً فيما يريد أن يصل إليه مرؤسه والذي هو زكاه في كرهه للشيوعيين وبغضه لهم ، وما العمل برأيك يا حضرة الضابط ؟
أجاب الضابط رئيسه قائلاً :ـ
• سيدي أنهم ينادون بالأصلاح الزراعي، فلنوزع الأراضي على الفلاحين الفقراء ونوفر لهم كل الأمكانيات التي تجعل البلاد متطورة زراعياً.
• وينادون بتوفير فرص العمل ، فلننشئ المعامل والمصانع ، نوفر فرص العمل، نقضي على البطالة وننهض بالصناعة الوطنية ، نقضي على الأرهاب فتتقدم بلادنا.
• ينادون بتشريع قوانين لصالح المواطنين، فلنجعل التعليم مجاني ، والتطبيب مجاني ، المواصلات مجانية والخدمات العامة مجانية ، لنبني بخيرات البلد المدارس والمستشفيات.
• يحرضّون الناس على الخدمات ، فلنقضي على الفساد (أبتداءاً مني ومنك) وبالتالي فكل الخدمات ستتوفر، وهل السلطة تدعم الفساد؟ لذا فلنستفيد من كل النزيهين في الحملة الوطنية للقضاء على الفساد وبكل أنواعه.
• يعلّمون الناس على المطالبة بحقوقهم ، فلنسن قوانين الأحزاب والمنظمات ونطلق الحريات ، ونحيل أجهزة الأمن والمخابرات والأستخبارات بدلاً من التجسس عليهم ، الى أجهزة تؤمّن حياة هادئة ، آمنة مستقرة .
• تصدح أصوات الشيوعيين بأن المرأة نصف المجتمع ، نعم سيدي فوالدتي ووالدتك، أختي وأختك ، بنتي وبنتك، زوجتي وزوجتك ألسن حرات وعلى الدولة رعايتهن وحمايتهن وتعليمهن وأستصدار قانون أحوال شخصية يتناسب مع القيمة العليا التي وضعها نبينا الرسول الأعظم (ص) بأن الجنة تحت أقدام الأمهات، مثلاً !
• ديدنهم العدالة الأجتماعية ، طيب ما رأيك سيدي لو وفرت الحكومة فرص العيش المتساوية لكل المواطنين بدون أستثناء ، بلا محاصصة ، بلا تفرقة.
• تراهم دوماً هم العين الراصدة لكل الأنشطة الحكومية ، طيّب، ماهي خسارتنا لو أشركنا الوطنيين عموماً والشيوعيين خصوصاً معنا بالحكم ، لنسمع منهم ، لنتحاور معهم حول مصلحة الوطن، ولنقطع دابر مطالبتهم بالمشاركة في تحمل مسؤولية البلد.
ماذا لو وفرنا كل هذا وغيره للشعب ، فهل تعتقد سيدي سيبقى أي نشاط للشيوعيين بين الناس بعد ذلك؟ فأجاب الضابط الأعلى رتبة : نعم أنت محق فنشاطهم سينتهي لأننا بأرائك (الهدّامة) هذه سنبي الوطن الأشتراكي الذي يناضلون من أجله ويحلمون به !

***

(فيما لو) ـ للمحلل والكاتب السياسي جاسم الحلفي والتي نُشرت يوم 21/تُمُوز /2011 ذكرتني بهذه الرواية، وكلنا (الذين يحبون الوطن والشعب طبعاً) بأمكاننا ان نتفق ونجيب على تساؤلات الحلفي الخمسة عشر والتي تحمل كل مبررات الأثارة والتحفيز بأتجاه أمتلاك الوعي والنضال من أجل وطن حر ديمقراطي فيدرالي موحد ، فكلنا نؤيد حسك الوطني العالي ياحلفي:ـ
• الأجابة الأولى/هذا يعني أن أنفاق كل هذه الموارد على المشاريع والبناء ستقوّض فرص بقاء ووجود المثلث غير المقدس وهو ، الفقر والجهل والمرض، وبالتالي فالناس سيمتلكون الوعي والصحة الجيدة لمقاومة الخطط الأجرامية بحق الشعب والوطن.
• الأجابة الثانية/ هذا يعني تقويض كل فرص السماسرة والفاسدين والمفسدين، وضياع (أملهم) في أملاء جيوبهم بالمال الحرام.
• الأجابة الثالثة/وهنا أنا أتساءل، أين سيذهب الذين أشرنا أليهم في الأجابة الثانية فيما لو تحقق ما ورد في السؤال الثالث؟
• الأجابة الرابعة/ هذا يعني أعطاء كل ذي حقٍ حقه، وبالتالي ستضيع فرص مساومة الكتل المتنفذة على المقدرات الوطنية العليا.
• الأجابة الخامسة/ أعتقد أن الغالبية العظمى من البرلمانيين الحاليين لا يهتمون للمصالح الوطنية العليا بقدر تحمسهم في كسب المغانم ، فهي بالنسبة لهؤلاء فرصة لا تعوّض.
• الأجابة السادسة/ بخصوص سرقة الأصوات ، فالذين سرقوها سرقوا كل شئ عدا الأصوات ، وهم متمرسون بالسرقات، وموضوع تشكيل هكذا مفوضية للأنتخابات من أساتذة يعني المهنية والمبدأية والأنضباط الأخلاقي والأكاديمي وهذا ما سيتقاطع مع ما أتفق عليه ذوو (الشأن) ومع ما دبروه بليل، أما حكومات الدول الأقليمية ، فواحدة من أساليب هروبها من واقعها السيئ والمر تجاه شعوبها ، هي التدخل بشؤون العراق.
• الأجابة السابعة/ وقفة المواطنين تحتاج الى التلاحم الوطني ، والذي أساساً تشوبه الشوائب ، وعدم الشعور بالمسؤولية الوطنية الكبرى.
• الأجابة الثامنة / لأن الحكومة هشة ، لأنها تخشى من كل شئ، واكثر ما يؤرقها (كما أرّق) غيرها سابقاً هو وجود النقابات والتي تعدُّ أحدى الصور الشعبية في النضال الوطني ، وكل الحكومات في العالم (عدا المشكلّة وفق أسس ديمقراطية حقيقية) تخاف من حركة شعوبها ومن كل صور تلك الحركة.
• الأجابة التاسعة/ وجود المنظمات الوهمية هي حالة متوقعة ، فلكل طرف نقيضه ، وتسهيل أجراءات تسجيل المنظمات ، يعني عملياً أفساح المجال أمام كل الجهات التي تراقب وتحاسب ، أفساح المجال أمام كل العيون والآذان في رصد الجهات التشريعية والتنفيذية ، المتنفذة.
• الأجابة العاشرة/ أعلام الدولة ، تعتبره الدولة ملكها الخاص ، فتسخره لمصالحها الطبقية والفئوية ، بل هو السلاح الأكثر أستراتيجيةً في تنمية الوعي الشعبي ، وعليه فالدولة غير مستعدة لفسح المجال أمام الرأي الأخر أن يصرخ ، أن يظهر ، أن يبان، لأنها وببساطة قائمة على الباطل وتخاف من الشعب.
• الأجابة الحادية عشر/ التدخل بالقضاء أصبح ظاهرة مخزية ، ولم تعد أمام المتنفذين أية وسيلة لتمرير مآربهم في صيانة المحاصصة المقيتة والحفاظ عليها غير أنهم يستبيحون القضاء ويغتصبونه.
• الأجابة الثانية عشر/ عدم الركون الى المحاصصة ، حلم جميل من أحلام الوطنيين الأحرار ، وبما أن الطرف الأخر لا يتحلى بأبسط مقومات حب الوطن والشعب ، لذا لجأ الى المحاصصة ، ففيها يجد ذاته المنكفئة.
• الأجابة الثالثة عشر/ أنهم يعملون وفق قاعدة (فيدني أفيدك) كون هذه الأطراف تشترك بنفس الصفات ونفس المبادئ الأستحواذية ، الشمولية ، التفردية ، التسلطية ، وصولاً الى الدكتاتورية.
• الأجابة الرابعة عشر/ نعم ليطالب الشعب بأعادة الأنتخابات، ولكن نحن بحاجة الى تطبيق مادة الدستور المعنية بالموضوع ، وتطبيقها هذا هو جزء من النضال الوطني ، وكذلك نحن بحاجة الى (ويجب سن) قانون أحزاب وقانون أنتخابات عادل قبل الخوض بهذه التجربة مرة أخرى وتحت راية وخيمة وتسمية الديمقراطية، أعادة الأنتخابات لا تقبل به الكتل المتنفذة لأنه دليل على أدانتهم.
• الأجابة الخامسة عشر/ تحرك المضطهدين يعني فضح أزمة الحكومة، وتحرك المضطهدين هو وسيلة الأحزاب والقوى الوطنية التي تمثل الطرف الثاني في معادلة الصراع الرئيسي ، وعليه فالشارع العراقي بحاجة الى من يحركه ، بحاجة الى قادته ، علماً نحن لسنا القاهرة أو تونس أو طرابلس أو دمشق أو عدن ، نحن بحاجة الى أحزاب وقوى وطنية تسير بالملايين نحو تحقيق الأصلاحات وبنفس الوقت تحترم خيارات هذه الملايين في تأدية طقوسها الطائفية.

جزيل الشكر عزيزنا "جاسم الحلفي" وليكن تساؤلنا اليومي ـ ماذا لو ؟ـ فهو الطريق نحو تجمع وتجمهر الناس في ساحة التحرير وفي كل الساحات.

 

 

free web counter