| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الأحد 10/5/ 2009



تطورات جينية وراء أنتشار
أنفلونزا الخنازير

د. مزاحم مبارك مال الله

بين أوان وأخر تظهر أمراض لم تكن شائعة بين الناس وأحدث هذه الأمراض أنفلونزا الخنازير، ولابد من الأشارة الى أن أنفلونزا الخنازير لا تُفسّر كون الخنازير محرمة فأصيبت بها فالطيور أصيبت وأصابت الناس بالأنفلونزا مع أنها لم تكن من المحرمات.

العلماء وجهوا الأنظار الى أن هذا الفيروس يشبه الى حدٍ ما الفيروس الذي سبّب الأنفلونزا الأسبانية في عام 1918 وأدى الى مقتل ما يقارب 50 مليون أنسان.
الفيروس من أسرة (أورثو ـ ميكزو فايروس) نوع A سريع الأنتشار والسلالة التي ظهرت هي AH1N1 (أي ـ أج واحد أن واحد).

هذا الفيروس يتفشى بين الخنازير بصورة دورية ويمتاز بأنخفاض معدلات الهلاكات بينها ولكن هذا الفيروس يبقى منتشر بين الخنازير على مدار السنة وغالباً ما تحدث الموجات الوبائية في أواخر الخريف والشتاء.
الفيروسات التي تسبب أنفلونزا الخنازير شأنها شأن جميع أنواع فيروسات الأنفلونزا تتغير بأستمرار، فحينما تصاب الخنازير تحدث تغيرات وتبادلات جينية تنتج عنها أنواع جديدة مختلفة. إن السمة الرئيسة في هذا الفيروس هي تمكنه من أنتاج سلالات جديدة وبأستمرار وأن الجهاز التنفسي للخنازير كما الحال لدى الأنسان يستقبل فيروسات عدة أنواع.

وقد ظهرت أنواع مختلفة من هذه الفيروسات على مر السنين ومنذ عام 1930 وحالياً تم عزل أربعة أنواع لكن أهمها نوع H1N1 ينتقل المرض الى الأنسان عن طريق الأتصال بخنازير مصابة، وتحدث العدوى بأنتقال أشياء ملوثة من الناس الى الخنازير. الفيروسات المحّورة في داخل الخنزير بأمكانها أن تصيب الأنسان مرة أخرى ومن شخص الى أخر عن طريق اللمس والسعال والعطاس (خلال ساعات يتم تسجيل مئات الأصابات)،ولكنه لا ينتقل عن طريق تناول لحم الخنزير المطهي حيث أن الفيروس يُقتل بدرجة حرارة 71 مئوية.
هناك لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع المرض ولكن لا يوجد لقاح للبشر لحد الأن.

الأعراض
تشبه الى حدٍ ما أعراض الأنفلونزا المعروفة (أرتفاع بدرجة الحرارة،صداع ،آلام بالعضلات، سعال جاف،وأرهاق شديد، اضافة الى التقيؤ والأسهال وبشكل أكثر من الأنفلونزا الأعتيادية).
والمرض تنفسي ينتشر بسرعة بين الناس فهو شديد العدوى من أنسان الى أخر.

وقد حذر الاختصاصيون من أن الأشخاص الذين يعانون من الربو أو أي مرض تنفسي آخر هم الأكثر عرضة لالتقاط الفيروس.
الفيروس ينتشر بهدوء والمصابون ينقلونه حتى قبل ظهور أعراض المرض عليهم. المرض صعب التشخيص ولكن المختبرات المتقدمة تجري فحوصات العثور على الفيرويس لدى المصابين أو المشتبه بهم.

في المختبرات يبحثون عن الحامض النووي للفيروس وهو يشبه التركيبة الجينية لنوعين أخرين من فيروسات الأنفلونزا العادية الشائعة بين الناس وبنفس الوقت فأن فيروس أنفلونزا الخنازير يحمل حامض نووي لأربع سلالات مختلفة من الأنفلونزا ولديها شبه بفايروسي أنفلونزا الطيور والبشر وهذا ما يُعقد أمر التشخيص.

وتكمن خطورة المرض بأنتشاره في مختلف أنحاء العالم خصوصاً بواسطة القادمين من الدول التي ظهرت فيها الأصابات.
وقد تم تحديد الأصابات في المكسيك، الولايات المتحدة الأميركية، كندا،فرنسا،أسبانيا ونيوزلندا وبريطانيا وألمانيا.
حبوب تاميفلو هي العلاج الذي ربما ينقذ المصابين. وتعكف العديد من المختبرات العالمية في الوقت الحاضر على أستحضار لقاح سريع ضد المرض ولكن الخبراء لا يتوقعون أنتاجه قبل أربعة أشهر.

إن الوقاية والأجراءات الوقائية هي السبيل الأمثل لتفادي أنتشار العدوى.
في العراق لا توجد أي دلائل على وجود المرض رغم وجود الخنزير البري ولكن بأعداد قليلة.

 


 

free web counter