| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ماجد مطرود

 

 

 

الأحد 11/11/ 2007



بانوراما بلا عجلات

ماجد مطرود

في السّاعةِ الخامسةِ والعشرين * , في قرارٍ .. لمْ تبلغْهُ الدقائقُ , إنّما الدموع
نزعتُ الرّوحَ عنْ جلدِها و إستعرتُ معطفَ الأيامِ
بينما الأسلاكُ التي حوَّطتْ , فجأةً , وجهَ المدينةِ
طالتْ وقفتُها.. حتى نفذَ الزّيتُ منْ يَدي وإنطفأَ الّمِصباح
قشّرتُ فراغَ الوهمِ على مهلٍ ,لأسمعَ وقعَ أقدامِ الحقيقة
رأيتُ الّبحرَ في عيني يكرعُ الريحَ , رأيتُ الّفلكَ يستغيثُ بالغريق
غير أنَّ البريقَ أشارَ اليّ بالنسيان , وأنطفأتْ كًلُّ الّعروق
على الخطِّ السريعِ , تبيّنَ أنَّ حافلةَ الأزواجِ بلا عجلات
أيُّها الّحوذيّ .. إشربْ دمعتَنا , التّاريخُ أفسدَنا
إنَّهُ الزّاني المتكررُ بأوهامِنا , فلِنرجمَهُ بالخُرافة
في السّاعةِ الخامسة والعشرين , أخطأَ النّهرُ, وأرتدى ثوبَ البارحة
-أكانَ هذا الحبُّ الذي يغمرني حبك ؟
- بلا
-الحزنُ بالّلافتاتِ أمْ بالثّياب ؟
-بالدموعِ .. خدعتُ جدّي , وسرقتُ منهُ إيوانه
صفَّقَ لي ملوكُ الهزيمةِ كلَّهُم
إنكسرتُ حينَ لمْ أجدْ مَنْ يُعاضدني .
كانَ ابراهيمُ صديقي , العزاءُ كانَ دارَنا الأوحد (1)
كانَ عراقياً فصيحاً , حينَ تكلَّمَ لُغةَ الضّاد , لكنّه هجرَ الحروفَ وأستعانَ بالارقام :
عام 1920 – بنى مدينةً من رمادٍ كثافتُها الجّحيم (2)
عام 1958 – كوّنَ أجنّةً تبيعُ وتشتري أرواحَها في قعرِ الجّحيم (3)
عام 1968 –أستعارَ رئاتٍ مستعَملةً ( لنكات ) من حطب ِالجّحيم (4)
عام 1980 – جمّعَ اللّصوُصَ ليغزو أطالسَ الدنيا , لكنَّهُ ظلَّ الطريقَ فاسترشدَ بوهجِ الجّحيم (5)
عام 1990 – قَطعَ الأعناقَ , ضيّعَ الأرزاقَ , مستفيداً مِنْ حكمةِ الجّحيم (6)
عام 2003 –: للأرقامِ بقية ُالجّحيمِ , ربَّما السّاحة تخبرُنا أينَ هوَ الفردوس . (7)
في السّاعة الخامسة والعشرين , في وادٍ , باضتْ بهِ الأسودُ وأثمرتْ , ثعالباً
مسحتُ البراءةَ كلَّها , زرعتُ شوكةَ الشّيطان ِفي وجهي
إنَّما المآذنُ الّتي رمّمتْ أثداءَها , قسَمتْ , لنْ تباركَ سخطَ السّاخطين
في ساحتِها يدٌ خبيرةٌ تشيرُ بأصبعين منتصرين , تشيرُ الى الفراغِ ما بين المفاصل
( وبكاميرا ) من نوعٍ خفيٍّ , توميءُ للصِّ بالعبورِعلى خطى الذّئبِ لتُذهِلَ الصّورة
وحدهُ الصّحفيُّ الذي قُتِلَ بنارٍ صديقةٍ كانَ يقولُ : (إنَّما يأكلُ الذّئبُ مِنَ الغنمِ القاصية ) (8)
يا لها منْ يدٍ مفتوحةٍ على مصراعيّها
بنصفِ ميتٍ خبَّأتْ نصفَ النّخيل , خبَّأتهُ بالعباراتِ النّاسفة , ليتعلمَ التّصفيقَ برجليّه
قالَ كبيرُ المصلين : أخفينا سّراً.. الحربُ حربُهم , دمُنا باردٌ كالصَّقيع
تدفأْ بالبكاء قلتُ قبلَ أنْ تدوسَ اقدامُك الفرح
قلتُ لمنديلي شكراً للبُكاء , شكراً للمقطّرِ الهمّام
شكراً الى مَنْ أنشدّ التّوحيدَ في عينِ الّخِصام
شكراً للفرحِ الظّمّآن حينَ يشربُ دمعتَنا , شكراً لهُ .. تاريخُهُ أفسَدنا
إنَّهُ الزّاني المتكررُ بأوهامِنا فلِنرجمهُ بالخُرافة

بلجيكا /2003


 * الساعة الخامسة والعشرين الرواية المشهورة للكاتب قسطنطين جورجيو
(1) المقصود النبي أبو الانبياء .
(2) تأسيس الدولة العراقية.
(3) تأسيس الجمهورية العراقية
(4) انقلاب البعثيين واسلتلامهم السلطة
(5) الحرب العراقية الايرانية. 
(6) اجتياح الكويت وبداية الحصار الاقتصادي
(7) سقوط نظام الديكتاتور .
(8) عبارة للخليفة عمر بن الخطاب

 

Counters