مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                    السبت 7/4/ 2012

 

هامات مناضلة تلتقي في السويد
(1)

مزهر بن مدلول

هذا العنوان ليس شعارا، وليس ادعاءا، او تزويرا.. هذا العنوان صادقا، وجديرا بهؤلاء الذين ذابتْ سنواتهم على اسفلت القمم، وغرقت في اعمارهم الفصول، وضاعت ضحكاتهم في الوديان المعتمة.
هذا العنوان، يليق تماما بهؤلاء المثقلين بالعشق والمعرفة والقلوب التي نبضت في العراء، ومازال الجرح مفتوحا، مستيقظا لا ينام، وفي العيون تجربة الالم التي طفحت الى اقصاها، حيث الامنيات تركوها مدفونة هناك..
امنيات تبدأُ في الازمات بسيكارة وقدح شاي، وتمرُّ احيانا بالحبيبة وشريكة المشاعر والاحاسيس حيث تطلُّ الروح في كلّ صباح على من تحب، وتنتهي بالوطن الذي تملأ شرفاته اغصان شجرة التين.

ورغم اني اكتب في الضجيج، ضجيج الومضات المشتعلة بالتوتر والانفعالات التي تخرج احيانا عن الاتزان، ولكني رأيت كائنات تظهر من الشقوق وتعوم فوق الحكاية الفريدة بقسوتها والتي لم نندم عليها.

في البدء كنا نبحث عن موقد النار، والموقد استخدمناه هناك كما هو معروف لطرد الاشباح التي تناسلت وانتشرت بشكل مخيف، لذلك ترك رمزية شديدة الصفاء في النفوس، فمنه تنبثق الذكريات وكأننا ننحدر بهدوء من قمم وسفوح قنديل نحو وديان متين وكهوف كَارة، لكن اجواء مدينة يتبوري لم تمنحنا الفرصة في الليلة الاولى لكي تكتمل دائرتنا حول موقد النار.

قبل ان ندلف الى القاعة، شاهدت في عيون بعضنا دهشة متأملة ونظرات زائغة في المسافات الزمنية، وظننت بأن هؤلاء البعض منا لم يروا رفاقهم منذ سنوات طويلة فأثار اللقاء في وجدانهم الحنين والمرارة معا..

في داخل القاعة الضيقة احتشد الانصار الذين جاءوا من مختلف بلدان اوربا وفاق عددهم المائة، احتشدوا وعلى وجوههم انطبعت ابتسامة تدل على الفرح في هذا اللقاء الخاص والمميز، ورغم ان الانصار اعتادوا على ان يلتقوا سنويا منذ عام 2004 لكنهم يشعرون وكأنهم يلتقون لاول مرة.

جدران القاعة زينتها الصور، صور ذكرتنا بتلك الاماكن التي عشنا فيها سنين طويلة، صور للشهداء والراحلين والذين مازالوا احياء، وعلى الجدران ايضا ابتسامات لوجوه الانصار الكاريكاتورية التي رسمها النصير الرسام ستار عناد (ابو بسام) والتي اضفت على اجواء الاحتفال شيئاً من الابتهاج.
وفي زاوية اخرى كان للنصير الفنان عباس العباس (ابو فايز) لوحات بالالوان المائية ورسوم كاريكاتورية كذلك.

بدأ عريف الحفل النصير (ابوهادي) بدعوة الحاضرين الى الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء الانصار وكل شهداء العراق، بعد ذلك قرأ فقرات البرنامج الذي اعلن ان يكون مفتوحا لمشاركة الجميع وخاصة اصحاب المواهب منهم.

ان ما يميز هذا اللقاء في هذه السنة هو حضور عدد كبير من النصيرت اللواتي تجاوز عددهن الخمس والعشرين نصيرة، وكان لهن دورا رئيسيا في انطلاق الحفل بالاغاني التراثية الجميلة وخاصة تلك التي كنا نرددها في ايام النضال المسلح والتي نعبر من خلالها عن اشواقنا للوطن والاهل والاصدقاء الذين بقوا هناك، ثم بعد ذلك توالت القصائد الشعرية والذكريات والمواقف الطريفة والغناء والرقص على الطريقة الجبلية فكانت ليلة من امتع الليالي واكثرها فرحا.


 

 

free web counter