مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                    الجمعة 7/12/ 2012

 

الدليل، تجربة ومعاناة!
(6)

مزهر بن مدلول

من (مدهر) في ناحية النصر الى (ابو نافع) في مدينة الناصرية!، لا اتذكر الذي اطلق عليّ هذا الاسم وكيف!، لكنه رافقني منذ ذلك الحين حتى خرجتُ من البلاد، ولمّا زرتُ المدينة بعد اربعة وعشرين عاما، وجدتُ الاصدقاء الذين ارهقتهم الحروب، مازالوا يحتفظون (بأبي نافع) رغم التجاعيد الكثيرة!.

كان لقائي الاول مع نائب سكرتير اتحاد الطلبة العام في المحافظة (عباس حسن)، ثم لقاءا آخرا مع السكرتير العام للاتحاد المرحوم (حميد مهلهل) ومن خلالهما انتظمت في احدى اللجان المسؤولة عن العمل مع طلبة المتوسطات.

في تلك الاثناء كان مكتب السكرتارية يتألف من: حميد مهلهل، عباس حسن، كاظم دايخ، عواطف جبو، كامل هادي (عن الشطرة)، ناهي مهاجر (عن القلعة)، وزميل اخر (عن سوق الشيوخ)، وعندما سافر البعض من هؤلاء الى بغداد جاء الى مكتب السكرتارية كلا من (طه سلمان) والوجه الطلابي المعروف ناظم زغير (ابو حازم التورنجي).

ليس لي معرفة جيدة بهؤلاء الزملاء قبل هذا الوقت، عدا (عواطف جبو) التي نرتبط معهم بعلاقات عائلية، حيث أبوها شريكا لأبي في بعض الصفقات التجارية (تهريب الغنم)، والشهيد سلمان وسلمى زوجة (لبيد عباوي) من اصدقاء اخي القريبين جدا، وكانت العائلة بأكملها تزورنا في العطل الرسمية والاسبوعية الى القرية حيث يأكلون ويتنزهون في الريف والبستان.

في بداية عملي طلبوا مني ان اعمل بشكل سري لأني غير معروف في المدرسة، ولكني رفضت لسببين: اولهما، هو ان العمل السري لا يتناسب مع طباعي العلنية..

فأنا علني.. في السياسة كما في الغرام علني .. وفي الضحك كما في البكاء علني!.. لقد بكيت!.. وطالما بكيت.. مثل طفلٍ فقد امهُ بكيت.. كانت دموعي غزيرة وعلنية، وسوف يأتي الدليل في تنقلاته القادمه ليروي لكم القصة بالتفاصيل كاملةّ..  سوف يرمي المزيد من الملح ليجعل الجروح تصرخ!، وما اكثر الجروح التي مازالت تنزُّ قيحاً!، وما اكثر القوّادين في هذه البلاد!.

اما السبب الثاني، فأن مسؤول الاتحاد الوطني (نزار عبد الرضى) الذي جاء بعد (طاهر البكاء) يعرفني جيدا فهو من مدينة النصر وكان معي في نفس المدرسة، وعلى الرغم من ان شقيقه الاكبر كان شيوعيا وشقيقه الاصغر كان زميلا في اتحاد الطلبة، لكنّ هذا الشخص بدا نموذجا للمريض بالكراهية، وصارت بيني وبينه مشاحنات عديدة حتى اني عندما اشتركت في مسابقة الشطرنج التي نظمها (الاتحاد الوطني) في الناصرية وترشحت الى الدور النهائي لألعب المباراة الأخيرة مع احد الطلاب البعثيين، كان (نزار عبد الرضى) ومجموعة من ( العصابة) يشوشون عليّ في كل نقلة اقوم بها حتى خسرت المباراة.

كنتُ انذاك في اعدادية الناصرية (الفرع العلمي)، وكان معي في نفس الصف الزميل (ناظم زغير) وكنّا انا وإياه نخوض معارك نقاشية صاخبة مع البعثيين بتحريض من المدرس الشيوعي (خالد صبر). كان كلّ واحد منّا يحمل معه سطل قمامة، مكتوب عليها (مزبلة التاريخ)!، نرمي فيها كل شيء لا يريد الدخول في قفص افكارنا الحاسمة!.

قبل تجميد الاتحاد تعرضنا الى الكثير من المضايقات من قبل طلبة الاتحاد الوطني على الرغم من الظروف العلنية للعمل الطلابي وخاصة الطلبة الذين كان لهم دورا قياديا ومميزا انذاك وهم: طه سلمان، ناظم زغير، مزهر مدلول، هيفاء الامين، اقبال خليل، الشهيد علي ابراهيم، الشهيد صباح مشرف (وضاح)، ضياء صبر، عباس سعدون، الشهيد مناضل عبد العال (مؤيد)،  امير امين، زينب علي، صبيحة....، مكي رحيم، فاضل عزيز، واخرين..

وعندما تقرر تجميد المنظمات المهنية ومن ضمنها اتحاد الطلبة العام، تشكلت لجنة حزبية لقيادة العمل الطلابي، هذه اللجنة تتألف من: طه سلمان، ناظم زغير، مزهر مدلول، صبيحة....، امير امين، وكانت بقيادة الرفيق المعلم (ابو سامي) عضو اللجنة المحلية للحزب، وكانت اللجنة المحلية في ذلك الوقت تتكون من: ابو سلام (سكرتيرا)، ابو ربيع، ابو حازم العامل، الشهيد ابو كريم، ابو مازن، مركز، وابو سامي، وقبلهم كان الدكتور امين عريبي والمرحوم كاظم الجباري.

 كنت اعمل في مقر الحزب كموظف في الاستعلامات واتقاضى راتبا شهريا قدره ستة وثلاثون دينارا اصرف بعضه على نقل البريد الحزبي من الناصرية الى مقر البصرة، وكان يقوم معي في نفس العمل في الاستعلامات كل من: طه سلمان، الاستاذ ناصر فياض، محسن خزعل، ابو عثمان، واثق، ابو حسين.

ولابد من القول هنا، بأني لا اكتب تاريخا، وانما اكتب يوميات ليس اكثر، فلي العذر ان نسيت اسما او حدثا لا يعنيني بشكل مباشر، مع العلم بأنّ هناك بعض الحلقات المفقودة والتي تحتاج مني الى سفر لكي أأتي (بالدليل) الذي سوف يقول لنا: (انما الفتى من يقول ها انذا وليس الفتى من يقول كان ابي)!.

 

 

 

 

 

 

free web counter