مزهر بن مدلول
الجمعة 5/11/ 2010
سيبقى العراق هو الاجمل
مزهر بن مدلول
نحن الذين نعشق كارثيا لوركا، سنبقى نردد معه.. ( ان لحية والت وايتمان مليئة بالفراشات ).
قد يبدو ذلك نوع من الفانتازيا، في واقع عراقي يفور مثل بركان، لكن من ثنايا العتمة التي نتصورها شاملة، يطلُّ نور..
نورينبعث من عيون تتسع خوفا وتعجبا، لمنظروليد مذبوح حملته امه في يوم مقدس الى كنيسة النجاة..
اخذته في حضنها وهي تتمنى ان يتعلم المحبة، وان يعشق العراق، كما عشق لوركا غرناطة الغجرية..
لم تكن تعلم في ذلك الصباح، ان فرانكو العجوز كان هناك، وقد اطلق رصاصاته البليدة، فمات ساحر الاندلس، وصرخت امه وضحك المخبولون..
في المساء كان لوركا يغني.. دوت الموسيقى البربرية في الارجاء، وتحولت اغاني الغجر الى صرخة روح وضربات قلب..
حين اموت
اتركوا الشرفة مفتوحة
الطفل يأكل البرتقال
من شرفتي اراه
الحصّاد يحصد القمح
من شرفتي احس به
حين اموت اتركوا الشرفة مفتوحة...
وفي بغداد ستبقى الشرفة مفتوحة..
حتى لو كان ذلك مجرد حلم، ولكنه حلم صادق ورقيق وعظيم، يتسلل كما النسيم الى ارواحنا.. ويأخذنا الى المياه والالوان والمسافات..
لا احد يستطيع ان يغلق الشرفة امام الحلم.. لااحد يمنعه من الدخول، طالما في بلاد النهرين يوجد الكثير من الذين يمتلكون الاحاسيس المسؤولة ويمتلكون الضمير..
اولئك الذين لهم عيون سحرية، يرون فيها الجمال المختبئ، وينتمون الى الارض حتى في اصعب واقسى الايام..
انهم يخلقون الفرح والابتسام ويرشون الماء على النار..
ستبقى الموسيقى البابلية فرح الروح
وتبقى النواقيس عالية في المأذن
ومحارق البخور والنقوش..
ويبقى العراق هو الاجمل..