مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                    الأثنين 4/3/ 2013

 

الرفيق محمد جاسم اللبان : العملية السياسية في العراق بحاجة الى اصلاحات جذرية

كوبنهاكَن : مزهر بن مدلول

في لقاء مفتوح دعت له منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك تحدث الرفيق محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي امام العشرات من ابناء الجالية العراقية وبعض ممثلي القوى والاحزاب السياسية والشخصيات المهتمة بالشأن السياسي العراقي عن الظروف الصعبة والخطيرة التي تمر بها بلادنا وموقف الحزب منها وعن الحلول والمعالجات المتاحة التي يراها الحزب ضرورية لاخراج البلاد من هذه الازمة.

وبهذا الصدد تحدث الرفيق اللبان عن الازمة العراقية الشاملة (ازمة سياسية واقتصادية وثقافية واخلاقية) التي تعصف بالبلاد مؤكدا بأن المرحلة الانتقالية التي تطلبت ان تكون الديمقراطية فيها توافقية انحرفت عن مساهرها وتحولت الى محاصصة اثنية وحزبية وطائفية فاسدة أدّتْ الى ان تأخذ المؤسسات ماقبل الدولة مثل العشيرة والطائفة دورا سياسيا كبيرا جعل الدولة مشلولة وعاجزة عن اداء وظائفها، كما ان هذه السياسة الطائفية غيّبت ارادة وقدرة القوى المتنفذة على الجلوس والحوار في سبيل ايجاد الحلول المناسبة التي تجنب العراق الوقوع في منزلق التقسيم والحرب الطائفية، وما المأزق الخطير الذي تمر به بلادنا اليوم الاّ نتيجة منطقية لنظام سياسي يستند في الاساس على التحاصص وتوزيع المغانم بين اللاعبين الكبار.

وتناول الرفيق اللبان في حديثه عن الوضع الاقتصادي وتوقف العملية الانتاجية في العراق قضية البطالة والفقر وشظف العيش الذي يعاني منه الملايين من العراقييين الذين لايجدون مايسد رمقهم اليومي، بينما شرائح التجار والسماسرة والطفيليين التي نشأت في ظل الاقتصاد الريعي تستولي على كل شيء وتسرق قوت المواطن تحت عناوين ومسميات مختلفة مدعومة ومحمية سياسيا، وتحدث ايضا عن الخراب الذي طال جميع مؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية بما في ذلك الاختراقات الامنية المتكررة مما عرض حياة المواطنين الى الخطر اليومي المميت، كل ذلك يجري امام انظار القوى صاحبة القرار التي انشغلت في صراعها وتنافسها غير النزيه على السلطة والثروة وتركت المواطن محروما من ابسط مستلزمات العيش والكرامة الانسانية.

وحمّل الرفيق اللبان القوى السياسية التي تمسك بمفاتيح الحل وخاصة الحكومة المسؤولية الكاملة عن مايتعرض له العراق من مخاطر جدية تهدد كيانه الجغرافي ونسيجه الاجتماعي، كما انتقد بشدة جميع المحاولات الساعية الى تدويل القضية العراقية والاستقواء بالاجنبي التي تجعل العراق ساحة لصراعات دول ذات اجندات مختلفة ومتعارضة مؤكدا ان الحل يجب ان يكون عراقيا وان الفرصة لم تضع بعد طالما هناك خيرين وعقلانيين يضعون مصلحة البلاد في سلّم اولوياتهم، وطالب اللبان الحكومة بالابتعاد عن سياسة الكيل بمكيالين وتحقيق المطالب المشروعة للمتظاهرين وقطع الطريق امام الانتهازيين والمتربصين والقاعدة والبعثيين واعداء العراق الذين يتحينون الفرصة للاجهاز عليه.

ودعا الرفيق اللبان في ختام حديثه واثناء حواره مع الحاضرين الى مضاعفة الجهود من اجل دفع جميع القوى المدنية والديمقراطية والقوى المتمثلة في التيار الديمقراطي وكل الذين ينبذون السياسة الطائفية ويؤمنون بدولة المواطنة الى العمل من اجل ان يكون لهم دورا سياسيا مؤثرا يستطيعون من خلاله التغيير في موازين القوى، فهذه القوى هي وحدها التي تحمل المشروع الوطني الحقيقي الذي يلبي مصلحة المواطنين والوطن.

 


 

free web counter