مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء 3 /1/ 2006

 

 

الى الشهيدة الشيوعية المنى ليزا{انسام }
 

اللوحة السومرية
 


مزهر بن مدلول

ذلك مكانً بعيد ،
بين شيرين وقنديل .
اجهلهُ ،
اهرب منهُ،
فيحيطُ بي ،
يلتفُ كحبلٍ في عنقِ ذاكرتي
يقلقُ روحي ويسكنُ عاطفتي
مكان ً.. ليسَ اي مكان .
زمانهُ ،
لا تكتمل فيه دورة القمر
وفي ارضهِ ،
لاينبت العشب من مطر
غضب الربُ منه،
فلم يخلق فيه انثى وذكر.
ذلك مكانً ،
لايضعون الازهارَ فيه على القبور
ولا تتشأرب ثيابُ النساءِ برائحةِ البخور
شمسهُ من ضباب ،
وسمائهُ كعاصفةٍ في يباب ،
هناك فيه تنام ..
سومريةً على ارائكِ التراب .
وفي ليلة من ليالي المكان ،
اجتمع الاقوامُ فيها ،
من الجنوب الى الشمال .
وكعادة الانصار ،
لايحلمون وهم نيام ..
حدقتُ في نجمةٍ مضيئة
لاصنع منها امراة عشيقة
اخيط لها فستانا ورد ياً
وشال .
ولما بدت اميرةً ا نيقة،
انزلتها من اسوارها ا لشائكة..
عانقتها ..
عناقا خجلت منه الملائكة ،
ثم غفوت في دقيقة .
حين انبلج الصباح
ايقضني الحارسُ الاخير وصاح ،
ذهب القومُ وبقي المكان .
فدرتُ حول راسي مرتين
وفي الدورة الثالثة ،
جننتُ .
احاط بي اهل مدينتي
اعرفهم
كانو معي ، في البيت والمقهى
انهم طيبون
وليس كالناس يكذبون
حشد من الجن ِ والطنطل ِ وا لشياطين
واقسموا لي ..
بالسدرةِ واللوحِ ِ،
ا نً على التلِ كمين .
اشعتُ ذلك النبأ العاجل
فلم اجد مجنوناً ..
وكان المسؤولُ عاقل .
وفي غفلةٍ مجهرية ،
تمزق النهار
وحل في المدينة الدمار
وضاعت اللوحة ُ السومرية .
لم تراها..
ولم اراها
ليس في قافية القصيدة
ولافي ريشة رسام
سالتُ الرب عنها ،
فسخر مني وقال ..
من لا يعرف انسام .