الخميس 31/3/ 2011

كلمات الى امي بعيد الحزب مزهر بن مدلول ذلك كنتُ اعرفه .. تماما كما اعرفُ ان ليلك موغلٌ بالظلام ، وان الدموع التي جفتْ في مآقيك ، هي التي افقدتْ عينيك ، قطرة الضوء الجميلة ، وكنتِ مع العتمةِ صديقين حميمين .. اعرفُ ان التجاعيد التي حفرتها شراسة الايام المتراكمة ، جغرافية شاسعة ، بين اخاديدها احتفظتِ بمرآة لوجهي وخطوط ملونة لحروف اسمي .. اعرف ياامي .. كنت تجلسين وحيدة على دكة الباب .. تنتظرين نسمة تمر تلملم هواجسك المبعثرة رائحة تركناها في ذلك الزقاق الفقير ، تعيد الى روحك ذلك المنلوج الطويل الممزق ، الذي ينفجر من جراحك المفتوحة ، او ربما تنتظرين لحظة خاطفة لها اشراقة المطر على ذاكرة تجهش بالبكاء علَّها ترتب لك هذا الشتات .. ماذا كنت تنتظرين ياامي ..!؟ اي صدفة اختارت لك هذا الحريق المهول واي اهة عميقة المّت بك ، وقادتك الى لحظة القدرالاخيرة .. كنت تبحثين عني في العيون الزائغة ، التي تفتش عن لحظة انعتاق من غروب ابدي .. بين الارواح التائهة ، التي تتقاذفها اعاصير القذائف .. بين فيالق الموتى ، التي احرقت ملامحها الحروب ، وكان الجنود يمرون على عجل غير مبالين بالصراخ الذي يملأ عينيك ولا بأرتعاشة قلبك المكسور ... ماذا كنت تنتظرين ياامي ، وكم من الاعوام طال انتظارك ..! انا لم اكن في ذلك الزمان ، ولم اكن في اي زمان لم تتشظى رؤيتي ، ولم تبتلعني المتاهة كنت في رحلة ضاربة في الاعماق والاقاصي كنت ياامي في كل مكان واي مكان في احتدام الذكريات والنميمة على كل جبهات القتال كنت احارب ! احاربُ الوحشةَ والوحوشَ والقنابل احاربُ العزلةَ والالغامَ والعقارب وكان لي اعداءٌ كثيرون ياامي .. مصاصي دماء ، يتلذذون في نهش لحمي ، يستلون خناجرهم من جسدي كما لو اني حيوان منقرض ، ويرقصون وسط المذبحة المتلاطمة .. فاهربُ اليك ، اتدثرُ تحت عباءتك ، واتذكرك في هذا اليوم يوم ميلاد الحزب لقد مرت اعوام طويلة ياامي ، حين كان الفرح يكتسح المشهد باكمله وحين كانت اسرارك البهية ، غدران وارفة وموجُ ابتهاجٍ يطفح في عيوننا .. خلجانٌ مالحةٌ وافق يسقط بين قدميك .. امي …... ليس لدي شك انك من الشهداء .

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس