الثلاثاء 29/12/ 2009

كمائن مزهر بن مدلول من ذا الذي يزيح هذه الصخرة الجاثمة على صدري من يرفع عني هذا الأفق الشاحب ، الذي اخذ بخناقي يا عيني التي تجول في ظلام مذعور ماذا هناك غير جثة التاريخ ، وأحلام مكسورة الأجنحة ماذا ترين في هذا المداد ، غير الغياب والمقبرة أيتها الأرض السخية بالحيرة والصراخ أيتها المبعثرة في الذاكرة لماذا في كل لحظة نشد الرحال إليك ونحفر في أجسادنا حين نغفو ، وشما عميقا للأيام الخوالي أيها السديم الغامض البعيد كيف اخترقت المسافات كلها ، لتسقط مضيئا في أرواحنا أيها القادم من ذرات الطين ونسمة البراري ماذا تفعل في هذه الوديان الغارقة في الوحشة في هذه المضارب الحالكة التي لا تنتمي إليها أنها مخصصة للبكاء والأوجاع الطازجة وفيها تفقد الكلمات إيقاعاتها .. والأغاني أيها الممرغ بالفرح مجرد همس وإشارة رائحة حنين يتسع مثل مجرة حنين إلى القفار ينغرس بعيدا في النسيج والعروق ويفيض شوقا إلى الطلول المرشوشة بالألم إلى الأرصفة التي تتفصد عرقا في ظهيرة لاهثة إلى الهموم العذراء والأحضان الدافئة التي مازالت تردد صدانا إلى .. الجا .. وشلونك يمه يا بعد روحي .. ولمة الجاي والمنقلة والاماسي الناعمة المبللة بالتعب .. يا شعاع الشمس الأخير لقد ابتلعتك السماء نحن الان في كامل الاستعداد ، كي نشن هجوما كاسحا على الذاكرة الذاكرة المهاجرة ابدا الى صلصال الحباري سنستخدم كافة الأسلحة ، لتمزيق كينونتنا ، كي لا تستيقظ مرة أخرى ستهطل غيومنا حمما ، كي يحترق الخيال وتجف بحيرة المشاعر فابتدأت مسيرتنا بالتثاؤب نجر فيها مساءا طويلا مفعما بالصمت والحذر والظلام وصلنا الى نهر دجلة لونه كشفق ناعس ورائحته تشبه البلاد بأكملها على شاطئه تفجرت الخواطر ولهثت جمرة الأحزان هذا الرمل رمل الأساطير نما عشبا تحت أجفاني وهذا الماء الذي اغتسلت به قصائدي بدأت المعركة الزمان كله على كتفي والسماء التي تلبدت بالحرائق أهلاً حضرة الموت أهلاً بتلك الفجيعة اهلا بهذي الشجون قلب أمي يخفق هناك أكاد اسمعه سأبقى كي لا يتوقف عن الخفقان

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس