مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                    السبت  22 / 6 / 2013

 

 لحى وأسلحة!

مزهر بن مدلول

عندما تجتمع اللحى والاسلحة، فلابدّ ان تكون طريقة الحكم هي (احتقار ارادة الشعوب وتطلعاتها)، ويكون الخراب والدمار حتميا وشاملا، هذه اللحى سوف تلاحق النور على طريقة الدكتاتور المقتول (بيت بيت وزنكَة زنكَة)!، (واللة اليستر من الجايّات)، فقد تصبح الشعوب في وقتٍ ما مجرد اهالي والقتلة المدججون بالشعوذة مستوطنون!.

اقسم ُ بالله : انهم سيهدمون سقوف المباني، ويأخذون الاعمدة لرفع الخيام، ويصنعون من اسلاك شبكة الانترنيت نبالا ً لمطاردة (الزرازير) في البراري، ويجعلون المرأة مجرد كيانا ملحقا لافرق بينها وبين الحجر الاّ بنبضات القلب، ويستبدلون القوانين والمؤسسات والدساتير بتشريعات (الحلال والحرام)!.

انهم لا يعلمون شيئا عن الدولة ولا عن الحداثة ولا عن الديمقراطية ولا عن الحياة بقدر ما يعرفون عن استحضار (الجنّ والعفاريت)!، سيخرجون من الشقوق والكهوف كما لو انهم قبيلة من الاقزام، ويلوثون ما تبقى من نقاء، ولن يتركوا للانسان قطرة صافية في ماءهم العكر!.

وامام هذا القلق النابع من تصور! بأنّ قبائل (العصر الحجري) النائمة في خزائن الكتب ستستيقظ قريبا وتنزل الى الشوارع وتلعن (سنسفيل) اجدادي، فأني لابدّ ان اسأل السؤال نفسه، السؤال الذي يحشر أنفهُ في كلّ قضية! وهو: ما العمل!؟.

اعتقد من الخطأ ان نعتبر ما يجري امام انظارنا قدر محتوم، لأننا بذلك ننفي عن الانسان غريزته الطبيعية ورغبته الكامنة في الحياة وتشبثه المتواصل بالبقاء، وانما هي ظروف طارئة حدثتْ في غفلة من الوعي وافرزتها التقلبات السياسية المفاجئة التي تتحرك كما تتحرك الرمال في الصحراء!، لذلك اصبح المطلوب اليوم هو البحث في جدوى هذا البقاء والكيفية التي يجب ان يكون عليها وماهي متطلباته ومستلزماته وتفرعاته التي تجعله مستمرا ومواكبا للعصر والحداثة.

ومن هذا الباب، بات الأمر يكتسي اهمية قصوى، في ان تتكاتف مساعي كل ّ القوى الحيّة في البلاد في سبيل نشر ثقافة الجمال والتنوع والتعايش، ومواجهة اصوات الطبول والدفوف المفزعة بالفن الانساني الرفيع المتمثل: في الموسيقى والمسرح والادب والفن التشكيلي.. الخ ، بما في ذلك اظهار الوجه الجميل للسياسة بأعتبارها تدبير لشؤون الناس وراعية لمصالحهم وحارسة لعقدهم الاجتماعي، وهذا ما لا يدركه العدميون الذين لا تربطهم علاقة بالسياسة أو أنّ علاقتهم بها كعلاقة الاعمى بالالوان!، لا يرون منها الاّ جانبها المعتم!.

فالجمال هو سماد الوجود ومنبع الصفاء وهو الملاذ والمرتع، وهو المشاعل والقناديل التي بواسطتها نستطيع ان ننير الطريق ونبدد الظلام حتى لو كان الظلام خارجا من صناديق الاقتراع!، ومن دون ذلك ، فسوف تشتد الازمة وتحكم قبضتها على البلاد وسيسود التخلف وتعم التفرقة ونبقى نترحم على (جان جاك روسو) وعلى عقده ِالاجتماعي الذي ستمزقه اللحى والاسلحة!.

 

free web counter