مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

السبت 21 /1/ 2006

 

 


قيامة ٌ في ( كلي زيوة )


مزهر بن مدلول


صرائفُ تموز ، ليسَ كعاصفةٍ للشمس
وزيتُ الرملِ ، لم تكن له رائحة ُ الهيل
يومُ ميلادي .. مثلما قالت جدتي .. وهي تسردُ عن حكايةٍ ، مرّ عليها الف عام
وتمضغُ في فمها شئا ً لااذكرهُ
لكنهُ ، بالتاكيدِ ليسَ ( الآيس كريم ).
قالت..
ان يومَ ميلادي .. كان يومُ كسوف
ابي يسكنُ ، ازقة َ غابةِ القصب
يصطادُ السمكَ والخريط
يغني اغنيتهُ المحبوبة
(فرَّيتج إعلى الكون..
بوية انعيمة .. يا انعيمة)
عائداً ، على ظهرِ مشحوف
وامي بكت عشرون عاما ، ولما لم تجد في المآقي ، دمعة ً باقية ً ، قررت ان تموت.
انهُ بدءٌ مجنونٌ ، وازلٌ خرافيٌ ، ليس مقدس
رافقَ اسفاري ، منذُ عمري
او هكذا منذُ التكوين ِ ، او منذُ لاشئ
ابحث ُ لراسي ،،
عن جوفٍ في احشاءِ صخرة
جسدي منفيٌ في معطفٍ للبغلِ
استعرتهُ في ليلةٍ باردة .
روحي غارقة ٌ، في اعماقِ حلمٍ
هاجسهُ ..
حضنُ امراة ٍ دافئ وحنون .
الانصارُ قد يفترقون ..
في ليلة ٍ صخريةٍ ، صعود شاق ٍ
في جبل متين..
او في عبور ٍ ، لآمواج ِ ربيع الزاب
حين تتحول الى ريح ٍ عاتيةٍ
على منحدرِ كثبان
لكنّ ، حلمَ التلاقي..هناك
في السعدون ِ، اوفي الرشيدِ ، حيثُ نعشق
كانَ دائما مستيقظ ٌ فينا
نرسمهُ .. نلونهُ..
ننحتهُ ، حيثُ نشاء
نعلقهُ ،على جدار الروح ِ
فنرى ، ابتسامة َ وجهِ جواد سليم
كرائحةِ الخبزِ ، من تنورِ قرية ٌ تفوح
هكذا ، نصنعُ الحلمَ من الحجر
فقررنا في ذلك النهار، ان نلعب كرة القدم
حلمُ الطفولةِ الغائب
تركناهُ ، منذُ احترقَ التراب
وكنتُ ، العبُ في الوسط
عددٌ كبيرٌ من المشجعين
سيّجوا الساحة َ بالهتافِ والتصفيق
بالضحكِ والصياح ِ والتعليق
لكنَّ ذلكَ لم يكن في { برشلونة }
ذلكَ ملعبٌ في ( كلي زيوة ).
تعالت الاصوات ، حين اشتدَّ الهجوم
اختراقٌ للوسط
اختراقٌ للدفاع
الجمهورُ يهتفُ محتجاً
ان هناكَ تسلل
والحَكَمُ ، يواصلُ اللعب
الكرةُ ، تدخلُ المرمى
فيعلنُ الحَكَمُ ، نهاية المبارات
وصاح ...
طيرانٌ ، طيران ،، انتشارٌ ، انتشار
وفي لحظةٍ لم تمر، من ذلكَ النهار
اختفى الجميع.
سماءُ حزيران بلا غيوم
حزيران الوادي ، يزهو بحلتهِ الخضراء
اخرجتُ راسي سليما من بطن حجر
حيث توقف القصف
رائحة ُ البارودِ تملأ الوادي
هناك شئٌ غريب.. شئٌ مجهول..
احسُ بهِ .. لزوجته ، تلتصقُ بثيابي
يتسربُ في ثقوبِ جسدي ،فاشعرُ بالغثيان
هواءٌ ثقيل .. الالوانُ تغيرت
الاغصانُ ، التي تتاغنجُ متمايلة ً
توقفت عن الرقص ِ
الطيورُ، شعرت بالخطر، فغادرت المكان
وانغامُ الريح ِ ، تنسابُ كعزفٍ جنائزي
وكان خلفَ الحيطان ِ، المدهونةِ بالسم ِ، نقاش
قال المختصُ..
انَّ صاروخاً ، وقع في المرافقِ الصحية
قال الضابط..
ان الهواءَ مسموماً
هرعنا ، الى حيث سقطت القنابل
هناك شهيد.. هناك جريح..
وهناك ايضا نقاش ، استمر الى الليل ِ ولم ينتهي
صمتَ الليلُ ، وتوارى الفرحُ
فذلك كان .. مجردُ حلم
والحقية ُالوحيدة
هيَّ ، انْ ايقضني ، المٌ في البطنِ ، ورغبة ٌ في التقيؤ.
فنهضتُ ، من فراشي ، ووجدتُ ، اني لا ابصر
قريباً مني.. اسمعُ، ضجيجَ الاوجاعِ
حولَ النيرانِ ، تجمعَ الانصار
فاقدينَ الحلمَ والابصار
ويشتمونَ ، الحَكَمَ ، و الهدفَ الذي ضاع
بعضٌ من النصيراتِ ، يوزعنَ ، قليلاً من الحليب
ويهمسنَ ، بالحبِ والهدوء
وبعضٌ اخرٌ قليل
ينقلون المكفوفينَ الى الاعلى
فامتطيتُ ظهرَ حيوان
كانَ يقودهُ ، النصير الجميل اسو
تكلمَ ، طولَ الطريقِ ، دونَ توقف
دارَ كلُّ حديثهُ ، عن مذياعهِ الصغير
وكم منَ الموجاتِ ، يمكنهُ التقاطها
فيسمعُ منَ الموسيقى مايحبُّ
لكنهُ ، في المسافةِ الاخيرةِ
سالني ، عن شعور الاعمى .؟!
فضحكت .!!