لكنه سيأتي

مزهر بن مدلول
 

ليس الان
ولا كان
بعيدٌ جدا .. او من غيرِ مكان
امكنة ٌ اغمضت اجفانها
فقد استباحَ فضائها السراب
فهربَ منها ..
هوَ ، والصفصاف والبلوط
ثم رحلَ سيدها السنجاب
ربما خرج من دائرة الطين
او اغراه’ هدوء الالوان ِ
في كوكبٍ ، ضلّ جاذبيتِكِ
لكنهُ سياتي
يرسمُ هلالاً لوجهِكِ في حديقةِ الأله
ويصنعُ لسريركِ وسادةً من غيمةٍ بيضاء
يجمعُ رذاذَ لؤلؤة القمر
يطرزُ بها شبابيَكَ يومَكِ السعيد
ليسَ الان
زمانهُ ترجّلَ صهوة همجيةِ الجبل
واختبأ في ثقبِ الوادي السحيق
او جرفتهُ الريحُ
خلفَ زجاج الماء
فانظريهِ .. سياتي
حينَ ينتشرُ البحر حول خصرك
امواج اصابعه تغازل نهديكِ
ضعي جديلتيك ِ
على ضفتي ساقية الورد
لملمي شظايا الضوءِ عند الغروب
لاتتركي الشموعَ موقدةً في الشتاء
سياتي .. يدخلُ من نافذة ِالروح
ترابُ نجمةٍ يُنبتُ الشعر
حروفُ قصيدتهِ اجنحة ملونة
ايقاعُ قوافيه همسُ اغنيةٍ في شفتيكِ
فلِمَ تطلقينَ الفراشات
في كحلِ اهدابِ رمشيكِ
تمهلي في هذا الجمال
وانظري في الافاق
سترينَ الشمسَ في قاربهِ
وكلّ اقمارها ستدور
مثل قلادة في اسفل عنقك
فانتظري .. ليس الان
لكنه سياتي
كلّ ذلك ، كانَ حلمُ يقظةِ ليلةِ البارحة
افسدهُ مقاتل وكاتب جميل
هو حميد كشكولي
حين قال ..لقد اقتربت من اعناقنا الانفال
ياابن مدلول ِ