مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 16/3/ 2008



بين جسدي والقصيدة

مزهر بن مدلول

لقد كبّلتني الاوهام ..
الكائنات الهشة
الهاربون من لعنة الفراغ
اولئك ..
الذين يبيعون القصص الفاسدة
حُفاة المخيلة
تلك الخناجر التي اختارت عظامي ساحة للقتال ..
مازالتْ ترقبُ همس الضوء في اصابعي ، تريد طعن اللحظة السحرية المتوارية في ارجائي .
انا الذي ..
تركتُ جسدي ، ملفوفا بكيس التبغ ، على عتبة غيمة ممزقة الثياب ، وركبتُ سراب القمم ، هائما في فضاء مجنون
مازلتُ اعرف ..
في اي وادٍ ، سيسقط النهار ، ومن اية جهة من السماء ، سيبزغ الليل ، وانَّ نزف راسي لم يكن هو الاخير .
قلبي تواقا ، للنورس والنخل وصوت الحمام
اطوي مدامعي ، واحلم بطعم الخبز ، مدهونا برائحة النهود .
اتوهجُ شوقا ..
من اجل ان انام على دكة التنور ، واستعير كفّ جارتي العجوز ،
افتشُ في قاعهِ ..
عن تلك التي ..
فرشتْ لأحلامي ، ذات قيظ ، ظلال اهداب عينيها ، واضائت قناديل ضحكتها ، عتمة السنين .
تلك التي ..
طوقتني ، بجديلتها المغزولة بالعنبر والبخور
وعلمتني عشق الصلاة ، والتعاويذ
النظرات المسروقة ، واكتشاف الطالع في جوف الفنجان .
عن التي ..
تركتْ في فمي ، ذات مساء ..
طعم فاكهة بساتين الرمان ، التي تسكن وجنتيها ، واشاعتْ في غرفتي فوضى السرير .
انا الذي .. مازلتُ ، لاأرتوي من غزل العيون
اتوغلُ في غموض الذات ، واشتعلُ في عتمتها ، كي استجلي الوقت الصامت ، الذي اخترته سبيلا للحنين .
استدرجُ الشمس الى نافذة الفؤاد ، كي ابصر خصر القصيدة ، تخرج من قضبان القافية ، وترقص عارية على اوركسترا نحيب جسدي ..
جسدي
اه .. جسدي
رميتهُ تحت حجر
وابتعدتُ مبتهجا
لقد تحررتُ من جسدي .



 


 

Counters