مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                    الأثنين 15/4/ 2013

 

 قبلَ عض الاصابع !

مزهر بن مدلول

يتسآءل الناس بكثير من الشك، هل لدينا في العراق سياسيون حقيقيون، ام منتحلون لهذه الصفة!؟، الا يرون انّ البلاد اصبحت في النزع الاخير بين الحياة والموت، ام انهم لايشعرون بالألم الذي وصل الى نخاعها الشوكي!؟.

فأذا كان السياسي، هو ذلك الموهوب الذي يأتي بالحل متى استعصى امر، فلماذا حلّتْ الشتائم بين سياسيينا محل النقاش، ولماذا اخذ الصراخ والشعارات مكان  البناء والمشاريع، ولماذا يخرس الشرفاء ويتكلم اللصوص والانتهازيون، ولماذا تحولت السياسة من (فن الممكن)  في ادارة البلاد الى فن اشعال الحرائق وسرقة مستقبل ابناء الشعب والقضاء على احلامهم.

لقد ابتلتنا المرحلة بأحزاب وتجمعات تسربت من بين الشقوق والثغرات، حتى بتنا لا نستطيع ان نميز بين يمينها ووسطها ويسارها، ولا بين شعاراتها ونواياها، فتحولت  السياسة الى (سياسة مائية)! بلا لون ولا طعم ولا رائحة.

 والغريب في الأمر، ان هذه الاحزاب التي تدير دفة البلاد، ورغم اختلاف الوانها ورموزها، الاّ أنها تتصاهر وتتلاحم مع فكرة تقسيم الغنيمة، دون ادنى اعتبار لسلامة الوطن وحقوق المواطنين، فأدخلت البلاد في منعطفات ليس لها باب، واصبحت حياة الانسان جافة وقاسية ومليئة باليأس والتشوهات.

 فهل من احد يدرأ هذه المحنة ويوقف هذا الأسى؟.
لاشك، انّ بلد يزحم بالاجندات الشيطانية الماردة، والتي تمسك جميعها  بالسلاح الفتّاك (المحاصصة والطائفية)، وتلاحقهُ كي تستعجل جنازته، يستدعي من كلّ ذي عقل سليم   واحاسيس وطنية ان يفكر في الطريقة التي نردُّ بها الاعتبار لبلادنا، الطريقة التي تخرج المواطن من عجزه وتردده ليقول كلمته بصوتٍ عالٍ دون ان يلتفت الى الخلف، والافكار كثيرة ومطروحة في الطريق (كالمعاني) بتعبير الجاحظ!.

لا يكفي ان  نذرف الدموع على الضحايا، ولا يكفي ان نشتم الفساد ونستنكر الجريمة، بل علينا ونحن نشاهد اليلاد تنفرط كحبّات المسبحة ان نفعل اكثر مما نقول، ومن هذا الباب ارى من المناسب ان نأخذ بفكرة المفكر الايطالي (انطونيو غرامشي) في البحث عن (الكتلة التاريخية)!، ورغم اختلاف الزمان والمكان والحدث، الاّ انّ ظروف التشرذم والتشتت والفقر والقتل التي آلَ اليها العراق، تفرض ان نجد تصورا واحدا  وقاسما مشتركا، نعيد من خلاله الحيوية والدينامية للقيم الجميلة التي تطفئ جمرة الظمأ الملتهبة وتملأ السلال بالفاكهة، هذا التصور والهدف الواحد النبيل وبعيدا عن تفاصيله ورمزيته، هو ان نمجّد الآدمية بغض النظرعن لونها وجنسها وعرقها ودينها،  فدعونا نبحث في الامر بجدية ومسؤولية كبيرة قبل عض الاصابع!.
 

free web counter