مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 14/11/ 2010

 

ابو اصطيف مات!

مزهر بن مدلول

مات حامد الجنابي..
مات الصبي
مات النبي..

مات النصيرالشيوعي العنيد
مات السوريالي العجيب
مات المتمرد
مات الضحك..

مات الذي التصق جسده بالظلام، وغرقت عيناه في لحظة الضوء القادمة من وكر الذئاب..
مات الدليل، فتوارت الدروب والمنعطفات واختفى النهار..
من يرشدنا يا ابي اصطيف الى الطريق ونحن في منتصف العاصفة.. من يدلنا على البيوت في (ادلبي) ونحن على حافة الجوع.. من يقودنا الى عرين الاسرار في ( كاروكة الجميلة وسيريا الشاهقة ).. من يتقدمنا في حربنا مع الريح التي اتت على ارواحنا، ونثرتنا كالرمال في جبل شيرين..
مازالت ثيابك مبللة، وجسدك يرتعش، تجمد الدم في خديك كاني اراك الان، ورحت تبحث عن قشة يابسة تحت ركام الثلج، عن ملكات الجمال في بلاد السند والهند، عن امل بين الحجر والدموع، لكي تحمي رفاقك من الموت الوشيك..
يجرفك سيل الروبار المتوحش في (عادل بك)، وانت تجرف وحشة الوديان بانغامك واغانيك..
من قال لك ان تموت ونحن مازلنا في راس الجبل الاجرد، ومازلنا تحت سماء مقفرة الا من مزاج دموي..
الا تدري ان امامنا مسافة طويلة ياابي اصطيف، والطريق الجبلية، خالية من الشمس والاصدقاء.. الا تعلم ان الوديان والاشجار مسترسلة بالاحلام، والصبية والرضع نيام، والعبارات ترتجف على الشفاه..
تغوص اقدامك العارية في الثلج، وتغوص روحك تحت جلدك الضامر، وتبقى تحلم بساعة من ساعات النهارالدافئ في مدن الكادحين.. تحلم في لحظة ان تغفو في حضن يملأه الحنان.. في لحظة حب ساقها القدر صدفة..
لقد تعبت يارفاق، لقد اختنقت يارفاق، اتركوني هنا انام على مقربة من حافات الوطن.. اتركوا لي خبزا وسكين..
ماذا تفعل بالسكين يا ابي اصطيف!!..
ماذا لوكنت تدري بان تكون بعد ايام العارف البارع بخبايا الجبال واسرار مغاراتها وحزن صخورها..
مكانك على اليمين، فوق الصخرة هناك، احذر يا ابي اصطيف فانت بالضبط وجها لوجه مع المحنة، وكان الغضب يتدفق من وجهك وعينيك..
رصاصاتك تمر فوق رؤوسنا..
تلقي التحية على الجرحى والشهداء..
صراخك يجرح الهواء، كلماتك امل انسام..
هلا تذكرت انسام يا ابي اصطيف.. كانت تسمعك، كانت تبتسم، كانت هناك تنتظر ان تأتي اليها زاحفا وسط حقول الالغام..
وحين لم تصلها نامت تحت غصن شجرة بلوط وهي تحلم ببراءة الحياة..
وداعا ايها الجميل سنبقى نتذكرك.


 

Counters