الجمعة 14/10/ 2011

اربعينية الشهيد هادي المهدي في كوبنهاكن تقرير : مزهر بن مدلول انت يا بئر العطش يا كنزا اسود في فم الذئب دع قنديلك الناطق بالاعاجيب يضيء اسم العراق ارفع خرقتك التي عصبت بها وجه بغداد، اجمع زينة الحرب من عتبات البيوت، اجعل بنادقهم مكانس لئلا يقتِلوا او يقتَلوا، انفخ سراجك الذي يشع ظلمة في ليل امي، ولا تترك حبيبتي تخرج خائفة من البيت الى الجامعة ومن الجامعة الى البيت، بل اختم على قلبها بأبعد نجومك حتى تعرف .. وهي تشد لك حجابها .. انك العاصفة وقد ابتسمت اخيرا بعد طول خراب. بهذه الكلمات الانيقة الزاهية، بدأ الشاعر احمد حسين قصيدته الطويلة التي حدد فيها المسافة بين الضباب والدموع واهداها الى صديقه الشهيد هادي المهدي.. ليلة امس كان مهرجان مميز استذكر فيه الحاضرون الشهيد وتحدث فيه الشعراء والاصدقاء وزوجة الشهيد.. سأرحل، واجعل القلب، شرفتي المطلة على الاسئلة سأرحل، واصعد السلالم المتجهة نحو الاشراق سأرحل الى القرون الاولى انا، انا من رأى الله يسكن في قطرات المطر، وانا من تسلق الجبال المغطاة بالثلوج، بحثا عن الربيع الذي لم يأتي بعد سأرحل الى احتفالات الشمس والوّح باشارة الوداع الى العالم القديم وبهذه الكلمات المنتفضة انهى الشاعر باسم الانصار قصيدته بهذه المناسبة.. تحدث اصدقاء الشهيد وزوجته عن الطريقة البشعة التي بواسطتها كتموا صوت هادي وعن مواقفه البطولية وجرأته في مواجهة الظلم وعن روحه الجميله التي هي روح الفنان والمسرحي الذي يتطلع الى تغيير وجه العراق.. وفي هذا اللقاء ايضا كانت كلمة للصديق هاشم مطر المنسق العام لتيار الديمقراطيين العراقيين في الدانمارك وكانت كلمة معبرة في كل سطورها ليس فقط عن تضحيات العراقيين وانما عن الامل والمستقبل وعن انتزاع اللحظة الحاضرة والمستقبلية من عمق الزمن الماضي مهما كان معتما.. حضور كبير واسئلة كثيرة اجاب عنها الشاعر احمد حسين الذي كان مع الشهيد في بغداد والذي تعرض هو الاخر للاعتقال بسبب مشاركته النشيطة في احتجاجات ساحة التحرير، (ولكن نحن مازلنا نرفع صوتنا عاليا حتى نرى العراق يحتضن الجميع)..

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس