مزهر بن مدلول

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                    السبت 13/10/ 2012

 

شيء عن الاسبوع الثقافي العراقي في كوبنهاكَن

تقرير : مزهر بن مدلول

احيت ممثلية المركز الثقافي لعموم بلدان اسكندنافيا في الفترة بين 8 - 13 تشرين الاول الحالي ، اسبوعا ثقافيا عراقيا برعاية وزارة الثقافة العراقية وسفارة العراق في الدنمارك وبالتعاون مع مؤسسة سيدوري الثقافية ومنظمة (نسيم) للشباب الاكاديميين وجمعية السنونو الثقافية والاكاديمية العربية المفتوحة وكوردان تي في وسينما إمباير ودار الثقافات العالمية.

تضمن الاسبوع الثقافي العراقي العديد من النشاطات التي شارك فيها الكثير من المبدعين من شعراء ومسرحيين وسينمائيين وفنانين تشكيليين وموسيقيين من مختلف الاجيال،
لم تتاح لي فرصة حضور ومشاهدة جميع الفعاليات، لكني رأيت جانبا مهما مما قدمه البعض من هؤلاء المبدعين العراقيين الذين حاولوا نقل تجربتهم الفنية بطريقة الجمع بين حياة المنفى والحنين الى الوطن.


في اليوم الاول شدت انتباهي امرأة كانت مفعمة بالحيوية وكثيرة الحركة وتتنقل في الكلام بين مجاميع المتفرجين، وعندما سألت عنها قالوا لي انها الفنانة العراقية لينا هاشم،

ولينا جاءت الى الدنمارك وهي في الثانية عشرة من عمرها، درست العلوم الانسانية والفوتوغراف في كوبنهاكن وساهمت في العديد من النشاطات والمهرجات الثقافية حيث اتيحت لها فرصة عرض لوحاتها الجميلة،

لم تتردد لينا في الاجابة على اسئلتي، حتى اني اكتشفت بان عالمها الداخلي هو ذاته المتجسد في هذه اللوحات القليلة والمرسومة بمهارة فنية عالية، انها رسوم تثير الاحساس بالطفولة واللعب والحنان.

الفقرة التالية كانت للشاب المبدع فنار غالي وفرقته الموسيقية، وفنار هو ابن الفنان الكبير طالب غالي، وهذه العائلة بالاضافة الى ظهورها الابداعي في مجال الموسيقى فقد برز من بينها شعراء وقصاصين،

كان اداء فنار رائعا، فقد استطاع ان يؤدي الاغاني العراقية بالات غربية وبطريقة ادهشت الجمهور الذي غنى ورقص معها.

في اليوم الثاني كان لنا لقاءا مع فرقة ينابيع المسرحية والفنان الجميل والمسرحي المميز هادي الخزاعي في مسرحية الهوراسي،

والهوراسي قصة كتبها الالماني هاينر مولر وكانت من اعداد واخراج وتمثيل الفنان هادي الخزاعي الذي تميز في قدرته على التنقل بين دور الراوي لقصة من الزمن الماضي الى دور الممثل الذي يحاول ان يحسس المشاهد بان الحدث يجري الان امامه وعلى خشبة المسرح، ادهش الخزاعي الجمهور في حركاته وبراعته في تبديل صوته، لكنه تركنا في حيرة بين المنتصر والقاتل!.

وفي اليوم الثالث كان النشاط ايضا لفرقة ينابيع المسرحية، ولكن في عنوان اخر وممثلين اخرين، فقد كان الجمهور على موعد مع مسرحية الحافة التي هي من اعداد واخراج الفنان سلام الصكَر وتمثيل الفنانتين نضال عبد الكريم وسومة سامي، لقد كشفت المسرحية عن امكانيات كبيرة للمخرج سلام الصكَر وايضا عن طاقات ابداعية كامنة لدى كل من الفنانتين نضال وسومة، وكان موضوع المسرحية هو الرفض الكامل لامتهان كرامة الانسان ومحاولات سلب حريته وقيمه باساليب المتسلطين المعروفة، وفي ختامها ونتيجة للاداء التمثيلي الرائع هب الجمهور واقفا يحيي الممثلتين ويقدم للفرقة باقات الورد في مشهد يشبه العرس،

في يوم الخميس كانت فقرة البرنامج امسية شعرية بعنوان (قصائد على ضفاف الحب والحرية) لمجموعة من الشعراء العراقيين وهم عبد القادر البصري، باسم الانصار، دنى غالي، ئالان بيري، سليمان جوني، رحمن النجار.
وفعلا جميع القصائد التي القيت في الامسية كانت تتحدث عن الحب والحرية التي تعكس مدى تعطش العراقيين الى تحقيق هذين الامنيتين،

وكانت طريقة الشاعر باسم الانصار في الالقاء الممزوج مع حركاته المسرحية في نقل الصور الشعرية تثير الاعجاب، وكذلك بقية القصائد التي تدل على ان هناك مواهب شعرية يجب رعايتها والاهتمام بها، وكان للشاعر عبد القادر البصري نكهته الخاصة سوى في مضمون قصائده او طريقة القاءه بلغة سليمة وواضحة،

ويقول في قصيدة (الشرفات):

كلها شرفات
تلك التي نطلُّ منها
او تلك التي ننتحرُ منها
او التي تغلقُ بوجوهنا
الشرفاتُ القديمة الخشبية التي سميناها شناشيل
او الحديثةُ التي علقنا عليها قميص القتيل
لاتعني من يمرون في الطرقات
مجرد شرفات


 

free web counter