الأربعاء 12/5/ 2010

لو كان لي مزهر بن مدلول لو كان لي، أن أكون زهرةً لأستخلصتَ كلّ روائحي في مسامات غرفتها، وأفضيتَ لها باسرارِالنجومِ والمسافات، وبغيمتها، التي تمطرُ جفافَ روحي، بالنسيمِ والضحكات لتسربتَ عبرشقوق الهواء، أبوحُ لها، بما أفضى به الفلكيون ليلة البارحة، وما همستْ به العرافات شفاهٌ تعانقُ شفاه سماواتٌ زرقاء من دون ضفاف عصفورٌ عن السربِ تاه .. لو كان لي، ان اكون نحاتاً لنحتَ لها تمثالاً، أجملَ من تمثال (فينوس)، يتعبّدُ في ثناياه البوذيون والمتصوفون، ويزورهُ الفقراء من العشاق، في لحظة الحزن والفراق وجهها، ليس ككلِّ الوجوه، أما العيون، فأني اعجزُ عن وصف صمتهما، يقولان مالم يستطع اللسان، ويهمسان بما لا يقال وبما اني لست شاعرا، فأن جميل بثينة قال بها.. لها مقلة كحلاء، نجلاء، خلقةٌ كأنّ أباها الظبيُّ وأمها مها .. لو كان لي، ان اكون شاعرا وليس اي شاعر انما شاعر يستطيع ان يكتب ملحمةً، عن جنةٍ، تكمنُ بين رابيتين مبتسمتين، بساتين رمان وشهوة وتين جنةٌ ليس في الارض، ولا في السماء، ولااعرف أين.. لو كان لي، ان اكون موسيقارا لصغتَ لصوتها الناعس، لحنا يحرس الفضة والارواح وله رائحة العشب، وله مذاق الحلم، قبل انبلاج الصباح .. لو كان لي، ان اكون فيلسوفا لأكتشفتَ كلّ القبح المتواري، خلف مظهر ذلك الجمال..!

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس