| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأثنين 9/6/ 2008



الانتخابات الأمريكية القادمة بين التكتيك والاستراتيجي

مصطفى محمد غريب

ستجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة تشرين الثاني 2008 بمنافسة بين رجلين أو امرأة ورجل هما ممثلين لقمة الهرم الرأسمالي الأمريكي وممثلي الطبقة الأكثر ثروة وإمكانيات مالية هائلة وهؤلاء يمثلون حزبين موجودين منذ بداية القرن العشرين ويحاول المنظرون الرأسماليون خداع الناخب الأمريكي والمتابعين للوضع الأمريكي بانهما مختلفين الأهداف الاستراتيجية وكذلك الأيديولوجية والأهداف والمصالح الثابتة للرأسمالية الأمريكية ولهذا يأمل البعض من السذج وبخاصة المثقفين العرب إن بمجرد مجيء ديمقراطي بدلاً عن جمهوري أو جمهوري بدلا عن ديمقراطي أو امرأة بدلاً عن رجل أو اسود بدلاً عن أبيض ستتغير السياسة الأمريكية وتُفرط بمصالحها واستراتيجيتها، من المعروف وعلى امتداد سنين طويلة يتقاسم الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي الرئاسة الأمريكية وبمدد متساوية تقريباً وتتغير الوجوه والأشكال وتظهر شعارات وتختفي شعارات وينتهج تكتيك جديد بدلاً من التكتيك القديم وفق المرحلة لكن لو لاحظنا لم يطرأ أي تغيير على الاستراتيجية الأمريكية ولا كانت أو تكون أية مساومات على مصالحها الثابتة ولا نتعجب عندما نقرأ تصريحات باراك اوباما وقبل أن ينتخب من قبل حزبه كمرشح وحيد " دعوني أكن واضحاً، أمن إسرائيل مقدس ، هذا أمر غير قابل للتفاوض، الفلسطينيون بحاجة إلى دولة مترابطة وذات تواصل بري وهذا سيسمح بالازدهار ( ولو بعض كيلومترات!!) ونؤيد موقف إسرائيل بالنسبة للقدس كعاصمة أبدية لها " دلوني إذا كنتم لا توافقوني على نقطة خلاف مع كل المرشحين وكل الرؤساء وكل النواب وأعضاء الكونكرس الأمريكي ومن كلا الحزبين وسأكون ممتناً وأحني هامتي لكم طوال العمر، هذا بالنسبة للقضية المركزية عند الأحزاب القومية والدول العربية وهي أهم قضية قومية عندهم ، بل الافضع من هذا فإن أمريكا من خلال معادلتها وموازنتها بين الدول العربية ( 22 دولة ) وجامعتها لا يمكن المعادلة أو الموازنة مع دولة إسرائيل لأنها الأثقل وزناً عند الادارات الأمريكية، من يستطيع التحرش بأمن إسرائيل التي تتحرش كل يوم في أي دولة كانت وتخرق أمنها؟ أين الدعوى من القدس المقدسة عند المسلمين ؟ وأين لجنة حماية مدينة القدس الذي كان رئيسها ملك المغرب السابق الخامس ولا اعرف هل ابنه أصبح بدلاً عنه أم لا؟ أما بخصوص العراق ونحن نأخذه مثلاً لما يعول عليه من آمال البعض باعتباره ديمقراطياً والضجة التي افتعلها الحزب الديمقراطي بخصوص سحب الجيوش الأمريكية من العراق وسيطرته بالأغلبية على الكونكرس ومجلس النواب الأمريكي فقد شكر أولاً باراك اوباما القيادة الأمريكية في العراق وثانياً أعلن " ليس من السهل إعادة آلاف الجنود والأطنان من التجهيزات" وأعقب أن سحب القوات الأمريكية يجب أن يتوافق بالتوازن مع تعزيز دور الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية في العراق للحول دون حصول ابادة أو تطهير عرقي " وسحب الجنود الامريكين سيكون عملية معقدة " على حد المثل العراقي ( اخذ ليل أوجر عتابة) ولا نريد المرور على تصريحات صاحبته الديمقراطية هيلاري ولا على المرشح الجمهوري جون ماكين والمؤمل أن يخلف الرئيس الحالي جورج دبليو بوش فهي معروفة وتتطابق تقريباً مع سياسة السلف الصالح الجمهوري!! لكن يظهر من تصريحات باراك اوباما أن أي تغيير استراتيجي لن يحدث في السياسة الأمريكية القادمة ( فمشو بوزكم ياكرعين ) لأن الانتخابات الأمريكية التي تجري كل أربع سنوات هي عبارة عن تنافس وصراع بين الرأسماليين الامريكيين على المصالح الربحية والقطاعات التي يرى كل واحد منهم أنها الأفضل والتي تدر ربحاً أكثر وتستغل بطريقة خاصة وهذه سمة لا يمكن معالجتها في النظام الرأسمالي الذي لا يمكن القضاء فيه بشكل تام على فوضى الإنتاج والصراع والتنافس غير المشروع أحياناً لكي يبلع الحوت الصغير الأصغر منه والسمكة الكبيرة الأصغر منها وهكذا تسير العربة لكن الخاسر الوحيد هي الخيول التي تسحب العربة التي تستغل إلى آخر نفس وروح فيها.
إن الانتخابات الأمريكية القادمة في تشرين الثاني سنة 2008 ستكون مثلما كانت الانتخابات السابقة والأسبق وليس المهم من يفوز مهما كان جنسه أو لونه لان الاستراتيجي الأمريكي باقي لا يمكن تغييره أما الأهم فهو عند العراقيين وبخاصة من يهيمن على السلطة وبيده القرار‘ فأما أن يثق بقدرات الشعب ويرى مصالحه وصالحه أهم من كل اعتبارات غير وطنية ويقوم بالإصلاح الحقيقي للعملية السياسية ولها شروطها التي تحدثنا عنها أكثر من مرة أو يرضخ لقواعد اللعبة الأمريكية بان يكون العراق بلداً تابعاً لعشرات السنين حتى ولو قيل بسحب الجيوش أو الاستقلال وهنا يأتي دور المعاهدات الاسترقاقية ( مثلما مطروح في الوقت الحالي) التي توَقَع وللعلم للذين ليس لديهم علم لا يمكن التنصل من أية معاهدة يتم التوقيع عليها حتى لو تغيرت الحكومات واكبر مثال ودليل ما وقعته حكومة باتستا الدكتاتوري مع الولايات المتحدة الأمريكية حول القاعدة العسكرية ومدة بقائها فقد مضى على رحيل باتستا وحكومته التابعة ( 50 ) عام والأمريكان باقون في غونتانامو القاعدة العسكرية على أراضي كوبا ووفق تلك الاتفاقية لا بل أصبحت مشهورة أكثر بعدما تحولت إلى سجن ومعتقل وراح العالم يتصورها بأنها محور الشر والجريمة على الرغم من جرائم الإرهاب .. هل فهمتم؟؟؟؟

 


 

free web counter