| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

السبت 9/9/ 2006

 

 

هدفنا نسف الأمن الداخلي في العراق

 

مصطفى محمد غريب

العنوان يشرح نفسه بدون أية مقدمات أو تفاصيل ومنذ الوهلة الأولى يتبادر للذهن أن هذا النسف ليس له لا من بعيد أو قريب بقضية تحرير البلاد من القوات الأجنبية، ومع هذا فانه يستحق التدقيق لأن منْ أطلقهُ أحد قيادي حزب صدام حسين المسمى خضير المرشدي وحسب الأخبار وما نقلته البعض من وسائل الإعلام ومواقع انترنيتية أنه أصبح الناطق الرسمي لحزب البعث الصدامي وقد كان الموما إليه وبصحبة المحامية بشرى خليل قد حضرا إلى تونس بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل الذي نظم تجمعاً نقابياً وألقى فيه كلمة حيث أكد " أن هدف المقاومة البعثية هو نسف الأمن الداخلي في العراق" وتابع بأنهم " قاموا بـ ( 37 ) ألف عملية خلال (3) سنوات و(3) أشهر.. المعنى في التدقيق الذي اقترحته انه جاء مناقضاً لما ادعاه قيادي بعثي سابق لبعض وسائل الإعلام بان حزب البعث ليس له أي تنظيم وقد فشلت مساعي البعض من القياديين السابقين أمثال نعيم حداد وصلاح عمر التكريتي في إعادة تشكيل القيادة والتنظيم..
إذا كانت خسائر الجيش الأمريكي حسب الإحصائيات المعلنة حوالي( 2700) قتيل وربما جريح وأصيب أكثر من ذلك بالمقارنة بما ادعاه المرشدي بأنهم قاموا بــ 37 ألف عملية فهذا يثبت أنهم أي الصداميين وجهوا 90% من عملياتهم ضد أبناء شعبنا الكادح من عمال وكسبة وموظفين ومعلمين وفلاحين وغيرهم لأن الأغنياء كما هي العائدة يستطيعون حماية أنفسهم وبمختلف الطرق والأساليب، فأكثرية التفجيرات أصابت الأحياء السكنية والأسواق الشعبية والمحلات التجارية ودور العبادة من جوامع ومساجد وكنائس ومراقد ومآرب سيارات النقل العامة المكتظة بالعراقيين الأبرياء وخربت البنى التحتية من ماء وكهرباء وصحة وخدمات أخرى إضافة إلى القطاع النفطي المهم بالنسبة لحياة الملايين، ويبدو من منطق الحديث أن المتضرر الأكبر هو شعبنا الذي تتم معاقبته بمختلف وسائل الشر والإجرام وهو يتطابق مع ما يعلنون ويتفاخرون به وبكل وقاحة " نسف الأمن الداخلي في العراق " يعني بالدرجة الأولى تعريض الناس إلى أبشع الطرق للتدمير الإنساني والمادي لكي تصول وتجول العصابات المنظمة والمليشيات وفرق الموت والمنظمات الإرهابية الساعية للقتل والخطف والتفجير ومعاقبة أكثرية الجماهير الشعبية الكادحة التي هي بالتأكيد ضد الاحتلال وتسعى لإعادة السيادة الوطنية وخروج هذه القوات من ارض الوطن لأن نسف الأمن الداخلي لا يعني مقاومة القوات الأجنبية مثلما تتمشدق به فلول النظام الشمولي من مخابرات وامن وفدائي صدام وبقايا الأجهزة الأمنية المنحلة بقدر ما يعني الإبقاء على القوات الأجنبية أكبر وقت ممكن وارتهان العراق وسرقته بمختلف الطرق وتشجيع التدمير لمكونات المجتمع وأطيافه المتآخية منذ قديم الزمان.
بكل صراحة إن الذي يعنيه ألمرشدي وممن يسعون إلى نسف الأمن الداخلي وتعميق ألازمة هو تشجيع للفرقة والقتل على الهوية وتصعيد العداء الطائفي والتمترس خلف الجهات التي تسعى إلى تفجير الحرب الأهلية وبالتالي إلى تقسيم العراق بواسطة الدعوات إلى إقامة فيدراليات طائفية من اجل حماية المواطنين واستتباب الأمن بتشكيل اللجان الشعبية المسلحة على الطريقة الإيرانية المعروفة وعند ذلك يتسنى لفلول الصدامين الانتقام من الشعب وتدمير البلاد بحجة الوطنية والقومية ومحاربة قوات الاحتلال وبواسطة تشكيل لجان شعبية خاصة بهم تحت حماية القانون والفيدراليات الطائفية وإرهاق العراقيين بمطبات ومشاكل جديدة والتفرغ للعقاب حسب مشيئة ورؤية الجهة الحزبية أو السياسية الدينية التي تسيطر على هذه اللجان والمناطق أيضاً واستغلال القوانين بطرق تجعلها بعيدة عن المسألة القانونية الحقيقية.
هذا الهدف الذي يسعى إليه ألمرشدي وجميع القتلة هو هدف شرير غايته تخريب الوطن وتفكيك الشعب وجعل البلاد تموج بالفوضى وفقدان الأمان بحيث يعيش المواطن هاجس الخوف والرعب وعدم الثقة كما كان الحال في زمن حكمهم السابق فالمواطن كان يشعر دائماً أن خلف الباب والجدار والشباك وفي الشارع أو أي مكان يرتاده عيون تراقبه وآذان تسمعه وتقارير تكتب عن هواجسه وأفكاره لتنهي بها حياته وهنا يتطابق الموضوع ، فقد كان الأمن منسوفاًً في السابق إلا لدائرة النظام السابق ولهذا حكموا 35 عاماً بدون أي خشية من ضمير أو قانون أو دين أو أخلاق، الأمن كان لهم ولحاشيتهم والرعب والخوف والسجن الكبير للأكثرية من أبناء الشعب بمختلف قومياتهم وأديانهم وأعراقهم ومذاهبهم، واليوم يسعون لنسفه مرة أخرى ولكن بطرائق جديدة وهمهم ليس كما يدعون تحرير البلاد بل معاقبة الناس على أمل أن يعودوا مرة أخرى وبطريقة أخرى إلى دست الحكم.