| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الأربعاء 9/8/ 2006

 

 

لنتفق ولكن أولاً على عدوانية حكام إسرائيل وأطماعهم التوسعية

 

مصطفى محمد غريب

قبل أن نتفق على أي شيء يجب أن نتفق على أس البلاء والسبب المسؤول عن تردي الأوضاع وانتشار العنف والعنف المضاد في المنطقة واحتلال أراضي الغير بالقوة والعنجهية وعدم احترام الرأي والقرارات الدولية من خلال تعنت الحكام الإسرائيليين وعدوانيتهم وأطماعهم التوسعية والرغبة الملحة بأن تبقى دولة إسرائيل عصى غليظة بيد الولايات المتحدة الأمريكية تستعملها متى تشاء أو تريد وتشن الحروب بدلاً عنها، ومراعاة مصالح الرأسمال الاحتكاري المشترك بدون الالتفات إلى مصالح الشعب الإسرائيلي الكامنة في السلم والأمان مع جيرانها بالدرجة الأولى وقد أشار لهذا الشيء أكثر من سياسي ومثقف وإعلامي إسرائيلي محايد وأكده بالملموسات المادية الموضوعية، أن إسرائيل قامت بهذه الحرب بدلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية.

ثم بعد ذلك لنتفق مع الناعقين الذين ما برحوا ينعقون أن أسر جنديين اسرائيلين كانت الحجة التي قدمها حزب الله للدولة الحضارية الديمقراطية!! وكان يجب أن يكون أكثر انضباطاً ودراية بالمخطط المعد للمنطقة وفي مقدمتهم لبنان ،والذي بدأ به العدوان والحرب البربرية المنقطعة النظير على لبنان كله لا بل تهديداتها المستمرة بشن حرب واسعة واتهام دول وأطراف عديدة والصراخ بالويل والثبور لمن تسول له نفسه لدعم الشعب اللبناني والوقوف ضد مخططاتها العدوانية.

ولكن هل يتفق معنا الذين يرون أن كل الذنب يقع على هذه المبرر عبارة عن هراء مصطنع وأن الولايات المتحدة الأمريكية وأكثرية الحكام العرب وليس الشعوب العربية ومنذ نشوء الدولة الإسرائيلية عملت وتعمل في الخفاء أو في العلن لجعل دولة إسرائيل بعبعاً يخيف شعوب المنطقة بتسريب خبر المائتين قنبلة ذرية التي تمتلكها حسب الإعلام المؤدلج المتضامن مع العدوانية الإسرائيلية وتهدد بها العواصم العربية وقدمت لها أحدث الأسلحة المتطورة بدون أي قيد ولا شرط أو مراقبة لسلوكها واستخدامها لهذه الأسلحة حتى ضد الأبرياء وتهديم للبنى التحتية، بينما كانت وما زالت تقف بالضد من أي دولة أجنبية تبيع الأسلحة للدول العربية حتى وان كانت تقليدية وبسيطة وان الولايات المتحدة جهدت أن لا تكون أية دولة عربية قوية لها قدرات اقتصادية وسياسية وعسكرية جيدة خوفاً على فقدان قيمة ترسانة الأسلحة المتطورة المخزونة في إسرائيل وسعيها لجعل هذه الدول ضعيفة تثير الشفقة مثل لبنان الذي قال احد قادته العسكريين في بداية هذا العدوان بأننا لا نستطيع أن نسقط طائرة ورقية.

ونعود لنقول هل كانت إسرائيل بحاجة لحادثة اسر الجنديين لشن مثل هذه الجريمة التي لا تغتفر ضد الشعب اللبناني بطوائفه وأعراقه وأديانه وجميع الأراضي اللبنانية وتتمادى في التخريب والهدم والدمار وإذا كان جواب ــ نعم ــ من قبل مروجي هذه الفكرة باعتبار أن المواطن الإسرائيلي الواحد مهم للحكام الاسرائليين وبهذه الطريقة تحمي مواطنيها وعلى عكس الدول العربية فهل التضحية بحولي ( 70) قتيلاً إسرائيلياً حسب الإعلانات الرسمية لحد هذه اللحظة ولا نعرف مدى صحتها وبخاصة أن هناك قرارات اتخذت لمنع الصحافة والإعلام الإسرائيلي من كشف الحقائق، وإصابات المئات من الإسرائيليين وخسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات لا تندرج بالدفاع عن أرواح الإسرائيليين وممتلكاتهم واعتبارهم قرباناً لأسر الجنديين؟ إلا يوجد طريق آخر كان بالامكان الولوج من خلاله لحسم قضية الجنديين الإسرائيليين والمعتقلين اللبنانيين الذين قبعوا في السجون الإسرائيلية منذ سنين طويلة؟

لقد ثبت بالملموس ومن تجارب سنين عديدة أن حكام إسرائيل والمهيمنين على القرار السياسي والعسكري لا يريدون السلام والأمان في المنطقة ولا العيش بشكل طبيعي مع الآخرين وهم يروجون دائما خطر الفناء للشعب اليهودي من قبل الآخرين، والا ما المانع من الدخول في مفاوضات حقيقية وحضارية مع الفلسطينيين والدول العربية من أجل خلق مستلزمات أساسية للعلاقات لا يمكن التراجع عنها أو اللعب على الحبال فيها مثلما حدث لعديد من اللقاءات والاتفاقات، والانسحاب من الأراضي التي احتلتها منذ عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية على هذا الجزء المحتل وإعادة جميع الأراضي اللبنانية والجولان إلى

أصحابها الحقيقيين وهذا بدون شك سيخدم أول ما يخدم الشعب الإسرائيلي والشعوب العربية وقضية السلم والديمقراطية في المنطقة والعالم، وقد نتفق هنا أن هذا الحل العادل والدائم لن ترضى به الإدارة الأمريكية ولا حلفائها المسعورين للتوترات في العالم من اجل خدمة مصالحهم وشركاتهم الفوق قومية واستمرار استغلالهم من اجل زيادة الإرباح ونهب الثروات الطبيعية للبلدان الخاضعة لسيطرتهم وجشعهم ولو انعكس الأمر وإسرائيل هي التي يعتدا عليها وتُحتل أراضيها فما هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء إسرائيل في مجلس الأمن؟ وهل من المعقول أن تستمر الحرب بهذا الشكل وبهذه المدة وتبقى مكتوفة الأيدي عن ما يجري لإسرائيل؟.

ليها السادة لا تقولوا لنا أننا نعرف إسرائيل ووحشيتها وأمريكا ومصالحها وكان الأفضل عدم وطأة ذيليهما لأنهما مصابان بداء الكلب الشرس المعدي لأن الخاسر الكبير والوحيد من هذا العدوان وهذه الحرب الهمجية غير العادلة من قبل إسرائيل هما الشعبين اللبناني والإسرائيلي أما أصحاب القرارات الذين يمسكون بالقرار والمال والفدية في أيديهم فهم مهما اظهروا من لباقة وحزن، من قلقٍ ومسؤولية فضررهم في كراسيهم ليس إلا والحبل على الجرار....