| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الثلاثاء 9/2/ 2010



الوطنية تعني رفض الوصاية الخارجية والتدخل الإيراني

مصطفى محمد غريب

خلال السبع سنوات الماضية كثر الحديث عن التدخلات الخارجية في الشأن والقرار العراقي من قبل البعض من دول الجوار واتهمت من قبل البعض إيران كأول دولة خططت في الاتجاه المعاكس لاستقلال العراق وتخلصه من التأثيرات الخارجية من خلال تدخلها المباشر وغير المباشر ومحاولاتها فرض الوصاية عن طريق حلفائها الذين قدمت لهم قبل السقوط والاحتلال الدعم المادي والمعنوي الواسع بهدف ضمهم لأجندتها والذين يتعاونون معها بشكل وثيق وهذا ما حصل فعلاً وأصبحت هذه القوى في مراكز متقدمة ومكانة سياسية تستطيع من خلالها التأثير على القرارات التي تتخذ في الكثير من القضايا وبخاصة الحساسة التي تهم استقلالية العراق وعدم تبعيته إلى أية جهة خارجية ومن خلال الضغوطات الإيرانية نلاحظ عدم وجود أي إدانة من قبل الحكومة لا من بعيد ولا من قريب لتدخلاتها حتى أثناء توغل قواتها العسكرية بما فيها احتلال بئر الفكة أو تطاولها على المياه الإقليمية ولم نسمع إلا أحاديث همس خافتة وخجلة في أكثر الأحيان من قبل البعض من المسؤولين بينما نجدهم فرسان التبعية وتحريف الوقائع في الفضائيات وهم يصرحون ويتهمون دولاً أخرى محاولين تغطية انحيازهم وتحويل الأنظار عما تفعله إيران وتقوم به من خلال توابعها في العراق وتجري هذه الأيام عمليات مدروسة للتأثير على الناخبين الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع بهدف الحصول على مكاسب انتخابية حيث تعتبر الانتخابات القادمة ونتائجها محطة حاسمة لاستبيان تشكيل الحكومة المقبلة التي يأمل البعض من الموالين الحصول على حصة الأسد فيها لكي يمرروا مخططاتهم الذاتية والمخطط الموضوع في طهران والذي أشير له من قبل الكثيرين وبالتالي الاستفادة داخلياً لضرب المعارضة الإيرانية المتصاعدة ومن بينها حركة شعب الاحواز والشعب الكردي والبلوشي لان على ما يبدو أن الحكام الإيرانيين يضعون كل ثقلهم في تكوينات العملية السياسية وما تنتج عن الانتخابات القادمة والموقف من قضية الحصول على التقنية النووية للحصول على السلاح النووي بتخصيب اليورانيم الذي أعلن عنه محمود احمد نجاد 20% وبهذا العملية وحسب قناعتهم تستطيع إيران تحدي ومواجهة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في قضية الصراع الجاري حول هذه الموضوعة بالذات وتواجدها غير المنظور على الساحة العراقية وتحريك الموالين والمتحالفين معها، العلنيين وهم معروفين والذين يعملون في السر معتمدين حرب العصابات مثل كتائب عصائب الحق وكتائب حزب الله اللذان يعتبران إيران مثلهم الأعلى ويصرح قادتهم أنها تقدم الدعم لهم ولغيرهم مثل حزب الله اللبناني والجهاد وحماس الفلسطينيتين ولهذا نجدها متى ما أحست بان ذلك ضرورياً ويخدم سياستها وبالتخلص من بعض الضغوط التي تمارس ضدها بسبب سياستها وتوجهاتها للحصول على أسلحة نووية والادعاء حول الأقمار الصناعية عبارة عن تمويه عن حمل رؤوس نووية بواسطة صواريخ معدة لهذا الغرض وبالتالي خرقها لحقوق الإنسان الذي أدانته منظمة العفو الدولية بمناشدتها على أن أعداد قتلى المظاهرات والاحتجاجات الأخيرة أكثر بكثير من (40) شخص وأكثر من (5000) معتقل وأحكام بالسجن والجلد والإعلان عن إصدار حكم الإعدام ل (12) شخص كما أن هناك انتهاكات واسعة ضد الشعب الاحوازي والكردي وأخباراً عن إعدامات تجري واعتقالات سرية ضد أي معارض للنهج الاستبدادي وإذا ما جرت الحسابات على رهان انسحاب القوات الأمريكية فذلك يعني الوجود القوي والتأثير على الحكومة المقبلة وتنفيذ سياستها بدون أية اعتراضات وهي أحدى الخيارات الإيرانية منطلقة من تهديد دول أخرى باستعراض قوتها العسكرية التي تتضخم وتزداد بالتوجه لعسكرة المجتمع الإيراني بحجة الاعتداء الخارجي، الشيء المفهوم أن التابع يتبع المتبوع لكن غير المفهوم من يعتبر نفسه غير تابع لكنه يظهر من خلال مواقفه عكس ما يدعيه وبهذا يحق عليه القول كما هو الأول وتدل المواقف الموما إليها على أن مفهوم الوطنية عبارة عن شعار يطرح للضرورة الوقتية والمكسب السياسي المعين والا لماذا قبول الوصاية من جهات خارجية؟ ولماذا لا تدان إيران بشكل واضح وصريح مثلما تدان جهات خارجية أخرى؟ولماذا هذا التداخل في القرارات والمواقف المتحيزة لطرف وعدم إدانة تدخله في الشأن العراقي بينما تكال التهم لطرف آخر؟ وهل الوطنية تعني التبعية أم الاستقلالية والتمسك بالثوابت والمصالح الوطنية؟ لقد ثبتت تجربة ما بعد الاحتلال أن البعض من القوى في الإسلام السياسي الطائفي ما زالت تمني النفس بالهيمنة المطلقة على الجماهير لكن الواقع شيء والحلم شيء آخر فكلما ازدادت مصاعب الجماهير وتدهورت أوضاعها الاقتصادية وكلما لوحظ أن الهم الوحيد هو الكسب السياسي وذلك بخداع وعي الناس في قضايا دينية وطائفية فان الجماهير سوف تدرك اللعبة وقد بدأت تدركها فعلاً وهو أول الغيث ولن تبقى الأمور كما هي عليها بل ستتحول المعارضة والانشقاقات داخل هذه الكتل خلال فترات زمنية إلى واقع يرفض الادعاء بالوطنية لتغطية الوصاية والتبعية، على الذين يتمشسدقون بالوطنية ورفض الوصاية والدعم الخارجي أن يثبتوا ذلك فعلاً ويتوجهوا بالاعتماد على المواطنين العراقيين لخدمتهم وليحافظوا على وحدة العراق وإنجاز استقلاله الكامل فالقوى الخارجية لا يهمها مصالح البلاد مثلما هو الشعب العراقي وقواه الوطنية الشريفة.



 

free web counter