| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

                                                                                  الجمعة 9/9/ 2011

 

عنجهية حكام إسرائيل ورفض الاعتذار لتركيا

مصطفى محمد غريب

التصور أن حكام إسرائيل مقتنعين بالسلام وقيام دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها عام 1967 تصور ساذج فهؤلاء الحكام ومنذ تأسيس دولة إسرائيل وطرد الفلسطينيين من ديارهم، دعوتهم للسلام كلاماً فضفاضاً لكنهم يرونه في أحسن الحالات يخدم مصالحهم التوسعية وهذا لا يعفي الحكام العرب ومواقفهم من التقسيم وقيام دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية وبالتالي قسموها بينهم وجعلوها لقمة لذيذة لحكام إسرائيل، والبعض الذين كانوا ينادون برمي اليهود في البحر والذي استند عليه الكثير من القوى في العالم واعتبرته نوعاً من النازية الجديدة التي تريد إعادة تاريخ المانيا النازية قبل وأبان الحرب العالمية الثانية لتصفية اليهود، وبعد حرب حزيران 1967 وهزيمة الجيوش العربية " مصر وسوريا والأردن ولبنان وغيرهم " واحتلال جميع الأراضي الفلسطينية إضافة إلى أراضي عربية من مصر وسوريا ولبنان وقيام حرب تشرين 1973 ونتائجها المعروفة، وبعد أن حط الرحال محمد أنور السادات في القدس 19 / 11 / 1977 وألقى خطابه في الكنيست، اعتقد الناس أن حل الخلافات العربية الإسرائيلية والقضية الفلسطينية قد قرب جداً، وقفز التاريخ ليتم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في 17 / 9 / 2011 وزغرد البعض بالحل النهائي وقالوا وداعاً للصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي باعثين الأمل في الرميم وكانت اكبر خدعة حينما ضحكوا على وجدان الشارع العربي فأتضح أن المعاهدة أعادت صحراء سيناء وأبقت جزء من أراضي مصرية تحت الاحتلال إلى حين التحكيم عليها، وما احتلته إسرائيل بعد عام 1967 بقى محتلاً لا بل بدأت الخطط الإسرائيلية في عملية تغيير سكاني من خلال بناء مستوطنات جديدة لكي تكون عائقاً أمام قيام دولة فلسطينية وعزل قطاع غزة تماماً عن الضفة الغربية ولن نطيل الحديث عن الانتفاضات التي قام بها الشعب الفلسطيني لكن الدم لم يكن نزهة عابرة فقد استمر النزيف حتى سمع العالم باتفاقية أو معاهدة اوسلو في 13 / 9 / 1993 وحسبما قيل فقد استمرت المحادثات بين الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني منذ بداية 1991، وعاد بعضاً من الأمل للذين يعرفون نصف الحقيقة عن الحكام الإسرائيليين المدعومين من أمريكيا وتصور البعض عن سذاجة أيضاً أن هناك حلاً عاجلاً أو آجلاً لقضية الصراع واعتقد هؤلاء أن حكام إسرائيل سوف يسمحون بقيام الدولة وعودة الأراضي التي احتلت بعد حرب حزيران، لكن ما حدث من اغتيال رابين وتسلسل الحكومات الإسرائيلية ونكث ما اتفق عليه في اوسلو إلى حصار الرئيس الفلسطيني المرحوم عرفات ثبت بما لا يقبل الجدل أن إسرائيل لا تريد تحقيق السلام والتفاهم وقيام علاقات طبيعية مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل ووفق المواثيق الدولية لأن كل ذلك سوف يجعلها تفقد الكثير ومنها الدعم المنقطع النظير والمساعدات التي تدر عليها من حليفاتها وفي مقدمتهم حكام الولايات المتحدة الأمريكية، وقد نسرد بشكل واسع سياستها العدوانية وما قامت به وحروبها وبخاصة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في الأراضي المحتلة لكننا نسعى مرة أخرى لإظهار العنجهية لدى حكام إسرائيل وتعكزهم على حماية الشعب الإسرائيلي مثلما صرح نتنياهو مؤخراً بخصوص هجومهم على سفينة تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة ومقتل تسعة أتراك بدون وجهة حق ولأنهم لا يحملون سلاحاً وهم أشخاص كغيرهم مسالمون يهدفون إلى تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
ليس من العجب إن نسمع نتنياهو يصرح بكل وقاحة بعد طلب تركيا منهم الاعتذار.." لسنا بحاجة للاعتذار لأننا تحركنا للدفاع عن مواطنينا وأطفالنا ومدننا " ثم " لسنا بحاجة للاعتذار من اجل جنودنا الذين دافعوا عن أنفسهم " أية وقاحة في هذا الكلام!! ومن دافع عن نفسه ركاب السفينة العزل الموجودين في البحر أم الجنود الإسرائيليين الذين حملتهم طائرات الهليكوبتر الحربية من إسرائيل وهبطوا بأسلحتهم على سفينة المساعدات والعالم شاهد بأم عينيه كيف أطلقوا الرصاص وقتلوا الأبرياء بدم بارد وهم ليسوا فلسطينيين ولا مخربين ولا إرهابيين، فكيف مع المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة الذين تمطرهم طائرات الفانتوم والاباتشي الأمريكيتين والدبابات والمدافع بقنابلها ورصاصها في كل يوم ،عن أي دفاع عن المواطنين الإسرائيليين وحصار غزة يؤدي إلى مجاعة مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ إضافة ما يجري في الضفة الغربية المحتلة من قتل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات حتى أشجار الزيتون قطعت ودمرت ولم تسلم من أيدي الذين يدعون الدفاع عن أنفسهم ويتشدقون بالسلام وهم يتشدقون الآن بتقرير الأمم المتحدة الذي جاء لمصلحتهم حسب قول الوزير " موشي يعالون " ولكنهم متى احترموا قرارات الأمم المتحدة المطالبة بانسحابهم من الأراضي التي احتلوها؟ ومتى احترموا إرادة المجتمع الدولي التي طالبتهم بالكف عن قتل المدنيين الأبرياء في الضفة وقطاع غزة؟ وكيف يفهم العالم نتائج أسلحتهم الحربية التي تحرق الأخضر باليابس؟ وماذا يفسر مجرد الإشارة ليس بالإدانة الصريحة بل التلميح في مجلس الأمن نجد الفيتو الأمريكي بالمرصاد؟ وها هو التحرك واعتراض الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لحصول فلسطين على العضوية الكاملة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة
إن الاعتذار الإسرائيلي لتركيا كما هو المعروف يعني إدانة حكام إسرائيل وفضح ادعاءاتهم بان جنودهم كانون يدافعون عن مواطنيهم في عرض البحر وهذا يعني أدانتهم عما يقومون به من أعمال بربرية لقتل المدنيين الفلسطينيين، وحكام إسرائيل لن يعتذروا وقالها بصريح العبارة نتنياهو وعلى تركيا وهي التي ذاقت من العنجهية الإسرائيلية وقتلت مواطنيها أمام أعينها وأعين العالم وأمريكا وحلف الأطلسي والأمم المتحدة أن تكف عن عنجهيتها وعدوانها ضد الكرد في تركيا وان تعتذر لهم عما لحق بهم من دمار وقتل خلال السنين المنصرمة وتحل خلافاتها معهم عن طريق التفاوض والحوار لان لغة العنف لا يمكن إلا أن تخلق العنف المضاد، واستعمال السلاح والأعمال الحربية سوف يدفع الآخرين لحمل السلاح وهو طريق خطر يجب أن يدركه حكام تركيا وعليهم الاستفادة من التجارب التي مرت وتمر أمام أعينهم كيف أن القتل يشجع ويدفع لمزيد من الاحتجاج ولا يثنى الشعوب عن مطالبها بالحرية والكرامة والديمقراطية وتحقيق الحقوق المشروعة، عند ذلك سيقف المجتمع الدولي وكل الشعوب المحبة للحرية والسلام إلى جانبها ويطالب إسرائيل ليس بالاعتذار فحسب بل بالكف عن أعمالها البربرية ضد الشعب الفلسطيني ويطالبها بالخضوع لمنطق العصر وهو حل القضايا والخلافات عن طريق الحوارات الصادقة والالتزام بتحقيق السلام العادل الذي سيخدمها بكل تأكيد ويخدم الشعب الإسرائيلي مثلما يخدم شعوب المنطقة



 


 

free web counter