نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الخميس 8/6/ 2006

 

 

 

ظلاميون "مودرن" وغير معممين أطباع ضباع وأنياب أفاعي سامة

 

مصطفى محمد غريب

عقد المربد الثالث 2006 وكنا قد أسلفنا القول انه قام بعجالة وسوف لن يثمر عن شيء إلا الدعاية الإعلامية للبعض وسوف تكون فائدته محصورة ما بين قويسات، ومع هذا فقد كنا نحن المثقفين الذين نريد الخير للعراق بمختلف الاختصاصات نأمل خيراً ونتفاءل بالأحسن، نبعد التشاؤم لأنه السلبي ومع هذا فقد تفاجأ البعض منا بما أعلنه الشاعر العراقي عدنان الصائغ بأنه تلقى تهديداً بقطع لسانه لأنه قرأ نصاً في المربد تحت اسم " نصوص مشاكسة"
في البداية وأنا اقرأ ذلك على موقع إيلاف الالكتروني وبعجالة أصبت بذهول وفكرت وأنا اقرأ ان احد الظلاميين وتخيلته معمماً يريد الإساءة للدين بحجة الدين تجاوز كل الأعراف والتقاليد والأخلاق ولم يهمه هذا الجمع من المثقفين والادباء والشعراء العراقيين فنفث سمه الزعاف تجاه عدنان الصائغ ليبلغه على حد قول عدنان بأنه " أساء للدين على حد وصفه وغبائه، مهدداً بقطع لسانه " وهو يقصد بهذا تهديد الجميع وبخاصة غير المحسوبين على فكره الظلامي الرجعي المتعفن وقد تأنيت في الكتابة عن هذا الموضوع بعدما اطلعت على بعض الردود التي اتهمت عدنان باستغلال الحادثة إعلامياً من اجل الشهرة وراح البعض منهم يعيد اجترار الماضي ويتقيأ من جوفه حقده الموروث، أقول تريثت لا لأنني لم اصدق ما قاله الصائغ بما لدي من تجربة مرة مع أمثال هذه الشخوص واعرف كيف يتصرفون وطريقة تصرفهم الوقح فهم لا يعرفون لغة الحوار والنقاش واحترام الرأي الآخر.. وكلمة " أنت ملحد أو كافر أو زنديق والتهديد بالتصفية الجسدية " على لسانهم كاتهام جاهز وأتذكر كيف كانت المحاكم العرفية العسكرية تحكم بالقول فقط " هو شتم النبي، كفر بالله، مزق القرآن هو سب الكاظم او سب الحسين " فما كان من هذه المحاكم إلا وتحكم بعشرة سنوات فما فوق وكانت كل التهم ملفقة من قبل رجال الأمن المدربين على هذا النوع أو من الذين تشبعوا بالضغينة وبالأحقاد الظلامية.
اليوم وبعد متابعتي لمفردات التهديد بالمقالات والصور والفيديو المصور التي نشرت في العديد من المواقع الالكترونية ورؤيتي لذلك الرجل الأصلع بالبدلة الغربية وهو يهبط كالضبع وبإصبع كناب الحية السام ووجه يلمع بالحقد والكراهية، وجه مثلما قيل اصفر كالح ليس فيه أي ارتباط بالثقافة المتسامحة ولا الإنسانية الرائعة وكيف كان يتكلم وهو يهتز ويرعد ويزبد بينما القريبين يستمعون مذهولين إلى كلماته وكأنهم في عالم آخر وهو غير مبالي ولا مهتم أيقنت تماماً ان الظلاميين ليسوا بالضرورة معممين فهم يرتدون أي شيء لكنهم يحملون ذلك الحقد المأزوم وذاك الكره الغريب وتذكرت ما قرأت للبعض من الذين يحسبون أنفسهم مثقفين فهم بالتأكيد " مودرن " ولا يلبسون العمامة لكنهم الظلام نفسه.. نعم انه رجل من رجال المليشيات الطائفية المدربة على القتل والتدمير والا كيف يمكن أن يدخل إلى المربد والى القاعة بهذه الجرأة والصفاقة خارقاً كل القوانين وهو يهدد ويتوعد بدون أي رادع أو خوف من قانون وأية محاسبة، ونسأل ايضاً كيف يكون القتل في البصرة قائم على قدم وساق والضحايا المفجوعين لا ذنب لهم إلا اللهم عدم اتفاقهم أو ولائهم لهؤلاء القتلة المجرمين الذين يعيثون فساداً وتدميراً تحت مظلة المليشيات الطائفية وأحزابها التي تتصارع على الكراسي بينما الشعب يدفع الفدية على شكل دم ورعب وخوف.
تخيلت هذا الشخص كما كان في المرابد التي عقدت أيام الحكم السابق كيف كان رجال الأمن والمخابرات والحزبيين يهددون بناعس الكلام ويندسون ويراقبون ويدفعون ويعزمون فقلت بصوت عالي ما الفرق بين هذا السفاح الذي جاء بثوب طائفي ديني ولكن " مودرن " دون عمامة وبين الجلادين الذين كانوا يرون في التصفيات والتهديد الطريق الوحيد لإزاحة المعارضين والذين لا يتفقون بالرأي وصولاً إلى قطع ألسنتهم وآذانهم ورقابهم.. ما الفرق؟
أن الفرق الوحيد مع الماضي يجب أن يكون القانون هو السيد وهو اضعف الطلبات في هذه الحقبة من الزمن الرديء ولكن وبعدما ظهر هذا الوجه الحاقد والمأزوم بشكل علني نطالب " وليسمح الأدباء الخيّرين أن أقول ذلك باسمهم " بضرورة ردعه وغيره من الضباع ذوي الأنياب السامة بالقانون ومحاسبته ومعرفة الذين يقفون من خلفه وإحالتهم للتحقيق، نطالب المالكي وحكومته ووزارة الثقافية بتقديم دعوى قضائية للتحقيق معه على شرط أن يكون الداعي اتحاد الكتاب العراقيين او الجهة التي دعت الشاعر عدنان الصائغ باعتبارها المسؤولة عنه وعن من دعتهم قانونياً وأخلاقيا وأمنياً لأن هذا التهديد الوقح والتجاوز اللااخلاقي لم يكن اساءة للصائغ فحسب بل لجميع المثقفين العراقيين الذين حضروا وغيرهم من الذين يؤمنون بحرية الرأي والفكر وحقوق الإنسان وكذلك اساءة للثقافة الوطنية ولاتحاد الأدباء والجهة التي دعت عدنان الصائغ وكل الذين وقفوا من اجل نجاح المربد.
نذكركم.. الجدران فقط لا تسمع أما انتم فقد سمعتم وقرأتم وشاهدتم ولنرى ماذا سيكون ردة فعلكم، كي لا يعم الظلام وان لا يسود فكر الضباع في المجال الثقافي؟؟؟؟؟؟