| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 8/6/ 2008



حتى تولد بغداد كعشتار الحبّ

مصطفى محمد غريب

تستيقظُ هذي المخلوقات
في الدفء وفي البر د على لحظات
لترى في الخلوةِ قانوناً
الصمتُ العاهر في دَرَجاتْ
يقدم أحياناً
في غفلةِ عمرٍ مُتَغيّر
تصعب فيه الرؤيا والتشخيص
يأخذ منا ما نملك أولا نملكْ
لحظات النشوة والفكرة
نأخذ منه قسطاً من تعبٍ مضنٍ
في غرف النسيان
وكهوف مظلمة معزولة
من موعودٍ في القربان المنسي
قربان الأجساد
فيقول المترف عمداً
أن الغفلةَ كاملةُ العقلِ
بمصادفة الوقت
يتحكمُ فيها الموروث من الماضي
لتضيع حدود الأطراف
عند خطوط الظنّ
لكن المستغرب في الفطرة
أن الأمر الآخر
مقسومْ
في شطرين من العالم
الصمت المتفرع من خوفٍ
قاتمْ
المتعرج والمنفوخ على المدن المصلوبة
بغداد الأنثى
كالجثث المنحورة في كل فصول العام
أو قائم في التلويح
المتقهقر في سروالٍ متهرئ
بين الأفخاذ
بلثامٍ أسودْ
الصمت الخوف المتجلي
في ردهات الروح
ينسل يهز الرايةْ
تسقط منها الرعشة في ترتيلٍ مشلول
هيلاكو القومي الجزار
المتدين في جوف التعذيب
هو آتٍ في غيب الأحكام
أقوال الحكمةْ
وتقابلها الغفلةْ
في فرسان الصمت هلامين المنطق
في الطبالين لهيلاكو الجزار القومي
المتدين في غُرف التهذيب
نحن إذاً محكومين
بالصمت الفطرة
بالصمت الغبرة
بالصمت الفاتح عينيه
بالصمت الملتذ على صبره
بالصمت الفاقد عذره
بالصمت المحبوس بلا عِبْرة
بالصمت المفروض علينا في الدعوات
نبقى مرهونين ونقبل في الإعلان
لا نزعل من عقل الرجس
أو حقٍ مهضوم
وتراثٍ موهوم
وشجاعة تكمن في غرف النوم
اللحية أفضل من شاربْ
نلبس رأسا مدعوم
نفرج عن ساقين
نلبس أثواباً للرقص على الأشلاء
نغفلْ.. فيقول المترف قصداً
الغفلة أصل الحكمة
لا نخرج من جلدٍ مرقوم
نجعل في النوم قوانيناً مثلومة
بالزمن الماضي
الزمن القنفذ
راح ضحيته
عشرة أضعاف المأمول
الزمن المتعدد
ها نحنُ على الأبواب
باباً بابْ
نستجدي طول الوقت من الجلاد
أن تبقى بغداد
كبلادٍ.. حتى لو كانتْ حدباءْ
ها نحن على الأمصار
باباً بابْ
الراية بالمقلوب
المطر الكيمياوي
أصبح ملزوماً
خطوة خطوةْ
بخطوط ملتويةْ
تتمثل فيها
أدراج عيونٍ.. مخزونة باللون المفقود
المطر العازل في صحراء التيه
أصبح مألوفاً
ورفيقْ
المطر المتقطع
أصبح عنواناً.. لمجانيق النار
من أجساد التخمين
فعراق الدم
لا ينتج غير الدم
وهياكل من جبصين
لا ينتج في الوقت الراهن
في زمن المومياء الجزارين
إلا فرسان الصمت هلامين الترجيح
أعوام الصمت الغادر في وصفاتْ
لا تنتج إلا الهم
أعوام المحنة
لا تنتج إلا أبراج الموت
وأغاني دينية
وفخاخاً.. للمحرومين من الأموات
والضرب على الصدر المكشوف
ورؤوس مرمية
وأرامل مسبيات
أطفال العبث الأمريكي المتثعلبْ..
رسوماً في الجدران
ورجال الدين المهروسين بحب الراحة والمتعة
يعبق منهم جيف الموتى
تتشكل في ترتيب قدسي
لسرابٍ مثل الماء على كتف الصحراء
لسرابٍ مثل عيونٍ خلف ستائر من مخملْ..
تثقب جنح الليل
لسرابٍ مثل ضباءٍ
تركضُ خلف الصياد
الصمت النادر في الإيمان
بالصمت الأرعن
بالصمت الراضي..
الصوفي الطيب
بالصمت الأرغن في الأوتار
بالصمت المرعوب من الرعب القادم.
بالزمن المتقلب حين تضج الأصوات
تقدم في غفلة عمرٍ عسرٍ
مصحوبٍ بالعاهات
فتكون الساعات على الأبواب
باباً بابْ
وتكون دقائق منشورات
وتكون البشرة قد غابت
ويكون المعلول على راس حصان
لا نقربْ
لا نهتزْ
لا نتأثرْ
لا نبقى مرزومين
الصمت اللعبة فن المكر
أفضل ما في هذي الدنيا
أن لا نهربْ
لا نهربْ
لا نهربْ
كي ننزع ثوب الصمت العاهر
حتى تولد بغداد كعشتار الحبِّ
وتعلو الأصوات
وأهازيج النخوة
وأغانٍ تصدح في ترتيٍل قدسي
بغداد لنا .. آهٍ يا بغداد.

1 / 6 / 2008



 


 

free web counter