| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأثنين 7/7/ 2008



خلط الأوراق
في انتخابات مجالس المحافظات في العراق

مصطفى محمد غريب

يحلو للبعض حجب الحقائق بخلط الأوراق أي بالمعنى جعل الآخرين ولا سيما المتلقين من المشاهدين للفضائيات والمستمعين والقراء من الأجيال الجديدة يتلقون المعلومة الخطأ والتحليل المغاير للوقائع وتشويه التاريخ ومن هذا المنطلق يعتقدون أنهم يستطيعون بهذا الخلط تمرير ما يهدفون له وقد يستخدم هؤلاء الكثير من القضايا المهمة التي تحظى باهتمام الناس وفي مقدمتها الدين أو الدعوات الطائفية ويحاولون من خلالها بث الذي يريدون بثه ويتفقون بأنه ذات تأثير مباشر لكسب ثقتهم وتأييدهم وهذا ما كان في الانتخابات السابقة ، انتخابات مجالس المحافظات أو الانتخابات النيابية فقد خدعت جماهير واسعة ببث صور المرجعية والرموز الدينية وكرس الخطاب الديني الطائفي في الدعايات واستغلت دور العبادة إضافة إلى التزوير والتجاوز على حرية المصوتين وفي حينها تعالت الأصوات بضرورة رفض الطريقة ومطالبة المرجعيات والرموز الدينية بالإعلان عن رفضها لاستغلال أسمائها أو استغلال المؤثرات الدينية والطائفية لكن دون جدوى فلا المرجعيات والرموز انصاعوا في البداية ولا الكتل الانتخابية وفي مقدمتها الائتلاف العراقي الموحد تراجعوا وبفعل هذه التوجهات استطاع الائتلاف العراقي الموحد الوصول إلى أهدافه فحصل ما حصل من كسب أصوات الملايين وكان اكبر خاسر هم المصوتين الذين خدعوا وخدع وعيهم ولم يحقق لهم المشروع الديني الطائفي أي شيء إضافة إلى انهار من دماء الأبرياء نتيجة الخلافات على المناصب والمكاسب غير المشروعة وتزايد الفساد المالي والإداري وبدلاً من اللحمة لخدمة الناس والعمل على تحقيق ما وعدوا به فقد تعمقت ألازمة الاقتصادية والمعيشية وعلى العكس من اللحمة فقد عصفت الخلافات في داخله حتى وصل حداً خطيراً باستخدام السلاح من قبل البعض ضد من كان متحالفاً وبعدما كان الائتلاف يحتوي على سبعة عشر تنظيماً سياسياً دينياً أصبح متفرقاً بكتل متناقضة ومختلفة عن بعضها واليوم يعود شبح التمترس خلف المرجعيات والرموز الدينية للكسب الذاتي الضيق وكأن المواطنين قطعان من الماشية تقاد بمجرد الهاجس بالتوجه نحو الشعارات والطريقة العقيمة القديمة نفسها وعلى الرغم من التصريح الواضح من قبل المتحدث باسم المرجعية حيث أشار أن " المرجع السيستاني لا يمكن أن يدعم سراً أو علناً أية قائمة انتخابية " وهو رد صريح على الذين يحاولون التعكز على المرجعية ثانية ولا سيما أن التجربة السابقة كانت عبارة عن كارثة عصفت بالمجتمع العراقي وبدلاً من توحيده جعلته في تطاحن وتحارب مازالت ذيوله مستمرة لحد هذه اللحظة وقد خلف الكثير من الدمار والتفرقة ومع كل ذلك يصر البعض في الائتلاف العراقي الموحد وبخاصة قادة في المجلس الأعلى على عدم الاستماع لأصوات الشعب المطالبة بإبعاد النفس الطائفي عن الانتخابات لمجالس المحافظات أو في المستقبل وها هو الحكيم يصرح بأن " الائتلاف العراقي الموحد هو الهدف الأول من هذه الحملة غير المبررة على استخدام الرموز الدينية في الانتخابات " والمقصود انتخابات مجالس المحافظات" بدلاً من أن يتفق مع ما جاء على لسان المتحدث باسم المرجعية الذي شبه تلقي الناس من القوائم الانتخابية " بالمآسي " ويخص بالذات قائمة الائتلاف وتأكيده " إن المرجعية ارتأت أن لا تدعم أية قائمة انتخابية في انتخابات مجالس المحافظات القادمة على ضوء ما أظهرت نتائج الانتخابات السابقة " فهل هناك وضوح أكثر من ذلك؟ ولماذا يصر الحكيم والصغير وصحبهما على التمسك في استخدام الصور والرسوم للرموز ؟ أو يطالبون المواطنين بانتخابهم لأنهم يمثلون الأئمة والطائفة؟ ويغمزون القوى الأخرى ربما التي كانت تأتلف معهم بأنهم يحترمون ويقدرون الرموز وهي جزء من هويتهم يؤمنون بها ويؤمن بها أبناء الشعب العراقي ؟ حسب قوله وكأن الآخرين لا يحترمون الرموز ويتنكرون لهوياتهم ولا نعرف ماذا يعني بأبناء الشعب العراقي المتعدد القوميات والأعراق والأديان والطوائف فهل هي الطريقة نفسها تستعمل من قبل بعض القوى السياسية الدينية التي كان النظام السابق يُسوقها 100% من الأصوات بدون منازع ومختلف.

هل نفهم من خلال تصريحات البعض من المتمسكين برفع صور الرموز الدينية والمرجعيات أنهم لا يحترمون قرار المرجعيات والرموز ويخالفونهم لأنهم يردون أصوات المواطنين بهذه الطريقة بدلاً عن تقديم البرامج الواقعية والمشاريع التي تهدف إلى تصحيح الأوضاع بما فيها خروج الجيوش الأجنبية وكأنهم يعرفون مقدماً أنهم لن يحصلوا على تلك النسب العالية من الأصوات بسبب نكثهم للوعود التي قدموها ومنها خدمة المواطنين وتخفيف العبء الاقتصادي المرير الذي يثقل كاهلهم ويدفع عشرات الآلاف من العراقيين نحو هاوية الفقر والبطالة في بلد يكاد أن يكون من البلدان الغنية جداً بموارده وثرواته الطبيعية فإن كان الهدف من وراء كل ذلك مجرد الحصول على أصوات الناخبين فيالها من طريقة خاوية لان سرعان ما ينكشف الزيف وتظهر الحقائق وتنكشف الأوراق كما حدث مؤخراً أما إذا كان الهدف من اجل خدمة المواطنين والبلاد فعليهم اختيار الطريقة الصحيحة وعدم الاعتماد على الخداع الديني الطائفي وتبني روح المواطنة العراقية بدلاً من التقسيم المقيت الذي جرى واعتمد حتى في تقسيم مجلس الرئاسة ورئاسة الوزراء والوزارات والدوائر الحكومية وهلمجراً.


 


 

free web counter