نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الثلاثاء 7/2/ 2006

 

 

 

أين الجمعية الوطنية؟... وأين الحكومة؟... متى الفرج؟

 

مصطفى محمد غريب

لست متشائماً حتى اقول " اكص ايدي من الكتف وليس من الرسغ " اذا جاءت الحكومة الجديدة حسب رغبات وتمنيات وتطلعات اكثرية الشعب العراقي والايام بيننا، بالمعنى الواسع للكلمة، اي لا محاصصات طائفية ولا حزبية ولا قومية ولا اتفاقات وترضيات خلف الكواليس ولا هم يحزنون، والحزن اساساً قد عشش في قلوب العراقيين الذين يعانون من القتل والتدمير اليومي من الغلاء والخوف والبطالة والارهاب المتنوع والمليشيات المسلحة والناس الذين ليس لديهم لاذمة ولا ضمير واداء حكومة السيد الجعفري واكثرية الوزارات والدوائر وكأن العهد القديم مازال على حاله لا بل اصبحت الرشوة والمنسوبية والمحسوبية عنوان للشعارات الجديدة واصبح حال المواطن العراقي لا يحسد علسه..

الانتخابات انتهت منذ ما يقارب الشهرين والنتائج النهائية لم تعلن لحد كتابة هذه الموضوعة ولا نعرف متى ستعلن لكي تعقد الجمعية الوطنية وتتخذ القرارات وتشرع القوانين ويتم انتخاب رئيس الجمهورية ونوابه وتشخيص رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة وكأنها مسيرة اسطورية مبهمة النتائج، كل هذا في وادي والجماهير الشعبية التي تعاني في وادي آخر لا تعرف ما يجري خلف كواليس الدعوات والولائم والشفافيات الحديدية..

نتائج الانتخابات والانتخابات نفسها والحديث عن الاستحقاقات الانتخابية اصبحت كمسمار جحا كلما تستفسر يقولون لك ـــ لنا ركن اساسي وعليك الاطاعة والامتثال، الطاعة والامتثال هما قدر العراقيين منذ عقود طويلة ولهذا علينا الصبر ولا نعرف الى متى نصبر والامور تسير من سيء الى اسوء وكلما قلنا ان الغد سيكون افضل مما مضى نجده العكس تماماً..

الانتخابات في 31 / كانون الثاني / 2004 انتجت بعد ثلاثة اشهرحكومة طائفية قومية ضيقة ذات اداء غير جيد سببت الكثير من الويلات والتراجعات حسب الاحصائيات والجداول التي قدمتها بعض الهيئات العراقية بالمقارنة مع الحكومة التي سبقتها ولعل شفيعنا كان في الصبر والطاعة والامتثال تمنياتنا ان تكون انتخابات الثانية تختلف عن سابقتها من حيث الاداء والمراقبة والتزوير والاعتداءات وتجاوزالسلبيات وعلى الاقل فرز نتائجها بالسرعة الممكنة وتشكيل حكومة تراعي مصالح الشعب برمته على الرغم من نتائج الانتخابات وعنتريات البعض وما حصل فيها من خروقات غير قليلة، لكن المفزع في هذه القضية ان النتائج تراوحت بين القطرة والقطرة والتصريح والاعلان والاوليات والثانويات، وكل يوم يقولون لك ان غداً لناظره قريب.. من هذا المنطلق وكما هو معروف وقانوني فان الجمعية الوطنية تحتاج الى معرفةالنتائج لكي تعقد اجتماعاتها وهذه قضية معقدة في عرف بعض السياسين العراقيين الذين يتصارعون داخل تجمعاتهم وتحالفاتهم ويبدو حتى انهم لم يتفقوا على الحد الادنى في برامجهم حول من يمثلهم او حتى حسم من يمثلهم وقد برزت على السطح في هذا المجال الاتهمامات والتراشق " بحلو الحديث وسيرة الختام المحمودة " وعلى رأسها نشر مقالات مدح راس النظام والنظام السابق للدكتور الجابري رئيس حزب الفضيلة المتحالف مع الائتلاف والذي حصل حسب التقديرات على 15 مقعد في الجمعية الوطنية، وخلافات اخرى حول هذه الشخصية أوتلك، والخلافات ليس فقط على هذه القاعدة انما امتدّت لتشمل الصراع المختلف الجوانب بين الكتل المتنافسة تصل احياناً لحد القطيعة او النفور والاتهامات وغيرها من التطاحنات غير المبدئية لانها تصب اساساً في محاولات للحصول على اكبر قدر من وليمة الجمعية الوطنية.. اما الملايين التي شاركت وصوت بدمها متحدية الارهاب والتفجيرات والمفخخات والتهديدات فهي مركونة من حيث تطلعاتها وارادتها ومطالبها بضرورة تشكيل الحكومة القوية بالسرعة الممكنة التي تستطيع سد الفراغ السياسي وقيادة البلاد نحو شاطئ الامان والاستقرار ، حكومة وحدة وطنية بمراعاة الاستحقاقات الانتخابية تختلف عن حكومة السيد الجعفري من حيث الولاءات الحزبية والطائفية لتشمل مصالح اكثرية الشعب العراقي..

على ما يبدو عند كل نقطة اتفاق تظهر نقاط اختلاف وفي كل مرة ندفع ثمن الانتظار بالصبر والامتثال والقلوب المملوءة بالالم والحزن والقهر ولعل الايام القادمة تفرج عن هذه العقدة ولكن الخوف كل الخوف من الكواليس والاتفاقات والمحاصصات وقد تطول المدة الى وقت يصبح العراقي يكره الانتخابات ويكره المشاركات ويكره هؤلاء الذين يسببون له هذا التعب والاهمال، يكره كل شيء حتى يقول رحمة الله على الاب حفار القبور لأنه كان يسرق الكفن اما ابنه الوريث في الحفر فهو لا يسرق الكفن فحسب وانما يضع الخازوق ايضاً...............