| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الجمعة 7/11/ 2008



 حدثت المعجزة وفاز باراك اوباما المعجزة

مصطفى محمد غريب

1 ــ
لقد حدثت المعجزة وسوف تصبح أمريكا سوداء وبالتالي سيتم طلي البيت الأبيض باللون الأسود فعادة كان جميع الرؤساء من البيض وطلي البيت بلونهم وهو نصر أولاً : للأفارقة الأمريكان وثانياً : لجميع السود في العالم مثلما أشار له ماكلين بعد الهزيمة لكنه تناسى انه والغير من أمثاله من مختلف دول أوربا والعالم جاءوا إلى أمريكا واستوطنوها بتصفية عشرات الآلاف من الهنود الحمر سكانها الأصليين الذين أصبحوا اقل من الأقلية ثم تاجروا بالعبيد فجلبوا عشرات الآلاف من السود الأفارقة لكي يستعبدونهم ويستغلونهم ، فازت الأسطورة وسوف تحدث معجزات أخرى الخروج من أفغانستان والانسحاب من العراق بعدم أن تم تدميره وتسليمه للمحاصصات الطائفية لكن الانسحاب سيكون في الوقت المناسب وسوف تكون المعجزة الكبرى أيضا في إنهاء البطالة والفقر في أمريكا وضخ المزيد من الأموال للمساعدات الاجتماعية والصحية والخدمات الأخرى وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الشعب الأمريكي ويُحد من جشع شارع Street Wall وساكنيه من دهاقنة راس المال وستكون المعجزة التي لا تضاهيها جميع المعجزات حيث تستبدل العصا الغليظة التي استعملتها وتستعملها الإدارات الأمريكية تجاه البلدان والشعوب الأخرى بحمل غصن الزيتون وعدم التدخل في شؤون الآخرين وإنهاء العدوانية العسكرية وتحقيق السلام في العالم عن طريق تدمير الترسانة النووية والتوجه لحل قضية الشرق الأوسط بما يناسب حقوق جميع الفرقاء وإقامة الدولة الفلسطينية الوطنية وتفكيك المستعمرات الإسرائيلية ومنح حق العودة لجميع اللاجئين، المعجزة حدثت وها هي أمريكا الجديدة التي سيقيمها باراك اوباما حيث ستنتهي إلى الأبد أزماتها الاقتصادية والمالية وسوف تتعامل مع السوق العالمية بكل ديمقراطية وشفافية وتسحب جيوشها وتفكك قواعدها العسكرية اينما وجدت وبهذا تمنح شعوب تلك البلدان القدرة والطاقة للتغيير وتحقق حلمها في الحرية والديمقراطية ، نعم لقد تحقق حلم السود والملونيين بفوز براك اوباما ذو الأصول الأفريقية ولن تستطيع طغمة رأس المال الأمريكي من تحريك شعرة واحدة من رأسه فهو الذي سيقرر كل شيء ويرسم سياسته الخاصة بنفسه دون التدخل لا من مجلس النواب ولا الكونكرس الأمريكي " للعلم الأغلبية في هذين المجلسين للديمقراطيين " أما الحزب الجمهوري فسوف يتوارى إلى حين بعد هزيمة مرشحه ماكين نقول إلى حين إلى أن يعود الحال إلى الحال نفسه وعند ذلك يصح المثل " تيتي تيتي مثلما رحتي جيتي !!".

2ــ
منذ أن فَقَهْتُ أحوال السياسية والأمور السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية المباركة لم يتغير على جوهر هذه السياسة أي شيء لا بالنسبة للعالم ولا بالنسبة لداخل أمريكا ومهما وضعت من يافطات أو عروض وفذلكات فالجوهر باقي ولم يختلف في استراتيجيته وكلما قيل ويقال عن تطورات إيجابية فهي مثل المثل الذي ذكرناه سلفاً" تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي " فيوم الثلاثاء 4 / 11 / 2008 حدد فوز اوباما وبذلك انتهى العقد الجمهوري ولا يمكن الاستمرار إلا بعقد جديد مع الديمقراطيين الأخوة الطبقيين الحميميين للجمهوريين، أما الشعب الأمريكي وبخاصة المئات الآلاف من المصوتين في الانتخابات فوالله " نايم على اودانه " مجيء براك اوباما صدقوني وقلتها سابقاً لن يكون بتلك الموصفات التي ستجري على تغيير جوهر السياسة الأمريكية ومصالحها الثابتة، فالأزمات الدورية والعامة ستسمر والبطالة باقية والفقر باقي والمساعدات الاجتماعية لا توفر أدنى متطلبات الفرد الأمريكي وستبقى ماكنة الاستغلال وسرقة قوة الطبقة العاملة والكادحين الأمريكيين وسرقة الشعوب على حالها وسوف تتخذ طرق جديدة لتراكم وزيادة رأس المال المالي، ونؤكد ليس هناك تغيير في السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط أو إقامة الدولة الفلسطينية الوطنية بكامل الحقوق أما الانسحاب من أفغانستان فهراء ثم هراء كما أن الإشارات اللاسلكية والسلكية لباراك اوباما أثناء حملته الانتخابية حول الانسحاب من العراق فهي كما قال العزيز زيباري : بغداد على ثقة من أن الرئيس المنتخب اوباما لن يحاول تقويض الأوضاع الأمنية الآخذة في التحسن عن طريق سحب القوات الأمريكية من البلاد وهو قد ابلغ العراقيين انه لن يتسرع في سحبه للقوات من العراق.

الاستراتيجية الأمريكية والمصالح الثابتة للرأسمال الأمريكي أيها السادة المتفائلون من تابعين ولبراليون لن تتغير بمقدار تغيير آليات حديثة بدلاً عن الآليات القديمة وعند ذلك سنرى ونتحدث ومن كان نظره قصيراً فعليه مراجعة أطباء النظر لمساعدته وتخليصه من تفاؤله الساذج.

 


 

free web counter