| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

السبت 6/12/ 2008



الشعب العراقي ليس بالمسؤول عن التعويضات

مصطفى محمد غريب

التعويضات وما أدراك ما التعويضات هذه التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق جراء عنجهيته واستهتاره وتخلفه الذي قاد البلاد إلى مزالق عديدة واختتمها بهذا الداء، داء الاحتلال الذي يندى له جبين كل وطني مخلص ومن بلدٍ غني تحت إمرته حوالي ( 37 ) مليار دولار فائض إلى بلد الكل يريد أن ينهبه بحجة جرائم وسياسة النظام السابق وكأن الشعب العراقي هو الذي قرر انتهاج تلك السياسة العدوانية الرعناء وكذلك الحرب مع إيران أو احتلال الكويت أو خوض الحروب غير المتكافئة فالشعب العراقي تضرر مثلما تضررت الشعوب الأخرى، دفع الضريبة ليس فقط مالاً أو نفطاً بل دماً وتشريداً وسجناً وهذه القضية يجب أن تدركها حكومة إيران وشعبها الصديق وحكومة الكويت وشعبها الشقيق وكذلك السعودية وغيرهم من الدول، والذي يدرك ما أصابه من نظام صدام حسين وحزبه عليه أن يشعر بالألم نفسه على الشعب العراقي أن بعض الدول الأوربية والآسيوية ودول الخليج وبخاصة الإمارات العربية التي قامت بإلغاء ديونها أو إلغاء قسماً غير قليل شعرت بضرورة التضامن وأحست بألم الشعب العراقي ولكن على ما يبدو وللأسف الشديد أن إيران وبعض الدول العربية الأخرى التي ما زالت تطالب وتطالب فالدول الأخيرة ما زالت تريد من الشعب بأن يدفع المليارات لما اقترفه نظام ديكتاتوري دمر المنطقة وجعلها رهينة للولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو وهي بهذه المطالبة تزيد من معاناته بدلاً من مساندته والوقوف إلى جانبه في هذه القضية الحيوية.

لقد استغربنا أكثر عندما تابعنا تصريحات منوشهر متقى وزير الخارجية الإيرانية الاثنين 1/12/2008 حول المطالبة بالتعويضات عن الحرب 1980 ــ 1988 وقد أفصحت إيران عن نيتها في الحصول على التعويضات التي تقارب ما بين ( 600 وألف مليار دولار ) وهي أموال هائلة لتعويض خسائرها في الحرب حسب ادعائها وأشار وزير الخارجية الإيرانية أن هذه الخسائر كانت " دوماً في أوليات عمل وزارة الخارجية بعد سنوات الحرب" لكن وزير الخارجية لم يتطرق إلى قيمة الطائرات العراقية المدنية والحربية التي أرسلها صدام حسين خوفاً عليها من الدمار والتي قام النظام الإيراني باستخدامها طوال هذه السنين هل يعتبر ذلك قانونياً وشرعياً في عِرْف الحكام الإيرانيين وعِرْف وزير الخارجية منوشهر متقى، لماذا لا يفقه الأشقاء والأصدقاء حسب تأكيدهم لهذه المصطلحات وإعلانهم في أكثر من مكان وزمان بأنهم يعملون من اجل مساندة الشعب العراقي لكي يتخلص من الإرث القديم ومما أصابه بعد الاحتلال وسقوط النظام والوقوف معه لاستكمال استقلال العراق وبالضد من الإرهاب والفتنة الطائفية، كيف يمكن مقارنة هذه التصريحات وبين المطالبة بمليارات من الدولارات التي ستنهكه أكثر وتأخره من استكمال عملية البناء والتطور والتخلص مما أصابه من النتائج الكارثية بسبب الحروب الخارجية والداخلية، المطالبة بالتعويضات وبهذا الشكل وبدون تشخيص المسبب الرئيسي تعتبر وكأنها معاقبة للشعب العراقي والوقوف أمام محاولاته للتخلص مما هو عليه لا بل جعله يدفع لوحده ضريبة غير مسؤول عنها وكان مشلول اليدين عندما شنت الحروب وفتحت أبواب الجحيم عليه ودفع أكثر من جيل إلى المحارق ما بين ضحايا الحروب من القتلى والمعوقين والمقابر الجماعية والسجون والإعدامات والكيمياوي والتهجير والهجرة وغير ذلك من الممارسات اللاانسانية ضده كما أن هذا الموقف يدل أن الدول التي تريد تعويضات من الشعب أنما تقف تعلم أو لا تعلم مع القوى الإرهابية والمليشيات المسلحة والمجموعات الخاصة التي تمعن في قتل المواطنين الأبرياء وهي فاعل مساعد لبقاء القوات الأجنبية وتوقيع الاتفاقية الأمنية الأخيرة ومن باب الشعور بالمسؤولية من قبل إيران التي تدعي صداقتها ومن بعض الدول العربية التي تعلن أنها تقف مع شقيقها الشعب العراقي نسيان الماضي وبدأ صفحة جديدة بالتخلص من مطالباتها غير العادلة بالتعويضات وهي بالتأكيد سوف تستفيد أكثر من غيرها وبخاصة أن العراق يحتاجهم في البناء والتعمير والوقوف على قدميه وسوف تكون الفائدة ربما أكثر من التعويضات بكثير، إن الشعب العراقي ليس مسؤولاً عما اقترفه النظام السابق من جرائم واعتداءات وتدخلات وحروب ضد الدول الأخرى بما فيها إيران والكويت وهذه الحقيقة التي يعرفها الجميع يجب أن تكون معياراً حقيقياً للعلاقات الجديدة المبنية على الاحترام وعدم التدخل في شؤون الغير، معياراً للتعامل في العلاقات المستقبلية السليمة بين هذه الدول وشعوبها وبين العراق والشعب العراقي الصديق والشقيق في الوقت نفسه.


 

free web counter