نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الثلاثاء 6/6/ 2006

 

 

 

المطالبة بحل الشرطة والجيش لتوسيع عمليات قتل النساء وقطع الرؤوس بالجملة
 


مصطفى محمد غريب

هذا الانهيار الأمني المتواصل وهذا الكم الإجرامي المخيف من القتل وقطع الرؤوس والتفجيرات بالمفخخات والعبوات الناسفة والهاونات ، القتل المدمر الذي يضع حداً لحياة الإنسان لمجرد الاختلاف في الرأي أو المعتقد أو المنظر أو الشكل أو مجرد الانتقام الهمجي أصبح كالوباء الذي يعصف بأرواح الأبرياء. من أين جاءت منابعه وكيف يفسر دينياً وإنسانياً وأخلاقياً .. هذا القتل على الهوية والتربص بالجماهير الكادحة والانتقام منها لا يمكن أن يكون إلا وفق البربرية والوحشية والتعصب الأعمى والفاشية المقيتة .
ان شعبنا الذي دفع ويدفع الثمن من دمائه وأعصابه ومن حياته العائلية والمعيشية يتحمل لوحده هذه المأساة التي تتنوع أشكالها ومسبباتها فمن جهة يقتل البعثسلفي بشهية القتلة الذين نتذكرهم على طريقة أسلافهم في الجزائر فهؤلاء وأولئك صنوان لا يفرق حد السيف بينهم، بينما تنتشر فرق الموت وعصابات الطاعون والمليشيات وتتزاحم مع الآخرين في القتل والتدمير، والقوات الأجنبية التي جاءت معلنة تحرير العراق تساهم بدورها في المذابح وتدفع البلاد للحرب الأهلية بما صاغته من أكاذيب وترهات مقسمة العراق إلى سنة وشيعة وأكراد وبينما نحن ننتظر أن تتشكل الشرطة والأجهزة الأمنية النظيفة من اجل أمان الناس يخرج علينا مسؤول ليقول أن الشرطة مخترقة من الإرهابيين ، ثم نسمع السيد احمد غفور السامرائي وهو يخطب من جامع أُم القرى ويطالب بحل الشرطة وآخرين بإلغاء الجيش، ولو طالب بالتطهير أو بإتباع طرق وأساليب جديدة ومتطورة لتطهيرها من العناصر المندسة من إرهابية إلى بعثفاشية وإلى تابعين لمليشيات حزبية حيث ولائها لأحزابها أو من أولئك الذين نصبتهم قوات الاحتلال لتأمين مصالحها المستقبلية بالعراق لقلنا حسناً انه مطلب عادل ووطني أما انه يطالب فوراً بحل الشرطة فلا نعرف من سيحمي ولو 50% المواطنين وكيف نتصور بعد ذلك الوضع الأمني هذا! وهو متدهور بالأساس والمنفلت حد اللعنة فهذه المجاميع التي ترتدي زي الشرطة وتتجول بحرية وتعتقل عشرات من الناس أمام أعين الناس ونسوق واقعة حدثت ظهريوم الاثنين المصادف 5 /6 / 2006 في الصالحية حيث قام رجال يرتدون زي الشرطة لوزارة الداخلية ويستقلون سبعة سيارات بيك آب وأخرى رباعية الدفع بتجميع أكثر من 50 عامل وموظف ومدير وغيرهم من مكاتب النقل البري واعتقلتهم ثم نقلتهم إلى مكان غير معروف أمام الناس وفي وضح النهار، مثل هذه الوقائع يشهدها العراق في العاصمة وفي المدن والأرياف ولم نسمع من يرد او يحمي الناس الأبرياء ، ثم لا يمر يوم إلا ويقتل العشرات من المواطنين وتلقى جثثهم أو رؤوسهم في كل مكان.
ثلاث سنوات ونحن نصرخ حتى بحت أصواتنا بضرورة الاهتمام بالمؤسسات الأمنية وتطويرها على أساس وطني عراقي بدون التأثيرات الدينية والسياسية والطائفية لأننا نعرف جيداً مقدار القوى المعادية لشعبنا نعرف أن البعض يجاهد من اجل بقاء العراق بهذه الحالة المزرية ويسعى لبقاء القوات الأجنبية على أرضه لكي يحقق أهدافه وسط الفوضى وعدم الاستقرار ولكن الذي حدث بعد كل خراب البصرة، أن في الشرطة مندسيين ومجرمين وتابعين لقوى معينة حسب اعتراف وزير الداخلية السابق وبعض المسؤولين وان المليشيات الحزبية الإسلامية الطائفية التي جاءت من الخارج او التي تأسست حديثاً في الجنوب والوسط والعاصمة تلعب أدواراً لا تقل خطورتها وإجرامها وخرقها للقوانين وتجاوزها على الحريات الشخصية والعامة عن المنظمات الإرهابية الأخرى ونشاهد أن القوات الأجنبية تتحدث عن مستقبل العراق والديمقراطية التي تنشدها بينما ضحايا عملياتها العسكرية يزدادون يوماً بعد آخر ويأتي من يأتي ليطالب أكثر من هذا الخراب وهذا الدمار بحل الشرطة هكذا وبجرة قلم وإلغاء الجيش حتى بمقوماته الضعيفة، أما الحكومة وأحزابها الكبيرة فهي تتصارع فيما بينها وتتصارع داخلياً على المناصب والوزارات بينما تتوسع السرقات والفساد المالي والإداري وتهريب النفط ونزيف الدم يزداد وتتوسع مشاهدات الجثث المقطوعة رؤوسها او المثقبة بالرصاص من رجال وشيوخ وأطفال وعصابات بيافطات وشعارات دينية وطائفية تتوعد بقتل النساء غير المحجبات أو منعهن من التسوق مثلما يحدث في كربلاء والنجف وربما أماكن أخرى وتدعو الطالبات في كليات جامعة بغداد إلى ارتداء الحجاب والعباءة السوداء وعدم ارتداء البنطلونات والرجال الذين يلبسون سراويل قصيرة والحلاقين والذين يحلقون لحاهم وبائعي المشروبات الروحية من الأديان غير المسلمة ويطالبون غير المسلمين باعتناق الإسلام " إسلامهم الخاص " او اعتناق القبور وهذه القرارات والتوجهات فاقت حتى ما قامت به حركة طالبان في أفغانستان.
ان الظروف البالغة التعقيد تتطلب من كافة القوى الوطنية والديمقراطية والقومية والإسلامية المخلصة التي لا تدين بالإرهاب والطائفية وكافة الشرفاء الخيرين أن تتكاتف وتوحد نضالها ضد ما يجري من انتهاكات وتجاوزات على حريات العامة والشخصية وكذلك الإعمال الإرهابية والقتل على الهوية وإدانة ما تقوم به القوات الأجنبية من خروقات والتجاوزات وقتل عشوائي ضد المواطنين الأبرياء وتطهير المؤسسات الأمنية وجعل ولائها وإخلاصها للعراق ورفض أي ولاء آخر مهما كان حزبياً وطائفياً وقومياً وعرقياً.