| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 6/6/ 2010



 يا صبر أيوب على الحكومة العراقية القادمة

مصطفى محمد غريب

لسنا بصدد مناقشة ـــ لماذا هذا التأخير في عقد اجتماع مجلس النواب الجديد الذي هو فاتحة لانتخاب مجلس الرئاسة ورئاسة البرلمان وتكليف رئيس الوزراء المتفق عليه لتشكيل الوزارة الجديدة، لأن التأخير والمماطلة والصراع أصبح كل منهم قضية بديهية لا تثير العجب في العراق الجديد، وبما أن كل شيء قابل للتأخير حتى مصلحة المواطن والوطن فنحن نتقبله برحابة صبرٍ حتى لو كان مراً كالحنظل، وليس من باب التندر إذ نقول أن مضرب الأمثال في محيطنا هو ما يجري في بلدنا من اصغر حالة إلى اكبر حالة، لعل التفاؤل جيد ونحن متفائلون حتى آخر نقطة وصبرنا دليل على قدرتنا في تحمل الصعاب والا هل هناك صعاب أكثر من حكم ( 35 ) عاماً من حكم البعثصدامي وكيف صبرنا عليها؟
وهل هناك أصعب من أكثر من سبع سنين عجاف بعد الاحتلال وسقوط الصنم ونحن صابرون لها؟ .
من يتحمل أكثر منا وما زلنا نمنح أصواتنا " شذر مذر وبدون وجع القلب " وكأننا جبال شامخة بالصبر ومتمسكين بالمثل " الصبر مفتاح الفرج " وخير دليل على صبرنا ما صرحت به القيادية في العراقية السيدة فائزة العبيدى " الضغوط السياسية التي تمارس على أعضاء الرئاسة من قبل كتلهم أدت إلى تأخير إصدار مرسوم جمهوري يدعو من خلاله إلى انعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد" إلا يعني أن ملامح الحكومة القادمة أصبحت واضحة وجلية، فإذا كانت كتلهم تستعمل هكذا ضغوط في قضية غاية في السهولة وهي إصدار مرسوم؟ فكيف الحالة إذا عقد المجلس الجديد وبدأت الولادة العسيرة المستعصية للتكليف؟ والجميع يصرخ أنها وفق الدستور " لنا وليس لغيرنا "، فهذه الحالة تذكرنا بالحالة السابقة عندما قبض الجعفري بأسنانه ويديه وقدميه رئاسة منصب رئيس الوزراء ولم يتزحزح عنه إلا بشق الأنفس وعندما تزحزح رأينا كيف كان الأمر حتى وان قيل لنا أنها " حكومة الوحدة الوطنية " لكن بعد فترة قصيرة تخلى البعض عنها وقالوا وداعاً وتمترس البعض في البرلمان حتى ساهموا بصبر وجدية في تعطيل العديد من القوانين الضرورية التي كان من الأفضل للمواطنين العراقيين أن تسن وتظهر إلى الوجود وجعل من جلسات البرلمان كسوق " هرج " وأصبح العام من سواد العباءات مجرد آلات تتحرك بدون أي تفعيل أو تأثير مع احترامي لهن .
ومن هنا نرى المستقبل المقبل الذي سيتكرر كحتمية تاريخية بسبب ما أحيطت به الظروف الجديدة القديمة في تشكيل الحكومة ولا نرى أي مبرر يذلل العقبات أو يختلف عن ما أحاط بالحكومة القديمة ونحن على يقين أن الجميع سينادي إلى ضرورة الالتزام بالدستور ومواده المخصصة لحالة عقد الجلسة الأولى للبرلمان، ثم إنجاز المهمات الأخرى في مقدمتها تشكيل الرئاسات الثلاث وقد نكون مع الأستاذ وزير العلوم والتكنلوجيا رائد فهمي عندما طالب " بفتح حوار ومسؤول يستجيب لمتطلبات الجماهير والحاجة الملحة للتعاون مع الملفات الساخنة العالقة"
لكننا نرى أيضاً أن الحوار ومنذ أن قامت الساعة منذ عهد بريمر الأمريكي موجود بما فيه الدعوات القديمة التي تدعو إلى نزاهة الانتخابات وسن قوانين للعمل والعمال وللأحزاب وقانون الأحوال الشخصية وتعديل قانون الانتخابات المجحف لمصلحة الوطن والوطنية والمصالحة وعدم التمييز والخروج من الطائفية إلى رحاب الوطنية الحقة، وما زال الحوار مستمر ولكن على أساس " هذه لنا وهذا لكم حتى لو نخرب العراق " أما المسؤولية وتحمل وزر بقاء المشاكل ومراوحة تشكيل الحكومة القادمة فذلك أمر واضح وستمر فترة أخرى يأكلها الزمن من عمر عمل الحكومة القادمة وسوف تتجدد الملفات إلى جانب القديمة التي ستبقى عالقة لحين مجيء الفرج بعد انتخابات تشريعية جديدة وإذا تدرج البعض منا تدريجياً لقضايا المواطنين ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي فسيجد المصيبة اكبر وهذه وحدها تحتاج إلى كم من المواقف الشجاعة الوطنية والتحلي بروح المسؤولية لمعالجة الواقع الراهن المزري بالنسبة للكادحين وانتشالهم من الفقر والبطالة والعمل من اجل تحسين الخدمات المنهارة.
كيف يمكن الوصول إلى أنجاز الكم الهائل من التراكمات السلبية وتحقيق اجتماع مجلس النواب برئاسة كما يقال المفكر والمربي (حسن العلوي )الأكبر سناً لانتخاب رئيس المجلس ونوابه ثم رئيس الجمهورية ونوابه وبعدها قرار التكليف ـــ من سيكون المكلف وكم يحتاج إذا ظهرت خلافات جديدة؟ وكيف ستتقسم المناصب السيادية؟ ومتى ستباشر الحكومة أعمالها ومجلس النواب جلساته؟
أليس هذا الأمر يحتاج إلى صبر أيوب إضافة إلى صبرنا السابق وهو ما تحتاجه الحكومة القادمة سنداً من الصبر حتى تظهر ملامحها الجديدة.. عن أي ملامح لحكومة عراقية غير الذي قلناه بعد مرور حوالي ثلاثة اشهر تقريباً على معجزة الانتخابات التشريعية إذا ما قورنت باعتراف قيس العامري القيادي في الائتلاف الوطني " الاستئثار بالسلطة والممارسة السابقة لرئيس الوزراء دفع الكثير من الكتل إلى الاتجاه نحو تقييد صلاحيات رئيس الوزراء المقبل " إلا تتعارض هذه الدعوة مع الدستور وفيه صلاحيات رئيس الوزراء واضحة " يا صبر أيوب " إذا كانت هناك أخطاء واستئثار لماذ لم يعالجا في حينها ووفق الدستور؟ أين كان البرلمان ؟ ولكن لا عجب في هذا الزمن عندما ينتخب نائب جديد وبأعلى الأصوات وهو لم يحضر ولا جلسة من مجلس النواب المنقرض ألا يحتاج ذلك للصبر والتأني؟
ـــ وهل ستعالج في الحكومة القادمة مخلفات الحكومة السابقة التي تبدو ملامحها ليس بالأفضل عما سبقها إذا لم تكن أصعب؟.
هكذا تبدو المعادلة مهما جرى الحديث المنمق عن الوطنية وروح المسؤولية فسيبقى الصبر حارساً أميناً للشعب المغلوب على أمره وان صوت في الانتخابات تحت رحمة التفجيرات والمفخخات واللاصقات والاغتيالات والفقر والجوع والبطالة والأمراض وتدني الخدمات وارتفاع الأسعار أمام الفاسدين والفساد والمفسدين والحرامية والإرهاب السلفي والأصولي والمافيا والمليشيات الخاصة وتدخل البعض من دول الجوار وتبعية البعض فضلاً عن الرواتب القياسية للعشرة الكبار في الدولة !









 

free web counter