| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الأربعاء 6/9/ 2006

 

 

العلم وغيرة البعض واعتراض أمريكا وخليل زاده

 

مصطفى محمد غريب

العلمْ هو عنوان لتمثيل الوطن وبخاصة إذا حمل بحق المعاني النبيلة التي تجعله يمثل البلاد والشعب ولهذا نجد أن الشعوب المتحضرة تحترم أعلامها الوطنية وتعتبرها رمزاً لكرامتها حيث تحافظ عليها وترفعها بشكل طوعي في المناسبات حتى على سطوح أو نوافذ أو منصات بيوتها كما يحملها المواطنين في الأعياد والمناسبات الوطنية أثناء المسيرات الاحتفالية وبشكل طوعي وبدون أية ضغوط أو أوامر سلطوية ولا تهديد في لقمة العيش أو بالسجن أو الاعتقال والتعذيب .. لنكن واقعين إذاً: دلوني على شخص عراقي واحد يقول لي ما عدا المصطفين مع النظام الشمولي رفع العلم بيده طوعاً وحباَ واحتراماً في مظاهرة أو احتفال أو رفعه على سطح داره أو أي مكان بدون قرارات قسرية وأوامر ومتابعات بوليسية إرهابية.
من هذا المنطلق نرى أن العلم الذي جاء به انقلابي 8 شباط الدموي وبدعم أمريكي ثم وضع صدام "الله اكبر" وهو أول الكافرين به لا يستحق أن يكون علماً للأكثرية في العراق وكما هو معلوم أن العلم بنجومه الثلاثة كان يمثل على أساس الوحدة بين العراق ومصر وسوريا ولكنها لم تتحقق والسبب معروف. فقامت مصر بإلغائه وتبديله ثم أبقت سوريا نجمتين على أساس الوحدة السابقة بين مصر وبينها ولهذا انتفت أساسا وجود الحاجة لهذا الشكل.
وكان المفروض الاستجابة لطلبات بعض القوى الوطنية والشروع في تبديل العلم منذ زمن مجلس الحكم وبعد سن الدستور كان على الحكومات والبرلمان المنتخب بضرورة تغيره لكن المراهنة على بقائه للفتنة أو لأمل عودة البعث إلى دست الحكم جعل البعض يسوف الموضوع ويعد العدة لإهماله وتجاوز الدستور لحين صدور قرار رئيس الإقليم السيد مسعود البرزاني بعدم رفعه ورفع علم ثورة 14 تموز بجانب العلم المقر للإقليم بوسائل ديمقراطية ومشروعة.

لماذا رفع البعض من الذين يصطادون في المياه العكرة أصواتهم بهذا الشكل الاحتجاجي ؟ قد يكون شفيعهم ما صرح به المطلك " إننا لا نسمح بأي مساومة على علم العراق لأنه يمثل شرف كل عراقي غيور" فهل كان السيد المطلك مثلاً غيوراً جداً على مئات الآلاف من ضحايا النظام السابق وتحت رايته هذه قد سجنوا وعذبوا وشردوا من وطنهم أو اغتيالهم وإعدامهم بمختلف الأساليب والطرق الأكثر همجية وكانوا ضحاياه في الكيمياوي والأنفال وقمع انتفاضة 1991؟ ومتى كان هذا العلم شرف العراقيين الغيارى إلا اللهم من يقصدهم السيد المطلك ازلام النظام المعروفين واصطف معهم الأمريكان. ولماذا زعلت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان سفيرها خليل زاده واعترضت على إنزال العلم بهذه الطريقة اللادستورية حسب الادعاء وهي تؤكد التزامها مرة أخرى على وحدة العراق وسلامة أراضيه؟ وهل ما فعلته بالعراق كان دستورياً وقانونياً وحفاظاً على وحدة أراضيه؟ .
إن الاصطفاف القديم الجديد مع الولايات المتحدة الأمريكية وفي خندق واحد لم يكن مفاجئاً لنا فذكرياتنا وذكريات شعبنا مازالت طرية فالتعاون معروف بينهم للإجهاز على ثورة 14 تموز وإعدام قادتها وقادة الحركة الوطنية الديمقراطية " والكل يعلم وحسب قولهم أنهم جاءوا بقطار أمريكي " ثم التعاون في انقلاب 17 تموز 1968 والدعم القوي المتواصل أثناء حرب الخليج الأولى وهنا ليس بالمستبعد العودة للتعاون مجدداً.
قد نتفق بان الطريقة التي تم فيها الإلغاء كان يجب أن تعرض على برلمان الإقليم ثم يجري طرحها على البرلمان المركزي لتكتسب قوة دستورية وتسد الطريق على المدعيين بالكرامة والشرف والغيرة وعلى الأمريكان وغيرهم وكما هو معروف أن الإقليم ومنذ 1991 لم يرفع هذا العلم بشكل رسمي ورفضته أكثرية الجماهير الكردية فهل يستحق هذه الضجة ذات المآرب الشريرة ليهاجم الشعب الكردي وقيادته بشكل شيفوني حاقد والاتهام بأنها محاولة للانفصال وتحريض بعض دول الجوار الحاقدة على حقوق الشعب الكردي بدلاً من اتخاذ الخطوة الصائبة وعرض المشكلة على البرلمان وحسب ما نص عليه الدستور، مع العلم أن رئيس وحكومة وبرلمان الإقليم لم يرفضوا العلم العراقي المركزي الذي سيقره البرلمان العراقي وأكدوا أنهم سيرفعونه باعتباره علم الدولة والوطن
نقول بكل وضوح مادامت ماما أمريكا رفضت واعترضت وزعلت فالقرار على صواب 100% أما إذا كانت ماما أمريكا قد قبلته وفرحت به فكان على جميع العراقيين الغيارى أن يدققوا فيه ويرفضونه.