| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الجمعة 6/11/ 2009



كذبة الحي الميتْ ديدنهم لتشويه الحقائق والوقائع والتاريخ

مصطفى محمد غريب

الأخبار المتواردة حول عزة الدوري تشير أو هكذا نشر عنه انه شكّل مؤخراً جبهة سياسية مسلحة تضم خمسين فصيلاً للمقاومة وحتى النصر والتحرير وعدم التفاوض مع الأمريكان إلا في حالة قرارهم بالرحيل النهائي عن العراق ( لم تذكر أسماء الفصائل وقد أضيفت إلى عشرات الفصائل والأحزاب التي تألفت بعد السقوط والاحتلال ).. وكان المفروض به والأحسن أن يقول حتى لو رحلوا عن العراق نهائياً!! والتدقيق في هذه الجملة تؤول إلى ألف استفسار وسؤال عن وجود الرجل أو رحيله المبكر ولان ما قيل على لسانه لم يحدد كيفية القرار الذي سيتخذه الأمريكان وبخاصة هم لديهم معاهدة أمنية تؤكد على رحيلهم في عام 2011 ، من خلال هذا الإعلان والله يعلم يتبادر إلى أذهان الكثيرين ـــ هل هو موجود أو غير موجود؟ وهل هي كذبة تضاف إلى ما يتمتعون به من كذب وضحك على ذقون الناس؟ الموضوع ليس ما أشيع حول الجبهة السياسية والخمسين فصيلاً والتوقيع عليها بل ما أشار له الحي الميت عزة الدوري بأنهم " على مشارف الحسم النهائي والنصر المؤزر المبين " وكأنهم على أعتاب بغداد بينما الحقيقة انه مازال مختبئاً إذا كان حياً ولا يجرؤ أن تظهر له صورة حديثة حتى لو في مكان مظلم أو فيديو قصير، فكيف هو النصر المؤزر!! والأكثرية من العراقيين وعلى مختلف مكوناتهم ومشاربهم مازالوا يؤلفون النكات المضحكة عنه، قبل حوالي سنتين أو أكثر نشر تنظيم البعث جماعته خبراً أذيع في أكثر من وسيلة إعلامية تؤكد موت رفيقهم عزة الدوري وقد ابنوه ورثوه بأجمل الصفات وأشادوا به وبنضاله الذي لا يوصف وعفافه ونظافة يديه وفي حينها قال الناس الذين يعرفونه انه مات قبل ذلك بزمان وبعد فترة تناقلت أخبار جماعته بأنه حي يرزق مرة في اليمن وقد حضر مجلس عزاء أقيم لصاحبه صدام حسين ثم في الإمارات العربية أو قطر وبعدها قيل في سوريا ثم قيل ما قيل من أحاديث تتناقل ورسائل تبث عبر البعض من وسائل الإعلام ثم تصريحات بصوته المقلد طبعاً لان ذلك يذكرنا بأيام صدام حسين وكيف كان البعض يقلد صوته حتى انك تتصور انه صدام حسين لكن بعد فترة وقبل حوالي عشرة اشهر أعلن عن وفاته مرة ثانية بسبب سوء صحته ودفن في الحدود الإدارية لمحافظة ديالى في تلال حمرين حسبما أشار اسم مستعار يكنى " الملا خالد "بأن الدوري ( 68 ) عاماً لقي حتفه بعدما ساءت صحته كثيراً، ودفن في منطقة نائية في تلال حمرين ضمن الحدود الإدارية لمحافظة ديالى " قد يكون الخبر مفبركاً مثل الأول لكن الذي أثار الموضوع تصريح مسؤول امني في ديالى بأن جهوداً تبذل لتحديد مكان وجود زعيم حزب البعثصدامي عزة الدوري" باعتباره يتنقل في مناطق كركوك وديالى، في الماضي عندما كانوا يقودون السلطة بالحديد والنار والكيمياوي لا يوجد لدينا أي شك بان ديدنهم الكذب كهدف ميكافيلي يحمل هاجس المؤامرة وتمرير الإشاعات التي تخدم الهدف المراد تحقيقه وليس لدينا أدنى شك بان قضية مجيئهم للسلطة بهذا الشكل أكثر من مستحيل لاختلاف الواقع السياسي وآلياته ومكوناته لكنهم لا يتعضون بعدما أضاعوا العراق وخربوه ودمروا الإنسان العراقي لمسخ ثقافته وتاريخه وأخلاقياته وارتباطاته بالوطن والقيم الإنسانية وهم ماضون في القتل والتخريب والدمار ويمنون أنفسهم بالعودة لاستلام السلطة بطريق المؤامرة مرة ثالثة ، الجبهة التي أعلنها عزة الدوري الذي يتزعم شطراً من البعثصدامي ( إذا كان حياً أو ميتاً ) فهي لن تعيد لهم الحياة الطبيعية بل العكس هم مازالوا منغمسون لحد أللعنة بدم العراقيين منذ الانقلاب الأول في 8 شباط 1963 ثم انقلابهم الثاني في 17 تموز1968 ومازالوا بعدما هربوا إلى جحورهم وهم المدعين بان الشعب العراقي كله بعثي!! ويمتلكون الدولة بما فيها والمؤسسات الأمنية المختلفة وبقواتها المسلحة وأسلحتها المتنوعة يزرعون الموت والدمار بحجة الوطنية والوطن وكلاهما بريء منهم، نحن لا نعرف عن أي شعب ينتظرهم وينتظر عودتهم وهم شاهدوا بأم أعينهم كيف كان موقف أكثرية العراقيين من سقوطهم وهروبهم مثل خفافيش الظلام فهم أس بلاء الوطن والمواطنين، قتلة العرب والكرد بالجملة وهم من سلموا العراق إلى الاحتلال أما الحديث عن التحرير والجهاد " وأن المقاومين هم الآن على مشارف الحسم النهائي والنصر المبين" وأضاف في بيانهم وكأن العراق ملكهم مثلما كانوا يدعون" لا تفاوض مع الأميريكين المحتلين حتى يقرروا الانسحاب الشامل والكامل من العراق ويعيدوه إلى أهله الشرعيين " والمقصود إلى حزبهم وأيديهم الملطخة بدماء العراقيين، أليس ذلك من نسج خيال العقول المريضة التي مازالت تؤمن بالقتل لتحقيق اهدافهم؟ فليرينا قبل كل هذا الحديث عن المقاومة وعن التحرير القريب وهروب الأمريكان واختبائهم انه ما زال حياً ويظهر للعالم بأنه المقاوم الذي لا يخاف ويقتحم المنايا وليس المختبئ الحي أو الميت مرتين الأولى على لسان تنظيمهم والثانية باسم " ملا خالد" الذي دفنه في محافظة ديالى وحصراً قال في حمرين، لابد من كلمة نهائية في هذا المجال أن الأداء السياسي السيئ من قبل أكثرية الكتل الدينية الطائفية السياسية التي تهيمن على مقاليد البلاد دفعت الكثير من العراقيين إلى ضعف الثقة بهم والعملية السياسية إذا استمر الحال على هذا المنال وبدورها تطالب التغيير وإقامة عدالة القانون وحقوق المواطنة والخروج من الخنادق الطائفية التي يتمترس فيها البعض بهدف إلغاء الآخر ومع كل هذه الانتقادات والرفض المتزايد لهذه السياسة فأن أكثرية العراقيين ترفض رفضاً قاطعاً البعثصدامي وتحتقر تاريخه الأسود ورموزه التي تتحمل جزء غير قليل من مسؤولية دمار العراق وسفك دماء أبنائه من كل المكونات القومية والدينية والعرقية ولهذا يتطلب الوقوف بشكل جدي ونظيف للعمل من اجل التخلص من الإرث القديم والتوجه لبناء البلاد وإقامة الديمقراطية الحقيقية بسن القوانين المنظمة للمجتمع المدني الديمقراطي التعددي وعند ذلك لا يهم أن كان عزة حياً فهو سيموت من الكمد وإذا كان ميتاً مهمولاً في مزبلة التاريخ.








 

 

free web counter