| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأربعاء 5/3/ 2008



الانتخابات الروسية ولعبة الديمقراطية المطلوبة

مصطفى محمد غريب

لقد ظهر للعيان بما لا يقبل الجدل أن الانتخابات الروسية لم تف بمعايير الديمقراطية الحقيقية على الرغم من التطبيل والتزمير وحجب الحقائق وعلى الرغم من شكل وحصيلة الانتخابات النهائية والنسب التي ظهرت في وسائل الإعلام والذي يدقق في هذه النسب ونسبة المشاركين سيضع يده على نصف الحقيقة وهي مشاركة وحسب ما أعلن ما يقارب 65% من عدد الذين يحق له الانتخابات وهو أكثر من 105 مليون وهنا نجد أن حوالي 35% تقريباً لم يشاركوا ولم يصوتوا وهم يشكلون نسبة عالية في رفض الطريقة التي صيغت فيها الانتخابات والتدخلات غير النزيهة من قبل بوتين الذي كان عليه كرئيس للجمهورية التزام بعض الحياد فيما يخص الانتخابات لكنها الديمقراطية المطلوبة لروسيا من قبل بعض المطبلين الذين يصفقون بحمية منقطعة النظير للتغيرات التي حدثت في العالم نحو القطب الديمقراطي الواحد للولايات المتحدة الأمريكية وهو لا يفوتون فرصة أو موقف حتى يظهروا أنهم قد تبرأوا من القديم وانتقلوا للرحاب الفكري الذي يؤمن بالديمقراطية ولكن بعكازة اتهام كل من يقول أن الديمقراطية هذه على الرغم من بعض الجوانب الايجابية التي جاءت بفضل صراع طويل وتحقق بدماء عشرات الآلاف من المواطنين هي ديمقراطية الأغنياء والمهيمنين على القرارات السياسية ، ديمقراطية حزبين لا ثالث لهما يمثلان شريحة من طبقة واحدة ، ديمقراطية الرئيس الروسي وبعض الليبراليين، ولكن لذر الرماد في العيون يجري الحديث عن التراث الديمقراطي الذي يجب الالتزام به والأخذ منه وألا فإن أية ديمقراطية أخرى لا تلائم راس المال والرأسمالية فهي دكتاتورية منافية لحقوق الإنسان، الديمقراطية الروسية الحديثة هي ديمقراطية الدبابات التي قصفت البرلمان الروسي في زمن يلتسن المعروف بتقلباته، وهي ديمقراطية بوتين والمافيات التي تدعمه ، مافيات راس المال وديمقراطية ترشيح احد مريديه الذي هو عبارة عن مطيع أمين وتبعي جيد له ليخرج من الباب على أن يعود من الشباك بصفة رئيس وزراء ومن موقعه يستطيع المضي في تنفيذ سياسته وسياسة حزبه، ديمقراطية السيطرة التامة على الإعلام العائد للدولة وتسخيره لخدمة مصالحه ومصالح حزبه روسيا الموحدة ووفق قاعدة حق بوتين وجماعته في ذلك ولا يحق لغيره أما مسرحيات الخروج مع تابعه الرئيس الجديد الذي سيبقى كالظل لا أكثر ولا اقل إلا إذا حدثت تغييرات وصراعات في المستقبل وهي ممكنة بسبب طبيعة التحالف الثنائي والمصالح التي قد تتضارب في أية لحظة، تابعه الذي يقوده يداً بيد وأصحابه للاماكن العامة والمطاعم وهو رئيس للجمهورية والذي يلزم عليه عدم استغلال منصبه بهذا الشكل المقرف فهذه ديمقراطية ليبرالية ممتعة وبدلاً من الحديث عن نواقصها وتناقضها مع الديمقراطية الحقة يطيل بعض أليبراليون الاقحاح الحديث عن تجربة الاتحاد السوفيتي السابقة وفشلها مكررين نواقصها واعتبارها مناهضة للديمقراطية التي على غرار ديمقراطية يلتسن ودباباته وبوتين وعصابات راس المال المحيطة به، لا يتركون مناسبة ولا محفل إلا وانبروا يفلسفون ويتعكزون وفي كل مرة يجترون الكلام ولكن بمفردات جديدة وكأننا لا نعرف إن التجربة السوفيتية هي تجربة فشلت لأسباب معينة كما هو الحال للتجارب الأخرى والبشرية تستطيع أن تستفيد منها كتجربة بدلاً من الاجترار في كل مرة واعتبار ذلك فشل للفكر الاشتراكي والديمقراطي الحقيقي، في الجانب الآخر نقول بالامكان الاستفادة من الديمقراطية الغربية البرجوازية ومن بعض الايجابيات وللتوضيح لمن يتصور أنها جاءت هبة بدون مقابل فهو جاهل في قوانين المجتمع والتاريخ والطبيعة والصراع الطبقي والاجتماعي، لن نكرر الحديث عن تجربة الاتحاد السوفيتي التي فشلت لأسباب ذاتية وموضوعية وهذا لا يعني فشلاَ للفكر الاشتراكي وهي أصبحت درساً من الممكن الاستفادة منه لمعالجة النواقص والأخطاء مثلما أسلفنا ما دامت البشرية تناضل من اجل غد لا استغلال فيه ومن اجل عدالة اجتماعية حقيقية، والعجيب أن هؤلاء الذي يصرون على وضع رؤوسهم في الرمال ومنذ فشل التجربة يجترون أقوالهم ويتباهون بالديمقراطية الأمريكية ويعتبرونها المثال الساطع الذي يجب الاهتداء بها ويغضون أنظارهم عن نتائج سياستها الحمقاء التي تعتمد فيها على لغة الاحتلال والسلاح و التهديد والوعيد وقلب الحقائق وتغيير المواقع حسب رؤيتها الأيديولوجية والسياسية من هذا المنطلق نشير بأننا لا نريد تعداد ما قدمته ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا للبشرية و ما قام به الاتحاد السوفيتي من مناصرة لقضايا الشعوب ودعم الاقتصاد الوطني وفي مقدمتها الشعوب العربية وكيف ساند القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا أما قضاياه الداخلية فهو المسؤول عنها وبخاصة سقوط تجربته لكن ذلك لا يعني نهاية العالم ولا نهاية الأفكار الاشتراكية فالرأسمالية لا يمكن أن تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة الحقيقية ولا يمكن أن ينتهي فيها الاستغلال وسرقة قوة الآخرين من اجل جنى الأرباح لكي تمتلئ جيوب القلة القليلة أمام جوع وفقر والإملاق الأكثرية. نقول لهؤلاء حسناً إذا كانت التجربة السوفيتية قد فشلت وانتهت في ذمة التاريخ ماذا فعلت الديمقراطية الأمريكية للعالم بعد ذلك هل انتهى الاستغلال وجني الأرباح وسرقة جهود الملايين من الشغيلة داخلياً والهيمنة على اقتصاديات البلدان النامية بواسطة الشركات متعددة الجنسيات؟ هل انتهت التجاوزات والتدخلات في شؤون البلدان الأخرى وبخاصة تلك البلدان التي تسعى من اجل التخلص من إخطبوط الاستعمار الجديد؟ هل تحققت رؤية الديمقراطية من وجهة نظر أمريكية وليبرالية حديدية فاحترمت الرأي الآخر المنافس وقبلته اعتماداً على ما تدعيه حول حقوق الإنسان ؟ لماذا لم يستقر العالم وتنتهي لغة الاحتلال والتهديد بالسلاح والسلاح النووي والأحلاف العسكرية العدوانية وبخاصة وقد انتهى التهديد السوفيتي والشيوعي للديمقراطية الأمريكية والغربية بشكل عام ؟ أين الديمقراطية الأمريكية في مجلس الأمن على الأقل من قتل وتشريد الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء من الشعب الفلسطيني؟
الديمقراطية الروسية ديمقراطية البغل يلسن ورجل أل KGB السابق بوتين الذي لا يشيرون له إلا لكونه تائب وربما مصلح، هذه الديمقراطية التي أنتجت الفساد المنظور وغير المنظور والتي أصبحت أداة طيعة بيد دهاقنة الرأسمال الروسي الذي نهبوا ومازالوا ينهبون البلاد ويصورون طريقتهم وكأنها جنة عدن!! " اذهبوا إلى موسكو وكبريات المدن الروسية لتجدوا مافيات الدعارة والمخدرات والقمار وتجارة الأجساد وترويجها إلى خارج روسيا والبطالة والفقر وعدم الأمان والكثير من العاهات الاجتماعية التي كانت شبه مفقودة في زمن الاتحاد السوفيتي، اذهبوا إلى العديد من الدول العربية وغير العربية ستجدون كيف هي تجارة الرقيق الأبيض وبخاصة أن الكثيرات من روسيا وباقي الجمهوريات السوفيتية الأوربية السابقة يبعن أجسادهن بسبب مفهوم الديمقراطية عندهم التي تتلاءم مع الإباحية والسقوط الأخلاقي، اذهبوا إلى الأحياء التي تعج بملايين الروس لكي تروا الحالة المزرية التي تعيشها هذه الملايين وأطفالهم الذين فقدوا حتى فرص الدراسة أو انظموا إلى الشوارع ودخلوا الإصلاحيات ثم السجون بسبب الجنح والجرائم التي ارتفع بنسبة أكثر 200% عن السابق حسب إحصائياتهم، عند ذلك ستتيقنون أن هذه الديمقراطية ليس لها صلة بالديمقراطية الحقيقية ، لن نضيف أكثر مما أضيف حول هذا الموضوع لكننا في الوقت نفسه لا نريد استنساخ التجارب ولسنا بالمدافعين العميان ففي تصورنا لكي نكون منصفين وبضمائر حية وغير تبعيين أن هناك الكثير من الايجابيات التي قدمت في مجالات كثيرة في الاتحاد السوفيتي السابق وبلدان أوربا الشرقية لكننا في الوقت نفسه لا ننسى تلك السلبيات وفي مقدمتها عدم تحقيق الديمقراطية الحقيقية الملازمة للفكر الاشتراكي إضافة حول الحريات الشخصية والعامة وحقوق الإنسان واحترام حريته واختياراته وفق مبدأ احترام الرأي الآخر ، من هذا المنطلق الذي لا يخفي الحقيقة نستطيع تبيان الطريق الصحيح بدون تهريج أو تمجيد أن نشير بشكل وضوح وشجاعة إلى النواقص والأخطاء إلى أسباب التراجعات والانتكاسات وفي الوقت نفسه لا نخفي موقفنا من ما تحقق من نجاحات وايجابيات في مجالات عديدة لا يمكن إنكارها إلا اللهم من قبل الذين ماتت ضمائرهم أو بدأوا يرون الأمور بشكل مقلوب فراحوا يمجدون الباطل الرأسمالي المستغِل على أساس الحق ونسوا "أن الباطل كان زهوقاً " وفرساي باطل الأباطيل

 


 

Counters