| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الثلاثاء 5 /12/ 2006

 

 

الأيدي المكتوفة.. وماذا بعد ذلك؟

 

مصطفى محمد غريب

كما يقال إن الصراحة تخلق الثقة والتفاعل الايجابي وإن تجرح أو تؤذي وتزعج بعض الأحيان، والتكتم والتعتيم أي المراوغة يخلق الشك والريبة السلبية، الأولى تجعل القوة في المنطق والمحاججة علمية وموضوعية والتوجه والتعامل بواقعية مع الأحداث مهما كانت جسيمة وخطرة وكبيرة ، والثانية تجعل الثقة مموهة واهية عديمة المنفعة وضعيفة الإنجاز تنهار لأول تجربة على المحك وعند ذلك تخسر جميع الأطراف مهما ادعوا من القوة والجاه والسلطان.
من هذا المنطلق تحدثناً كثيراً عن ضرورة مصارحة الشعب بالحقائق التي تواجهه وتواجه البلاد وعدم إخفائها بحجة السرية وعندما تظهر الحقائق تكون الصدمة ، ومن هذا المنطلق تحدثنا كثيراً عن تبيان أسباب إخفاق الحكومة والشرطة والجيش والمؤسسات الأمنية الجديدة وهي تعد بعشرات الآلاف من المنتسبين في تحقيق ولو نزر قليل من الأمن والاستقرار للمواطنين الذين يساقون للمحرقة ويكتوون بحقد الإرهاب وفلول النظام السابق والمليشيات المسلحة وعصابات الخطف والاغتيالات المنظمة التي أصبحت واجهات سياسية أو دينية لبعض القوى التي تدعي إنها تريد مصلحة الوطن..
السيد رئيس الجمهورية كشف البعض من هذه الحقائق عندما صرح " نحن مكتوفي الأيدي وأن المالكي كان قبل اللقاء الأخير مع دبليو بوش لا يستطيع تحريك فوج، ونحن نستطيع القضاء على الإرهاب بتجنيد مئات الآلاف" وشيء ايجابي حينما تناول السيد الطلباني بشكل صريح المسببات ولم يفصلها ووضع إصبعه على الأسماء وكشف بصراحة عن تلك القوى، جميع القوى التي تعمل على نسف الأمن الداخلي حتى وان كانت تشارك في العملية السياسية وبخاصة قضية المليشيات غير القانونية، فالنظرة الأحادية لمسببات عدم استقرار الأمن والنظام لا يمكن أن تساهم في التخلص من الكارثة الدموية التي تحيط بالمواطنين من كل جانب .
كان من المفروض منذ البداية قول هذه الحقيقة لا بل الكشف عن جميع الحقائق ما دام الحديث عن الديمقراطية وعدم التكتم ومصارحة الناس لكي يكون دعمهم متفاهماً وواعياً وعن قناعة تامة، وتحميل قوات الاحتلال مسؤولية تفاقم المشاكل ، وهذه الحالة المزرية بدلاً من الإعلان عن وضع الخطط الأمنية واتخاذ الإجراءات غير المجدية وعقد المؤتمرات الدولية واجتماعات دول الجوار ومناشدات الدول لمساعدة العراق ضد الإرهاب والبحث عن طرق للمصالحة الوطنية وهي واضحة ومهمة للغاية واجتماعات ولقاءات العشائر ورجال الدين وتوقيع الاتفاقيات وآخرها اتفاق مكة.. نقول كل ذلك كان قبضة ريح أمام " انك تمتلك القوة الكافية لكنك لا تستطيع التعامل معها أو استعمالها لان غيرك يمنعك ويشل يديك" ببساطة قد أوضح السيد الطلباني قضية في غاية الأهمية بعدما كشف المعروف من قبلنا ولأكثرية المتابعين للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية بان الانتخابات والدستور والبرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية والمؤسسات الأمنية والاجراءات المتخذة لا بل جميع السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية كانت عبارة عن شكل تمويهي لسيطرة قوات الاحتلال وبخاصة القوات الأمريكية وتحكمها بكل شيء بما فيها تحريك مفرزة من الشرطة وليس فوجاً لتنفيذ مهمة أمنية في صالح الأمن وقد نجد الأجوبة الصحيحة لاستفحال حالات الإجرام والخطف والاغتيال وتفجير الناس وطغيان القوى الإرهابية والمليشيات المسلحة، ففي هذه الحالة استغل هؤلاء هذه الازدواجية وتفرد قوات الاحتلال بالقرارات والتحركات وعدم خوفهم من اتخاذ الاجراءات الرادعة والقوية والقانونية مما سهل تحركهم وانفلاتهم لا بل اختراقهم لبعض المؤسسات بسبب غياب الرقابة والمتابعة والملاحقات القانونية الرادعة .
نسأل بعد تصريحات رئيس الجمهورية واتفاق السيد المالكي مع بوش في عمان حول الأيدي المكتوفة وبعد الموافقة على إطلاقها هكذا فهمنا ........
ـــ هل ستحل مشكلة تحريك الجيش أو الشرطة جميعهم وليس الفوج الواحد عقدة الحكومة في معالجة القضايا التي تهم المواطنين بالسرعة الممكنة ؟ وهل سيعالج هذا التحريك بقرار عراقي قضية الانفلات الأمني وإيقاف المجازر البشرية والقضاء على عصابات القتل والخطف والاغتيالات الطائفية مهما كانت تبعيتها أو قيادتها؟