نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

 

 

 

 

السبت 4/2/ 2006

 

 

 

اسئلة مطروحة للنقاش بخصوص من المستفيد من توسيع نشرالرسوم

 

 مصطفى محمد غريب

كما توقعنا في مقالنا السابق حول الرسوم التي نشرتها جريدة يولاند بوسطن الدنماركية فقد راحت الموضوعة تنتشر كالنار في الهشيم وانتقلت الى دولاً اوربية عديدة واطلت علينا من شاشات التلفزة والفضائيات المتعددة المحلية والعالمية وراحت تناقش في عشرات المحطات الاذاعية وبدلاً من ان تركن وتزبل وتكون في خبر كان اصبحت فعل الساعة السياسية والدينية وطغت على اكثرية الحوادث والمشاكل التي يعاني العالم منها وبهذا انتصر الاتجاه الذي هدف وخطط من اجل نشر الرسوم المسيئة بحجة الدفاع والوقوف ضدها، انتصر في تحويل غضب الجماهير الشعبية للدفاع عن حقوقها ورصد ماتعانيه في مجالات عديدة من قهر وارهاب وجوع وبطالة وامراض فخرجت المظاهرات الجماهيرية وبدلاً من ان تصرخ بوجوه من اشعلوا هذا الحريق انظمت اليهم لتزداد المحرقة اتجاهاً وتوجهاً وتتوسع الاساءة الى ابعد حدود المعمورة ومثلما توقعنا فقد بدأت بعض المواقع في الانترنيت وبحجة الرأي والرأي الآخر تنشر الرسوم لا بل ترسل على العناوين في الانترنيت والحجة نفسها وتوسعت ظاهرة نشر الرسوم حيث اعادة مجموعة من الصحف والاعلام الاوربي نشرها لاظهار دعمها مع الصحيفة الدنماركية او بحجة تبيان رأيها في هذا الموضوع، ومنها صحيفتي لموند و فرانس سوار الفرنسية التي يملكها رجل الاعلام مصري الاصل فرنسي الجنسية حيث كانت تعاني من ضائقة مالية وقد اشارت الاخيرة في محض تعليقها " بأنه لا يحق لعقيدة دينية ان تفرض نفسها على مجتمع علماني.. ودي فيلت الالمانية نشرت احدى الصور المسيئة على صدر صفحتها الاولى وعلقت " كان بالامكان ان تؤخذ الاحتجاجات في العالم الاسلامي على محمل الجد اكثر لو انها لم يكن فيها شيء من النفاق ".. وصحيفة لاستامبا الايطالية وصحيفتي ايه. بي. سي والبريو ديكو الاسبانية .. وصحيفة بليك الشعبية السويسرية .. وصحيفة دي فولكسرانت و صحيفة دي تلغراف الشعبية الهولندية وصحيفة دينس الجيكية .. كما اعادت الفضائيتين العالميتين BBC و CNN نشرهما بتعليقات على الاحداث وكذلك العديد من التلفزيونات العالمية الاخرى والمحلية والاذاعات واستمرت النقاشات والحوارات الاعلامية على امتداد الاعلام العالمي واظهار المواقف " معَ او ضد" وكل فريق يدلو بدلوه.. واكبر مفاجأة كان نشر جريدة شيحان الاسبوعية الاردنية الرسوم مما ادى الى فصل رئيس التحرير جهاد المومني وفتح تحقيق وسحب اعداد الجريدة من السوق ثم تقديم اعتذار حول ذلك.. ومثلما قلنا وعلى الرغم من اعتذار الجريدة الدنماركية فالحبل على الجرار وكأن الذين يسعون لاستمرار نشر الرسوم وتعميق الازمة مخططين للوصول الى اهدافهم النهائية، ولقد صاحب هذه الضجة مظاهرات وتهديدات واحتلال بعض الهيئات الدبلماسية حيث تم اغلاق مكتب الاتحاد الاوربي في مدينة غزة كما طالبت منظمتين فلسطينيتين بضرورة اعتذار الدنمارك والنرويج وهددتا بقصف مكتب الاتحاد الاوربي وكافة المقرات الاوربية والكنائس في غزة.. لماذا الكنائس؟؟؟ واحتل 300 قسماً من السفارة الدنماركية في جاكارتا عاصمة اندونيسيا بينما حرض بشكل علني ومباشر مرة اخرى الامين العام لحزب الله حسن نصره الله قائلاً " لو قام مسلم ونفذ فتوى الامام الخميني بالمرتد سلمان رشدي لما تجرأ هؤلاء السفلة ان ينالوا من رسول الله في الدنمارك والنرويج وفرنسا "
من كان المستفيد من كل هذه الضجة ومن هو المستفيد من استمرارها ؟ الحكومات التي لم تدرس الموقف بل توجهت للتخلص من المشاكل التي تحيط بها؟.. القوى التي تريد اساساً الاساءة للنبي بتوسيع نشر الرسوم على اكبر قدر من المساحة الجغرافية والسكانية مثل قضية سليمان رشدي؟.. ام القوى الدينية السياسية بكلتيها المتطرفة السلفية والاصولية او تلك التي تدعي الاعتدال لكنها تسعى الى مكاسب سياسية على حساب الديمقراطية الحقيقية والجماهير الشعبية؟..
اسئلة مطروحة للنقاش وليس من الصعب الاجابة عليها وباعتقادنا ان الاطراف الثلاثة استغلت هذه الرسوم للحصول على كسب سياسي ولكن هذا الكسب سوف ينقلب على الساحر آجلاً ام عاجلاً والخاسر الاكبر هو الوعي الجماهيري الشعبي.. وشفيعنا القول ان حرية الصحافة يجب ان لا تكون اداة للسخرية واهانة المعتقدات الدينية واذا حصل هذا الشيء فهناك دلائل على ان ما وراء الاكمة قوى تريد ان تحصل على مكاسب ذاتية وضيقة لهدف اكبر.