| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الأحد 4 /2/ 2007

 

 

صحة فيدل كاسترو وعقدة الإدارة الأمريكية

 

مصطفى محمد غريب

عَبّرت الإدارة الأمريكية أكثر من مرة عن قلقها لعدم معرفتها بالوضع الصحي للزعيم الكوبي فيدل كاسترو.. هل هو مصاب بمرض مستعصي لا يمكن الشفاء منه مثل أمراضها المستعصية ؟ أم إنه في طريقه إلى الشفاء؟.
هذا القلق بمعنى أوضح ، قلقها من أن يسترد السيد كاسترو صحته ويقف على قدميه، وهي تريد أن تعرف هل سيموت الرجل قريباً أم انه سيبقى فترة زمنية ليعود إلى قمة السلطة في كوبا .. لقد أعلنت هذه الإدارة بواسطة وسائل إعلامها المختلفة أنها لم تستطع معرفة ما هي أوضاعه الصحية ؟ ولماذا هذه السرية المحاطة بها ؟.
في الحقيقة نحنُ نعرف معرفة أكيدة لماذا هذا القلق من قِبل الإدارة الأمريكية ، فهي تراهن بأن موت الرجل سوف يتزامن مع تغيير الحكم واستبداله بحكم قريب وتابع لها ، أو حلم يراودها بان كاستروا إذا مات فسوف تنقلب المعادلة في تحريك الوضع واستبداله كما يحلو لها ولو بعد فترة وهنا تكشف هذه الإدارة عن نيتها الشريرة بالتجاوز على إرادة الأكثرية من الشعب الكوبي وإعادته إلى حضن الرأسمالية الأمريكية كما كان في زمن الدكتاتور باتيستا لتعود العاصمة هافانا صالة للقمار والدعارة يقضي الأثرياء وأصحاب الجاه ورجال العصابات لياليهم الحمراء فيها وتعود البطالة والدعارة وتجارة المخدرات إلى كوبا بحجة حقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية المطلوبة من الحكومة الكوبية الحالية.
إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة فعلت كل ما بوسعها لاغتيال كاسترو بما فيها محاولة إسقاط النظام عن طريق إنزال الكوبيين الهاربين بما يسمى خليج الخنازير وغيرها من الطرق التآمرية ، ولم تبق وسيلة إلا ومارستها لأجل التخلص من الرجل وتحقيق حلمها على طريقة عصابات المافيا والانتقام لهزيمتها وإسقاط صنيعتها الدكتاتور باتيستا ، لكنها لم تصل إلى هدفها وبقى الرجل على راس السلطة حتى تنحى ذاتياً بعد مرضه ( بقاء الرجل فترة طويلة على راس السلطة هي من مسؤولية شعبه وحزبه بالرغم من أنني غير مقتنع أن يبقى أي حاكم على قمة السلطة حتى عجزه وشيخوخته تحت أية ذريعة ) ولكن هذه ليست مشكلتي ولا أريد مناقشتها، وعلى ما يبدو أنها مشكلة الإدارات الأمريكية المتعاقبة وإدارة دبليو بوش الراهنة وهي عقدة لم يستطع منظري الرأسمالية التخلص منها وأي طبيب نفسي يعالجها في شخوص الحكام المتعاقبين على قمة السلطة في الولايات المتحدة ،عقدة العداء المستفحل ضد أي شعب يحاول بناء بلده بطريقته الخاصة وبالاستقلالية من الهيمنة والاستعمار ، أما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فقد أصبح العالم ذو قطب واحد تفعل فيه الإدارات الأمريكية ما تشاء دون أي رادع حتى من قبل ما يسمى مجلس الأمن وهي من الغباء الشديد لا تفهم قوة الشعوب وجبهتها التي تستطيع ردعها وعدم تمكينها من تنفيذ مخططاتها بسهولة وكما تريد ولا تفهم التاريخ وحركته إلى الأمام .
كما أتصور إن اغتيال أو موت كاسترو أو إنهاء الحكم الشيوعي في كوبا لن يعالج أمراض الرأسمالية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص ولنا اكبر تجربة في انهيار الاتحاد السوفيتي والتغيرات الكبيرة في أوربا الشرقية.. فهل تغيرت سياسة الإدارات الأمريكية اتجاه القضايا العقدية التي كانت تصورها وكأنها نتاج تلك الدول ؟ وهل تخلصت من تناقضاتها الأساسية ؟ وهل انتهت من استغلالها لشغيلة اليد والفكر ونهب الشعوب ؟
كل هذه الأسئلة لها جواب واحد " كلا ثم كلا " لان أمراضها مستعصية انطلاقاً من جوهرها الاستغلالي والتناقضات الداخلية الأخرى منذ انتقالها من المزاحمة الحر ة إلى نزعة الإمبريالية الاستعمارية بشقيها العسكري والاقتصادي .. ولا يمكن التخلص من نزعتها العدوانية المعروفة بشن الحروب والهيمنة الاقتصادية إضافة إلى استغلالها للشغيلة في بلدانها إلا بالقضاء عليها وقيام نظام العدالة الاجتماعية الخالي من الاستغلال الطبقي.