| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الجمعة 4/7/ 2008



الاتهام بالتدخل هو تدخل في شؤون العراق

مصطفى محمد غريب

لا نريد الإطالة في قضية التطابق أو عدم التطابق ولسنا في معرض الدفاع عن المملكة الأردنية ومواقفها أو سياستها فيما يخص الإرهاب والقوى الإرهابية أو المواقف الأخرى وربما لدينا ملاحظات على تلك السياسة والبعض من المواقف وهي مسألة طبيعية فالخلاف في وجهات النظر قضية حضارية إذا ما جرى احترام الآخر حتى وان كان ذلك يخالفه ولا يتفق معه لكن كما يقال " قل الحق حتى على نفسك " ففي قضية تكاد تكون معروفة للداني والقاصي تحاول إيران أو بالاحرى حكام إيران تحويل الأنظار عن الدلائل المادية التي كُشِف عنها على امتداد سنين بالتدخل في الشأن الداخلي المباشر وغير المباشر بعد السقوط لان حكام إيران يقومون بمساندة ودعم البعض من القوى الإرهابية التكفيرية والمليشيات المسلحة وتقديم الدعم المادي والمعنوي والتدريب والتنسيق بين اطلاعات وجيش القدس التابع للحرس الثوري وهذه القرائن ليس هي اتهامات إعلامية فقط بل أثبتت من خلال وضع اليد على الكثير من الأسلحة الإيرانية المتطورة وعلى الوثائق والاعترافات التي أدليت بخصوص تدخل إيران في شؤون العراق وقد نجد الاتهام الموجه من قبل وزارة الخارجية الإيرانية التي استدعت السفير الأردني لدى طهران وعلى لسان رئيس الدائرة القانونية الذي ابلغ السفير الاحتجاج الشديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء توجهات الأردن المتحيزة للعناصر الإرهاب والذي نفاه السفير الأردني حيث أكد " أن الموقف الرسمي الذي تتبناه المملكة يقوم على عدم الاعتراف بالزمر الإرهابية وعدم تقديم دعم لها " لا شك أن التسلل من الحدود الخارجية ومن ضمنها المملكة الأردنية أو السعودية أو الكويت وغيرهما قضية معروفة وليست بالخافية على احد لكن ذلك يختلف مع المواقف الرسمية فكثير من دول العالم بما فيه دول تحصن حدودها بمختلف الوسائل الالكترونية لا تستطيع منع التسلل بشكل كامل ويبقى التسلل أمراً غاية في الصعوبة للقضاء عليه وفي هذا المضمار علينا التفريق ما بين التسلل كحالة والموقف الرسمي لتلك الدول لكن الغريب أو المثير في اتهام وزارة الخارجية الإيرانية أن الحكومة العراقية بقت ساكتة بدون أن تحتج لهذا التدخل وهي ولا مرة اتهمت فيها بشكل رسمي المملكة الأردنية بأنها حاضنة أو داعمة للزمر الإرهابية ، والاتهام الإيراني للأردن يدلل على مدى تدخل إيران في شؤون العراق الداخلية عندما تطلب من دولة أخرى استفسارات تخص بلداً آخر وكأنها مسؤولة عنه وعن حكومته وهي تؤكد أيضاً على ما أشار له رفسنجاني قبل أيام " نحن لسنا بحاجة إلى التدخل لأننا أوصلنا أصدقائنا إلى الحكم " هكذا وبكل وضوح وصراحة علنية فان الحكام الإيرانيين يتدخلون في كل شاردة وواردة ويعتبرون ذلك حقاً من حقوقهم لان الأصدقاء المقربين يسمحون لهم بهذا التدخل فقبل فترة احتجت أو استنكرت السفارة الإيرانية على ما كتب عنهم في أحدى الجرائد البغدادية وأشاروا إلى تدخل السفارة الإيرانية في شؤون الإعلام العراقي وتهديدها بمقاضاة الصحيفة لأنها كتبت حول التدخل الإيراني وقضايا السلاح والمليشيات وغيرها ومما له دلالته زيارة منوشهر تسليمي المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإيرانية لمقر نقابة الصحفيين العراقيين ولقائه ببعض أعضاء مجلس النقابة وعلى الرغم من توضيح نقابة الصحفيين والحديث الباهت عن حرية استقلالية ومهنية النقابة فان ذلك لم ينطل على احد لان مثل هكذا زيارات تخص الدبلوماسيين والعمل الدبلوماسي ويجب إن تمر عبر قنوات دبلوماسية أولاً أو مباحثات حكومية أو قنوات ثقافية وصحفية مستقلة ونحن نشك باستقلالية المؤسسات الثقافية والصحفية في إيران ونعتبرها تابعة للسلطة الإيرانية وقد اعتبرت الزيارة بمثابة تدخل في شؤون الإعلام العراقي وضغطاً على النقابة لمواجهة الموجة الصحفية الكبيرة في الكشف عن تدخلات إيران في شؤون العراق الداخلية وليس كما أشير في التوضيح رغبة السفارة بتوثيق العلاقات الإعلامية والصحفية الإيرانية لأن مثل هكذا توثيق يجري عبر طرق أخرى معروفة أشارنا لها ، ونجد في الجانب الآخر اتهام المملكة الأردنية عبارة عن تغطية للدور الإيراني بالتدخل والمتزايد والذي كشف عنه في مناسبات وأحداث كثيرة ووفق وقائع مادية ليس فقط من طرف جيش الاحتلال ونحن لا نستشهد فيه بل من قبل مسؤولين في حكومة المالكي وكذلك قوى من خارج السلطة السياسية وقوى أخرى محايدة ومستقلة لا يمكن الطعن في نزاهتها وإخلاصها والاتهام الآنف الذكر تجلى بعد زيارة المالكي للأردن والتفاهم على جملة من القضايا والعمل على حل البعض منها بما فيها قضية مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين وعلى أساس التعاون المشترك قدمت الحكومة العراقية أسعار تفضيلية للبرميل النفطي العراقي وهي جزء من عملية تعاونية بين الحكومتين ولا شك أن ذلك يغيض الجانب الإيراني الذي يرى الانفتاح على الدول العربية والصديقة يضعف الهيمنة الإيرانية أو يوحد القوى الوطنية المخلصة لاتخاذ قرارات مستقلة تخص الشأن العراقي دون تأثيرات خارجية إقليمية أو دولية فهم يريدون عراقاً منعزلاً عن محيطه ضعيفاً لا يستطيع الوقوف على قدمية وبحجة وجود القوات الأجنبية وبدلاً من مساعدته ودعمه للتخلص منها ومن الزمر الإرهابية والمليشيات المسلحة ومن اجل أن يحتل مكانه الطبيعي بين الدول قوياً معافياً خلق مزيداً من الاضطراب الأمني والعنف الطائفي وتعميق أزمته الاقتصادية والمعيشية مما يسهل بقاء تلك القوات والزمر الإرهابية والمليشيات التابعة وإيجاد الحجج والأساليب لاستمرار التدخل في شؤونه ألداخليه وجعله تابعاً ذليلاً لهم ولغيرهم من القوى المعادية المتربصة للتوجهات الديمقراطية وبناء عراق ديمقراطي تعددي مستقل.



 


 

free web counter