| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الجمعة 4/6/ 2010



القصف الإيراني للقرى العراقية جريمة يجب إيقافها

مصطفى محمد غريب

دأبت الجارة إيران التي تدعي أنها مسلمة وصديقة وتقف إلى جانب العراق وشعبه لتجاوز محنته ما بعد السقوط إلى إظهار عضلاتها بين آونة وأخرى بقصف القرى العراقية الحدودية بحجة تواجد مقاتلين كرد إيرانيين من حركة (PJAK ) على الحدود المشتركة بين البلدين وبخاصة إقليم كردستان العراق وهي حجة لتبرير تدخلها وضغطها على :
أولاً : لخلق حالة من عدم الاستقرار .
ثانياً : ضغوطها على الحكومة المركزية وتدخلها في الشأن الداخلي .
ثالثاً : خلق حالة من عدم الثقة ما بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية .
ورابعاً : لخلق أمر واقع لكي تنفذ شروطها..
حكام إيران ماضون في غيهم على كل ما هو تقدمي وديمقراطي داخلياً والتدخل في شؤون دول المنطقة خارجياً ، ولدينا مؤشرات ودلائل على النهج الذي يتمسك به حكام إيران وهو نهج معادي غير سليم تجاه الشعب العراقي وينصب في تأجيج روح العداء بطرق عديدة منها الاحتقان الطائفي والتجاوز على مياه وأراضي العراق واحتلال آبار نفطية وإطلاق تصريحات حول طلب تعويضات الحرب العراقية الإيرانية بحجة شن الحرب من قبل النظام البعثصدامي لكنهم يتناسون أنهم لم يوافقوا على وقف إطلاق النار الذي طالب به مجلس الأمن بل قاموا باحتلال أراضي عراقية بعدما انسحب الجيش العراقي، هذا النهج الغريب في العلاقات الدولية بدأ يتصاعد على الرغم من مظاهر التودد وفتح السفارة والقنصليات والتبادل التجاري الذي تجاوز الاستيراد من إيران حوالي ( 6 ) مليار دولار.
إن قصف المدفعية الإيرانية المستمر ونتائجه المدمرة على حياة الفلاحين الكرد العراقيين وتهجيرهم من قراهم وإتلاف بساتينهم ومزارعهم مثلما حدث مؤخراً يوم الأحد المصادف (30 /5 ) لقرى تابعة لمحافظة اربيل حيث أسفر القصف عن استشهاد فتاة اسمها ( به سوز جبار أغا / 14 عاماً واثنين من الجرحى احداهما امرأة من أهالي قرية ويزي التابعة لقضاء جومان) وترك المواطنون قريتهم خوفاً على حياتهم ثم تجدد القصف صباح يوم الاثنين ( 31/5 ) حيث راحت المدفعية الإيرانية ترسل حممها ونيرانها على ناحية سيدكان بقضاء سوران محافظة اربيل وطالت قرى خنيرة وسيروان وقله رتش مما اجبر القصف إلى تهجير البعض من العوائل الكردية من قراهم الحدودية بين الإقليم وإيران كما ترك المواطنون القرى الحدودية الواقعة في محافظة السليمانية حيث هجرت أكثر من
(50) من الأطفال والنساء والشيوخ وأدى القصف إلى جرح مواطنة كردية جراء القصف لقرى في قضاء قلعة دزه .
وأشار مدير ناحية سنكر إن " سكان قرى ورتي، قلاتوكان، بوبكرة، شاروش، بولي، استيروكان، التابعة لقضاء قلعة دزة وقرى أخرى تركوا منازلهم بسبب القصف المدفعي الإيراني خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية" فضلاً عن الأضرار التي لحقت بمشاريع المياه ومزارع الفلاحين كما وسبق أن اعتقل ضابط في قوات حرس الحدود.
إن التجاوزات الإيرانية التي لا تختلف عن تجاوزات الجيش التركي الذي يقوم هو الآخر بعمليات قصف مدفعي وبواسطة الطيارات الحربية دليل لا يقبل تكذيبه إذا ما قورن مع مجمل النهج الإيراني العدواني الذي يواصل تجاوزاته وتدخله في الشأن العراقي ولو راجعنا هذه التدخلات لوجدناها متنوعة لا تخص قصف القرى الحدودية التي هي ضمن أراضي الإقليم فحسب بل في العديد من المجالات وبأشكال متعددة ولسنا هنا بصدد ذكرها بالتفصيل لأنها أصبحت معروفة وتكرارها أصبح مملاً بسبب الإهمال المتعمد وغير المسؤول من قبل الحكومة المركزية والبعض من المسؤولين في الكتل السياسية التي تمتلك علاقات متميزة مع حكام إيران وقد يكون ايجابياً مطالبة حكومة الإقليم رسمياً حكام إيران وتركيا بوقف قصف القرى والمناطق الحدودية داخل أراضي الإقليم بعدما تمادت الدولتين في اصرارهما على المضي في إلحاق الدمار والتهجير بالمواطنين وما خلفه القصف من أضرار مادية بالبيوت والمزروعات، ومع هذا المؤشر الايجابي نرى من الضروري توسيع حملة المطالبة بتدخل الحكومة المركزية وتقديم المذكرات والمطالبة بتعويض المتضررين واستدعاء سفراء البلدين لشرح موقفيهما من الاعتداءات وقصف القرى .
أن القصف اليومي الإيراني المستمر حتى يوم الخميس المصادف 3/6/ 2010 ويبدو أنه لن يتوقف والتوغل العسكري يدل على أن إيران ماضية في مخططاتها وعدوانيتها الموجهة للكرد العراقيين وقراهم بحجة المعارضة الإيرانية المسلحة وهذا الاعتداء مرفوض من قبل القوانين الدولية ومواثيقها التي تؤكد على عدم الاعتداء واستخدام القوة العسكرية وحل الخلافات بالطرق السلمية.
إلى متى سيبقى قصف القرى وتشريد الكرد الفلاحين ؟ لو كان الأمر معكوساً فما هو موقف حكام إيران؟ هل يسكت حكامها كما هم المسؤولين في العراق وبخاصة الحكومة؟ ثم هل هذا السكوت من جانب الحكومة المركزية له خلفيات لا يمكن تجاوزها حتى لو كان ذلك على حساب أرواح المواطنين والاعتداء على السيادة الوطنية؟






 




 





 

free web counter