| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 3/1/ 2010



من ينحت المجد في التاريخ الذي تصنعه الجماهير؟

مصطفى محمد غريب

كنت متهيئا للكتابة عن موضوعة كتبها الكاتب العراقي رضا الظاهر تحت عنوان " ننحت في الحجر .. هذا هو مجدنا!" إلا أن الأستاذ الدكتور كاظم حبيب سبقني في الكتابة مما جعلني أقف متردداً كي لا أعيد ما توصل إليه من أفكار وتقييمات وتوضيحات ومواقف صحيحة كما كانت ملاحظات الأستاذ جاسم الحلوائي البسيطة ومقالته الأخيرة حول احترام الرأي الآخر قد أوفت بالغرض لكن هناك أمر آخر أريد توضيحه وهو أن البعض من المخلصين تتغلب عليهم العاطفة ليكونوا أما رومانسيين أكثر من اللزوم أو متشائمين حتى الهزيمة وبهذا يضرون أكثر مما ينفعون والا كيف يفسر أن الشيوعيين العراقيون وبعمر السنين الطويلة نحتوا مجدهم ومجد الحركة الوطنية في الحجر أيكون هذا مجداً لهم وأين مقولة أن الإنسان هو الذي يصنع التاريخ كفرد وكمجموعات " نحن الأقلية، ننحت في حجر .. هذا هو مجدنا، وهل من مجدٍ أعظم !؟ " أليس العنوان والقول الموما إليه يتعارض مع ديناميكية الحركة ويؤسس الجمود وكأنه مجد؟ وأي مجد هذا يتعارض مع القيم النضالية التي مورست بشتى أنواع النضال مجداً نحت بالتاريخ البشري كمآثر تهتدي بها كل القوى التقدمية التي تسعي للتغيير من عالم الاستغلال والاستعباد إلى عالم تسوده العدالة الاجتماعية والسلام والأمان؟ لم يكن نضال القوى التقدمية وفي مقدمتها الشيوعيين العراقيين مجرد نحت على حجر الصوان ليكون " مجداً أعظم " لكي يعلنوا تحدياتهم في الانتخابات القادمة كأنها نهاية الطريق أو نهاية النضال من اجل التغيير وعلى الرغم من التراجع الواضح عن الديمقراطية في تعديلات قانون الانتخابات وتحديد مسارات العملية الانتخابية لصالح القوى المهيمنة على السلطة عن طريق المحاصصة وشراء الذمم والخروقات والتزويرات السابقة فان الشيوعيين وسائر القوى الوطنية والديمقراطية مدعوة فعلاً لقبول التحدي لكي تثبت أن العراق مازال يزخر بالطاقات التقدمية وان المستقبل مهما حاول البعض من إيقاف عجلة التطور وتعطيل المشروع الديمقراطي والعودة للحكم المركزي الفردي لن يكون إلا للقوى الوطنية الخيرة ولأكثرية الشعب لبناء عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي مستقل وهو طريق صعب المسالك ولن يكون سهلاً مثلما يتصوره البعض فهو طريق يحتاج إلى التصميم والإرادة والعمل الدؤوب بين الجماهير والدفاع عن مصالحهم ومطالبهم المشروعة، طريق يفتح سماء واسعة لصراع الآراء من اجل الأحسن والأسلم وهو ما يعطل مفهوم الأغلبية والأقلية وهذا ما أكده الكاتب رضا الظاهر وأنا معه في هذه الفكرة فالزمن غير الزمن والمكان تغيرت معالمه ليصبح مكاناً حقيقياً لإثبات مدى صحة الوعود وتنفيذها وقد تنقلب الأمور وتصبح تلك الأغلبية إذا استمرت على الطريق المعوج تاركة ورائها الوعود وتنفيذها إلى أقلية وهذا ما أخبرتنا به السنين القليلة الماضية بعد سقوط النظام وكيف بدأت الاعتراضات الجماهيرية والاختلافات على تقاسم الكعكة بين القوى التي تسعى للاستحواذ على كل شيء وإلغاء الآخر ويبقى النضال التقدمي الوطني الديمقراطي الذي ينحت في الوعي الاجتماعي ويرسم معالم المستقبل ويُسطر المآثر البطولية لينحت في تاريخ العراق مثلما كان سابقاً مجداً من صنع القوى التقدمية وفي مقدمتها الشيوعيين العراقيين وبهذا تحق المقولة التي تؤكد " أن الجماهير هي الصانع الحقيقي للتاريخ " أليس رائعاً وجميلاً وتفاؤلياً وموجهاً وتعبوياً عندما تقرأ من افتتاحية طريق الشعب " فإلى العمل، إلى التغيير، إلى تعزيز الديمقراطية، نهجاً وممارسة، وحث الخطى للتقدم على طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية الحديثة، كاملة السيادة والاستقلال، دولة القانون والمؤسسات" هل يعني كل ذلك شيء مبهم أم انه النحت في ضمير الحقيقة التي يسجلها التاريخ كتراث نضالي تذكره الأجيال بعد سنين قصيرة أو طويلة.. أيها السادة التاريخ الذي من صنع البشر لا يرحم أليس كذلك؟ ولكم عبرة في كل من عادي القوى التقدمية والوطنية والديمقراطية ولهذا تكون الدعوة الصادقة والعمل الدؤوب من اجل التصويت مع قائمة اتحاد الشعب باعتبارها قائمة الوطنين الديمقراطيين العراقيين وقائمة التحدي للخلاص من المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة ولتعزيز الديمقراطية والتعددية والاستقلال التام والناجز.

 

 

free web counter