| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الخميس 3/9/ 2009



هل أصاب أم أخطأ التقدير الأستاذ كريم احمد ؟

مصطفى محمد غريب

في البداية كنت لا ارغب الرد السريع بقدر البحث عن الحقيقة التي انتظرتها فترة زمنية لكي تتجلى بشكلها الصحيح فيما يخص تصريحات الأستاذ كريم احمد لجريدة هاولاتي ولكن دون جدوى وبهذا الخصوص لست في معرض الدفاع عن الحزب الشيوعي الكردستاني أو قيادته بقدر العودة للحكمة في الرأي" قل الحقيقة ولو على نفسك" والتأني في القول وربط الحاضر بالماضي كي تكون الصورة مكتملة وواضحة وان لم يفعل ذلك يسقط في احتمال الرأي الشخصي وبخاصة إذا كانت هناك احتمالات أخرى بجانب ما قيل أو نقل عن الأستاذ كريم احمد المعروف بتاريخه النضالي الطويل وتضحياته في قيادة الحزب الشيوعي العراقي وتبؤه مناصب حزبية بما فيها السكرتير في حقبة زمنية أبان الحكم الملكي ثم بالتالي وبعد تأسيس الحزب الشيوعي الكردستاني حيث أصبح سكرتير اللجنة المركزية بعد الأستاذ عمر الشيخ ( أبو فاروق ) من هنا أرى أن الرجل "وهذا شعور شخصي تكوّن في البداية وتلاشى في النهاية " ربما قد ترجمت مقابلته من الكردية إلى العربية بشيء من عدم الدقة أو عدم الدراية أي ضعف الترجمة ومطلوب منه أما التصحيح أو التثبيت لكن مع ذلك فان المنقول يشكل قبل كل شيء إذا كان حقيقة هو أولاً: إدانة للأستاذ كريم احمد باعتباره لم يستطيع ومنذ البداية الخروج من مأزق تأثير السلطة في كردستان على الحزب فهو قاد الحزب سنين طويلة وفي عهده بقى الحزب كما يقول هو وليس " الناس " في إحدى إجاباته لهاولاتي "نعم الكثير من الناس يقول بأن الحزب الشيوعي الكردستاني سلم نفسه للبارتي" ، فهل أصبح هذا الحزب بين ليلة وضحاها تابعاً للحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي )؟ أما إن هذه التبعية التي اتسم بها وسلم نفسه لها امتلكها بعد تأسيسه بفترة قصيرة؟ ولماذا لم يحرك ساكناً الأستاذ كريم احمد عندما شغل فترة غير قليلة عضوية المكتب السياسي ثم سكرتيراً للجنة المركزية؟ هذه الأسئلة تدور في مخيلتي وربما مخيلة الكثيرين وهي تحتاج إلى إجابات واضحة من قبل الأستاذ كريم احمد لكي نعرف الحقيقة.. لا اعرف بالضبط قضية " أن عدم إعادة الحزب الشيوعي النظر بنفسه سيدفع الغير راضين إلى تأسيس حزب شيوعي آخر " وهذا التصريح يتناقض مع مواقف الأستاذ كريم السابقة في قضية وحدة الحزب وضرورة التغيير من الداخل مع العلم والجميع يعرف أن هناك أحزاب تدعي الشيوعية موجودة في الإقليم والعراق تقول أنها لم تسلم نفسها لا إلى البارتي أو الاتحاد الوطني أو لحكومة الإقليم، فهل يرى في إضافة حزب شيوعي جديد حلاً للمشكلة؟ إلا يرى أنها دعوة لتفرقة الصف بدلاً من المعالجة النظرية والتطبيقية لحل الإشكالات وإيجاد آليات للتجديد والتخلص من الركود والتوجه للجماهير وعدم الابتعاد عنها والتخلص من الافندية على حد زعمه؟ ثم من هؤلاء " الغير راضين" إذا كانوا هم الأكثرية وبخاصة أن الأستاذ كريم احمد وما ذكره عن الأستاذ عزيز محمد وعلى ما اعتقد أنهما مازالا عضوين فيه ويستطيعان أن يلعبا دوراً ايجابياً في التأثير للتخلص من الأخطاء التي يعتبرها حسب قوله من قبل قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني بينما في الوقت نفسه وبعد هذه التصريحات في وسائل إعلامية يقول " إذا أعادت قيادة الحزب الشيوعي النظر في أخطاءها فإن الأمر لا يتطلب تغييرها، وهذه مسألة داخلية وعليهم هم اتخاذ القرار بشأنها" ألا يرى أن تصريحاته وبهذا الشكل والحدية والعلنية تدخلاً في مسألة داخلية إذا تبرأ من الحزب والأخطاء؟ ولماذ لا يطلب عقد مؤتمراً استثنائياً ؟ أليس الطريق الصحيح في التغيير يكون من الداخل وهناك إمكانيات لعقد كونفرس عام أو مؤتمر استثنائي إذا شكلوا هم الأكثرية أو حسبما ينص النظام الداخلي للحزب..قضية أخرى اخطر من كل ما قاله حول " مسؤلوا الحزب الشيوعي ( لا اعرف من يعني الكردستاني أم العراقي؟) أصبحوا كالآخرين فاسدين وصاروا أفندية ومصابون بالكسل" فعل يعني أنهم أصبحوا مثل البعض في الإقليم أو أحزاب الإسلام السياسي التي تقود السلطة في الوقت الراهن؟ وبقية الفاسدين المجرمين الذين سرقوا ومازالوا يسرقون قوت الشعب العراقي وهم معروفين بالأسماء وبالأحزاب!، لقد اثبت ليس سير التاريخ لحوالي 68 عاماً فحسب بل السنوات العجاف السبعة بعد الاحتلال وسقوط البعثصدامي أن الشيوعيين العراقيين يصطفون مع جميع الشرفاء الوطنيين العراقيين الذين لم تدنس أياديهم بالمال الحرام والتجاوز على المال العام ويُشهد لهم بالعفة والتضحية والاعتماد على الذات ولم يكونوا يوما ما إلا وطنيين مخلصين يهمهم في المقدمة مصلحة الشعب العراقي، فهل للأستاذ كريم أحمد رأى آخر قد استجد في الوقت الراهن؟ وماذا يعني بمرض الفساد الذي أصابهم وأصابه حسب تصريح " نحن جميعاً " والحزب الشيوعي" أصابنا مرض الفساد" هذا التعميم يفقد النقد المبدئي أصوله وفائدته لأن العموميات لن تخدم التوجه للإصلاح بل تزيد تفاقم المشكلة بدلاً من حلها، قد يكون ما قاله الأستاذ كريم احمد حول الانعزال عن الجماهير وانحسارها عنه البعض من الصحة ولكن أليس هو بالمرض القديم وليس وليد اللحظة الراهنة؟ وقد قيل عنه الكثير من قبل كوادر وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي الكردستاني منذ زمن توليه مركز السكرتير،ومن كان يتابع الوضع الجماهيري للحزب منذ 1991 يستغرب هذا الانحسار حيث كانت عشرات الآلاف يلتفون حوله وحول مقراته لكن وبمرور السنين وحسب تصريحات كوادره وأعضائه بدأت هذه الجماهير تنحسر عنه لأسباب كثيرة ذكرها الأستاذ كريم احمد، ونرى أن الانحسار وعدم الثقة من قبل الجماهير ليست وليدة هذه الأيام بل تلازمت خلال فترات غير قليلة وأثناء قيادته أيضاً ووضع اللوم كل اللوم على عاتق القيادة الجديدة وأكثرهم كانوا أعضاء في اللجنة المركزية والمكتب السياسي هروباً من الحقيقة التي كان من الضروري أن يذكرها، وهل من الصواب عندما ذكر" الكثير من أعضاءه لم يعطوا أصواتهم للحزب الشيوعي الكردستاني" إلا يرى أن ذلك جزء من الانهزامية والتخندق فقط في الرأي السلبي الذي لا يساهم في التجديد والتطوير؟ ثم هل الحزب باعتباره ممثل الشغيلة حسب النظام الداخلي ملكاً للقيادة كي يقوم الأعضاء بعدم التصويت له؟ أليس هذا يدل على أن الوعي النظري ليس بالمتوازن مع المهمات التي تواجه الحزب وفي مقدمتها التغيير والتجديد ورسم سياسة واضحة والتوجه للجماهير والعمل على إعادة الثقة ما بينها وبين الحزب مع زيادة ورص وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية، أحر الكلام من القلب أن الأستاذ كريم احمد اخطأ في التشخيص عندما حدد النتائج والأشخاص في إطار زمني محدد ومقطوع عن جذوره ورسم له صوره ببراويز محدد بدون أبواب ولا شبابيك، وكان من الصواب أن يربط قوله بالتاريخ والأسباب مجتمعة وان لا ينأى ويعزل نفسه عن النتائج التي بدأ يحصدها الحزب الشيوعي الكردستاني على حد ما قاله من انتقادات وأتمنى أن تكون ملاحظاته وانتقاداته باتجاه البناء والتعديل وفي سبيل التجديد والعودة إلى العمل النضالي الايجابي المفيد وفي الوقت نفسه أن يستفيد الحزب الشيوعي الكردستاني من الملاحظات الايجابية ومن التجارب النضالية التي خاضها وبالأخص تشخيص النواقص والعلّل التي تبعد الحزب عن الجماهير والجماهير عن الحزب والتشخيص وحده لا يعالج هذا المرض بل إيجاد العلاج وآليات استعماله للتخلص الضعف وصولاً للعافية المرجوة.

 


 

free web counter