| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 31/8/ 2008



مصطفى محمد غريب
الذين غنوا والذين طبلوا لاغتيال كامل شياع هم عرّة القوم

عرف العراقيون الاغتيال بشكل منظم وواسع بعد ثورة 14 تموز 1958 وقد مارسه على ارض الواقع حزب البعث العراقي والحركة القومية حيث بدأت بشكل حاد وسافر بمحاولة الاغتيال ضد المرحوم عبد الكريم قاسم وتلك الاغتيالات لشهداء الموصل وغيرهم ويعد ذلك التطرف ألعنفي قمة الكراهية والحقد تجاه مخالفيهم في الرأي والفكر وهم كانوا أكثر من النازي غوبلز لا يضعون أيديهم على مسدسهم عندما يسمعون كلمة مثقف فحسب بل عندما يرون أن أي شخص لا يتفق معهم في الفكرة والرؤيا، وازدهرت هذه الثقافة اللعينة بعد احتلال العراق ليس بالضد من المحتلين بل ضد المواطنين والعلماء والمثقفين والقوى الوطنية والشخصيات الوطنية النظيفة التي تساهم بشكل مباشر من اجل بناء حركة ثقافية تقدمية جديدة في العراق وتسعى لإيجاد السبل الصحيحة لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها ولإخراج المحتل من البلاد، وقد كانت ومازالت هذه الاغتيالات ذات أهداف إجرامية وان قيل عنها أسباب سياسية، وعرف التاريخ الاغتيال السياسي باعتباره ممارسة خاطئة ولا تثمر وهي كعمل يحمل فكرة الخلاص من الآخر صاحب الفكرة والرأي المخالف، وللاختصار أكثر فان هذا العمل الإجرامي أدين من قبل جميع الناس ما عدا المجرمين الساديين والكتبة والمثقفين السفلة الذين يتغنون بالقتل كثقافة فاشية وعنصرية على الرغم من أن بعضهم يدّعي الديمقراطية والاشتراكية وحتى الشيوعية، هؤلاء السفلة بما يمتلكون من عاهات نفسية تغنوا باغتيال الشهيد كامل شياع على طريقتين فمنهم من قام فكره بقيء من المتعفن اللإانساني وفاسق الكلام وعواهره واتهموا كامل شياع المثقف الذي دافع عن بلده بمشاركته في بناء ثقافة جديدة وعن تراثه الممتد إلى آلاف السنين بالخيانة والعمالة للأجنبي وهؤلاء أحفاد النظام السابق وان تلبسوا بوجوه جديدة قد تكون واجهات دينية إرهابية أو طائفية مقيتة واعتبروا اغتياله مأثرة نضالية لمقاومة المحتلين لا بل أعلنوا بكل صفاقة وعهر التخلص من خائن وعميل جديد مرحبين بالقتلة المقاومين!! الذين اسكتوا مثقفاً شريفاً نقيا مخلصاً كان هدفه الأساسي خدمة العراق الذي قَدَم إليه بكل طواعية ونكران ذات وعمل بشهادة حتى الذين يختلفون معه في الفكر بكل تفاني وإخلاص وإلا لكان بقى في منفاه مثلهم وعاش على المساعدات الاجتماعية أو أي عمل يدر عليه مالاً ويبقى ينظر حسب الطريقة المتبعة لهؤلاء، أما القسم الثاني الذي حشر في مقالاتهم الرثاء ولكن بطريقة الشفقة واتهام صريح بالذنب لأنه عاد مع الخونة والعملاء واللصوص وعمل في جريدة ليس لها صدى هذه الجريدة ومثيلاتها ساهمت حتى في تكوين شخصياتهم الثقافية وإنتاجهم لعقود طويلة أما قضية كتابات لا معنى لها ولأناس لا معنى لهم فذلك قمة إنكار الجميل فالناس هؤلاء هم الذين كتب لهم عظماء الفلاسفة والعلماء الذين حرروا العقل من ترهات الظلامية والتخلف والجهل لكن في هذا الزمن الرديء تخلى البعض عن الوفاء وقيل إذا كان المرء يتخلى عن وفائه يتخلى عن أكثرية القيم الأخلاقية لأن الوفاء هو الحاضنة لكثير من مقولات الشرف والشيمة والشجاعة والتفاني والإخلاص، أناس لا قيمة لهم هكذا وبجرة قلم يدل عن تشفي بعذاب ودماء الآخرين ولكن بطريقة الرثاء المدنس بالخديعة والمراوغة، فما الفرق بين جلاد يعذب ضحيته حتى الموت وقاتل لا يملك لا خلقاً ولا أخلاقاً وبين مثقف يتسلى أو يتشفى بالقتل واغتيال المفكرين الانقياء برثاء النصيحة ، هذا الحقد والكراهية لأن كامل شياع عاد إلى العراق ولم يُخُدع من أحد بل هو المناضل الشريف الذي حمل رسالته الثقافية والسياسية بكل إرادة وقناعة وهو ذو فكر وإرادة ورؤيا سياسية وثقافية لا يمكن أن يمتلكها من غنى باغتياله ومن صفق لها مبدياً حرصه عليه وهو خداع كسقط المتاع، فهؤلاء لا يقلون نذالة عن أولئك الذين استعملوا سوقيات غير أخلاقية وهم يعيبون أي مثقف أو مناضل يعود إلى بلاده ليساهم في إنقاذها من المصير الأكثر سوء مما هي عليه الآن، هؤلاء، لا يختلفون عن الثعالب أيام المطر والرعد عندما تختبئ في جحورها لتأمن الخروج للاصطياد بعد انقطاع المطر وتوقف الرعد وبزوغ الشمس لكن ذلك لن ينطلي على احد فالثعلب كالانتهازي العديم الوفاء والانتهازي ذو أخلاق ثعلبية لكن الفرق أن الثعلب يقاتل وفق قانون الغابة أما الانتهازي فهو يعيش كل مرحلة بثوب ولون وسرعان ما تنكشف عورته مثل ثياب الملك.
من يريد أخراج الجيوش الأجنبية لا يمكن أن يقوم باغتيال عالم وأكاديمي ومثقف أو أي مواطن شريف له الأسبقية في الرأي بخصوص الاحتلال والدكتاتورية وبخصوص الاضطهاد والإرهاب والطائفية، فطريق خروج الجيوش وقيام العراق المستقل الديمقراطي ألتعددي هو الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والقومية الضيقة وتعبأة الشعب ليتحمل مسؤولية إنقاذ الوطن.
لقد اغتال المجرمون الأنذال خفافيش الضلال والظلامية والتخلف كامل شياع المثقف الوطني وغنى لاغتياله جهراً السفلة وطبل له البعض من عرّة القوم بشكل مبطن على شكل رثاء النصيحة، لكن فكر واصالة هذا المثقف سيبقيان ينوران الطريق الصعب والطويل وسيبقى كامل شياع الذي حزنت قلوب الملايين من أجله مثل جميع رفاق دربه وهم بالآلاف في عقول الأكثرية من الخيرين والوطنيين العراقيين وغير العراقيين.

 

free web counter