| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأثنين 31/3/ 2008



حزب شيوعي عراقي طائفي بعد 74 عام

مصطفى محمد غريب

بمناسبة الذكرى ألـ 74 على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي نشذ عن الباقين ونكتب غير ما كتبوا أو يكتبون كما أننا لن نخوض في تاريخ ونضال هذا الحزب والشيوعيين العراقيين عموماً فقد سبقنا العشرات من المثقفين شيوعيين وديمقراطيين ووطنيين مستقلين وأفاضوا بما سجلوه أو كتبوا عنه فعذراً منهم ومن القراء..

المثل الدارج يقول إذا كنت لا تستحي فافعل ما تشاء والمقصود ليس المخاطب في " إذا كنت " لكن للدلالة والمعرفة فالذي لا يستحي أو لا يخجل يستطيع أن يفعل الموبقات كلها حتى الأشياء المنافية للآداب العامة والخاصة فهو يكذب ويلفق ويشوه ويقلب الأمور على رأسها ويرتدي ثوب السلطان خادماً وينزعه عند الحاجة ووفق مصلحته ليكون سيداً وهو يبث السموم ويصدق نفسه بسبب مرضه النفسي انه على صواب والأكثرية على خطأ وهذا المرض يصيب البعض من الرؤساء والزعماء فيصدق انه زعيم وخالد وباقي مدى الدهر وانه العجيب المميز بالأداء والقدرة المطلقة الذي لا يضاهيه أحد وعندما تحاججه أو تفند أرائه وتطالبه بالموضوعية يصرخ محتجاً بأنك ضد الرأي الآخر و حرية الرأي ولا تحترم حقوق الإنسان لأنك ناقشته وحاورته بشكل مستقيم لكنه لا يحترم رأي الآخرين وأفكارهم وحقوقهم المشروعة في حرية الرأي وحقوق الإنسان، أما الذي يستحي فباختصار شديد لا يكذب ولا أزيد..

هذه الأيام صدرت بدعتين من الرهط الأول..

الأولى : بعدما أعلن من قبل بعض القياديين في الحزب الشيوعي موقف الحزب الرافض من انفراد القائمة العراقية باتخاذ القرارات وإنهم غير ملزمين بتنفيذها مثلما كان الخروج من الوزارة ومواقف أخرى ثم عدم الالتزام بالتحالف الانتخابي وبعبارة أوضح النية للخروج من القائمة بعدما خرق الآخرون بنود الاتفاق على البرنامج الانتخابي وبدون اخذ رأي الحزب الشيوعي فإذا بهم يطلقونها بفرح، علاوي يطرد الحزب الشيوعي من القائمة العراقية وكأن علاوي الذي سبوه وشتموه وقالوا عنه عميل للأمريكان واتهموا الحزب على التحالف الانتخابي بالعميل أيضاً يستطيع أن يفرض أفكاره وسياسته على سياسة الحزب الشيوعي وعلى مزاجه فيدخله القائمة ويطردها منها ، لو أطلقها شخص بسيط ليس له إطلاع واسع وعدم معرفة بالوقائع لكان الأمر عادياً لكن أن يطلقها الكذاب والمنافق الملفق فذلك يجعلنا واثقين بان سياسة هذا الحزب على درجة كبيرة من الصواب.. ولكن كما يبدو أنها مجرد لخداع وعي الملتقين الأبرياء والعبث بمشاعرهم وعدم احترامها وهو كما يقال من لا يحترم نفسه لن يحترم مشاعر الآخرين.. وكفى

أما البدعة الثانية : التي تموت من الضحك فان الحزب الشيوعي العراقي أصبح طائفياً ولهذا طرد من القائمة العراقية.. يقول المثل " حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له " لكن على الطريقة الغوبلزية " اكذب واكذب حتى يصدقك الآخرين " إلا أن القضية أو جوهرها أن الذي أطلق هاتين البدعتين يعيش هلوسة تصديق ما يقوله حتى لو قال أن الأرض لا تدور وهي واقفة على قرن ثور وان الشمس واقفة مثلها في مكانها وأن جبال الهملايا في صحراء الشام.

لا ندري ماذا نقول فطوال سنينه ألـ 74 يتهم الحزب الشيوعي والشيوعيون العراقيون لا بل كل وطني ديمقراطي علماني بالإلحاد والكفر وإنهم بالضد من الدين ووو... وفجأة ينتقل هذا الحزب ليس إلى حزب ديني بل الأدهى والأمر إلى حزب طائفي فسبحان مُغير الأحوال، لا نعرف كيف ستتصرف لجنته المركزية أو لجانه القيادية أو أعضاؤه وفيهم من كل أطياف الشعب العراقي دينياً وقومياً وعرقياً ومذهبياً ؟ هل ستقوم كل جماعة منهم لتأسس حزباً بقياسات طائفية وقومية وعرقية وعشائرية؟ باعتبار أن الحزب الطائفي يمثل طائفة معينة أليس كذلك ؟ وهل سيلغى برنامجه ونظامه الداخلي الديمقراطي العلماني والبدء بالتحويل إلى نظام داخلي طائفي ؟ ولكن يبقى سؤال نريد الاستفسار من أصحاب البدعتين

ـــ أية طائفة يقصدونها ؟ وهل على أساس السكرتير شيعي ؟..

نقول والله العظيم ثم والله ونقسم بجميع الأنبياء والرسل والأئمة وعلماء الدين وكل الشرفاء المنتمين وغير المنتمين! ليس دفاعاً عن هذا الحزب أو انحيازناً له بل نقول وبتغير بسيط ليكون القول عاما وليس خاصاً الإنسان السوي " من سلم الناس من لسانه ويده " لكن البعض من هؤلاء لم يسلم الناس ليس من لسانه ويده فحسب بل من أقدامه وذنبه الذي لو وضع في القصبة أربعون عاماً لبقى اعوجاً لن يستقيم ففي كل دبكة من دبكاتهم يبتدعوا بدعة وفي البدعة الضلالة وعندما ترتد البدعة إلى نحورهم وينكفؤون على أنفسهم لفترة معينة تهب فيهم رغبة التجديد وهكذا دواليك منذ 74 عاماً والطرف الثاني ماشي في طريقه لم يتوقف ولم يكل أو يمل ومصمم على المضي من اجل مصلحة الوطن والشعب وهو ما لمسناه نحن المثقفين الذين لا يرون في الضلالة نور بل يرون في النور الطريق الواضح .

هل الحزب الشيوعي العراقي أصبح طائفياً؟ سؤال موجه لكل مثقف وطني ديمقراطي نزيه مستقل أو غير مستقل وبدون انحياز وهو سؤال موجه أولا للمثقفين الشيوعيين العرقيين وأعضاء الحزب من جميع الأطياف قبل غيرهم

مخلص القول يا جماعة الشر منذ أول سكرتير وهو مؤسس الحزب إلى ما قبل السكرتير الحالي فيهم المسيحي الكلداني والكردي السني والعربي الشيعي ولجنته المركزية ومكتبه السياسي من جميع مكونات الشعب وأديانه وقومياته وبقى الحزب الشيوعي حزباً للعمال والفلاحين والمثقفين وجميع الكادحين.
 


 

Counters