| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 2/11/ 2008



 بالضد من استغلال القوات الأمريكية الأراضي العراقية

مصطفى محمد غريب

الغارة الأمريكية على قرية السكرية غرب البو كمال السورية فتحت الأعين أكثر على نوع المهمات المستقبلية للقوات الأمريكية الجاثمة على ارض العراق والذي قيل عنها بأنها ليست لتهديد دول جوار وبخاصة سوريا وإيران ومن المفيد التذكير بما يؤكده المسؤولين العراقيين بمناسبة أو دون مناسبة أن الجيش الأمريكي لن يستعمل الأراضي العراقية للاعتداء على البلدان المجاورة للعراق وهو أمر مضحك جداً فالذين يعرفون تاريخ هذا الجيش والإدارات الأمريكية يتذكرون انه استعمل أكثر من مرة في دول تواجد فيها لأسباب عديدة ولسنا بصدد ذكرها أو مناقشتها ولكن كانت الإدارة الأمريكية أو المسؤولين في البانتجون يقدمون الحجج والمسوغات لذلك التدخل هروباً من المسؤولية الدولية أو استهتاراً بالمجتمع الدولي بما فيه الجمعية العامة ومجلس الأمن، ولهذا لن يستطيع أحداً لا الاتفاقية الأمريكية التي تنتظر الوقت أو الحكومات العراقية القادمة إذا ما استمرت على طريق تقسيم السلطة طائفياً أن تضمن عدم تكرار ذلك ، والتصريح الثاني لعلي الدباغ حول التعديلات التي طلب العراق إدخالها على الاتفاقية ستحظر على القوات الأمريكية شن هجمات على دول الجوار انطلاقاً من الأراضي العراقية ما هو إلا كلام فارغ فما كان الحبر والورق يوماً قادراً على منع دولة مثل أمريكا أن لا تشن قواتها حرباً أو هجمات عسكرية على بلدان أخرى، لقد قدمت أمريكا والتابعين لها مبررات للغارة على سوريا لوجود خلية إرهابية يقودها شخص اسمه بدران تركي هيشان الملقب ( أبو غادية ) وهو من أتباع ألزرقاوي ومهرب كبير للأسلحة والانتحاريين، إلا أن الغريب في هذا الأمر عدم معرفتنا بسر عودة العلاقات الدبلوماسية وتشكيل اللجان بين سوريا والعراق للتعاون الأمني ثم الانتقال إلى نقطة الصفر بسبب الغارة المذكورة حيث قامت سوريا بقطع الاتصالات الدبلوماسية وتعليق عمل اللجان الأمنية وتخفيض لقواتها الحدودية المشتركة ، فلماذا لم تقم الحكومة العراقية بتسليم الدولة السورية ما لديها من قضايا بخصوص الإرهابيين والخلايا والعناصر التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار على شرط أن لا تكون مفبركة ؟ أليس من الأفضل للحكومة العراقية أن تكون أكثر صراحة بالنسبة للغارة الأمريكية وتدينها بدون توضيحات مثيرة ومشاكسة وبخاصة تصريح علي الدباغ الأول أو تصريحات بعض الشخصيات السياسية والعشائرية؟ مازلنا نقول ونؤكد إن اتخاذ القرارات المهمة يجب أن تكون من قبل المركز الحكومي وليس تعدد الجهات أو الأشخاص فنحن نسمع العديد من التصريحات والاتهامات بدءاً من أعضاء في مجلس النواب أو قادة حزبيين أو رؤساء عشائر ورجال دين أو متحدثين رسميين وغير رسمين مما يثير ألف استفسار حول تلك القرارات والتصريحات ومما يخلق عدم ثقة المواطنين وتشككهم وضياع الحقائق ما بين الدس الرخيص وبين الحقيقة الموضوعية وهذا ما حدث في مسألة تهجير المسيحيين العراقيين من الموصل وغيرها من القضايا التي مرت مما أثيرت حولها الكثير من التصريحات ثم جاءت الغارة الأمريكية فقد لاحظنا أن هناك أكثر من تصريح ما بين الاتهام بإيواء الارهابين وما بين الاستنكار والرفض والإدانة ومن المنطلق الأخير فنحن ندينها لان القوات الأمريكية على حد زعمها تعمل ضمن الحدود العراقية ولا ينبغي لها الاعتداء على دولة مجاورة مهما كانت الخلافات والاتهامات فهناك قوانين دولية يجب الركون إليها وبخاصة قضية التدخل في شؤون الآخرين وممكن اللجوء لها وللمجتمع الدولي بما فيها الأمم المتحدة لإقرار العدل بدلاً من ممارسة قوانين الغابة .

لقد لمسنا مؤخراً تعاوناً من قبل سوريا في مجال ضبط الحدود وإيواء مئات الآلاف من العراقيين الذين هربوا خوفاً على حياتهم من كلا الجهتين القوى الإرهابية التكفيرية والمليشيات المسلحة الطائفية حيث لم تستطع الحكومة العراقية ولا الجيش الأمريكي حماية حياتهم وكذلك إعادة العلاقات الدبلوماسية وهذه جاءت على العديد من ألسنة المسؤولين العراقيين وهو تطور ايجابي كان من الضروري المحافظة عليه وتطويره نحو الأحسن لان ذلك يهم مصلحة العراق ومصلحة سوريا التي لن تنجو من العمليات الإرهابية والحقد السلفي الكامن عندهم منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، كان من الضروري ومثلما أشرنا له منذ سنين وطالبنا بإلحاح ضرورة المكاشفة والحوار وتقديم الدلائل بدلاً من الاتهامات والتصريحات الإعلامية حيث يضيف البعض منها التشويه والكذب بهدف وضع زيادة الحطب على النار لتعميق الخلافات وتوسيع الشقاق واستغلال ذلك من قبل القوى الإرهابية ليس حباً بسوريا ولكن كرهاً بالعراقيين والعبث بأمنهم وحياتهم، ولهذا فأن هذه الغارة على الأراضي السورية مرفوضة مهما قيل عن موقف سوريا أو أكيلت لها الاتهامات، مرفوضة لان الإدارة الأمريكية تكن عداء خاصاً لسوريا ولا تتوانى عن أي عمل عدواني ضدها وهو ما يعرض المصالح العراقية الوطنية وعلاقات الأخوة مع سوريا إلى الخطر ومن موقع حبنا لبلادنا وموقفنا من الاحتلال بكل أشكاله نرفض التدخل في شؤون الآخرين ونقف بالضد من أية عدوانية عليهم وهو ما نريده منهم بالنسبة للعراق وهذا ليس دفاعاً أعمى عن سوريا أو عن أية دولة أخرى ولكن دفاعاً عن العراق ومصالحه وعلاقاته العربية والدولية، على القوات الأمريكية أن تحترم الأراضي العراقية التي استباحتها وعدم تكرار جريمة أخرى تضر مصالح الشعب العراقي.

على الإدارة الأمريكية وقواتها أن تدرك أنها سترحل حتما مهما طال أو قصر الزمن أما دول الجوار فسوف تبقى جارة أبدية للعراق ولهذا يتطلب من الجميع علاقات متكافئة واحترام متبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .

 


 

free web counter