| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

السبت 2/5/ 2009



الملف الأمني والاختراقات للمؤسسة الأمنية

مصطفى محمد غريب

أثارت التفجيرات الأخيرة في مناطق بغداد والموصل وكركوك مخاوف جميع الذين حذروا الحكومة من مغبة التراخي في الاستمرار لفحص وتطهير المؤسسات الأمنية وبخاصة وزارة الداخلية والدفاع لما لهذين الجهازين التنفيذيين من أهمية لقوى الإرهاب والمليشيات المسلحة التي تستغل أي ثغرة فيهما لكي يتم اختراقهما وانتظار الفرصة المناسبة للعمل من خلالهما أو استغلالهما لتمرير المخطط الجهنمي الذي تستمر فيه لقتل المواطنين وخلق حالة من الذعر والخوف لديهم وهذا ما حدث فعلاً حيث دوت ست انفجارات لمفخخات وضعت في أسواق شعبية في مدينة الثورة ( ما يسمى الصدر الآن) وغيرها حيث قتل ( 51 مواطن وأصيب أكثر من 76 مواطن) كما كشفت عن تفكيك ثلاث مفخخات في المدينة قبل انفجارها، ثم انفجار عبوة ناسفة في الدورة وقتل ( 5 أشخاص وأصيب ( 8 ) آخرين كما انفجرت سيارتان في الحرية وانفجار سيارة مفخخة غربي بغداد والعديد من المفخخات والعبوات الناسفة و ( 6 ) سيارات مفخخة تم تفكيكها قبل الانفجار وللعودة أكثر حدوث انفجار انتحاري في الضلوعية وانفجارات في الكاظمية والكرادة ونتائجها الكارثية البشرية والمادية وقد تنوعت حرب الإبادة ضد المواطنين الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا اللهم أنهم عراقيون ووصلت إلى سقوط مئات المواطنين العراقيين في شهر نيسان الماضي ولم تستثن أحداً من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ومن جميع مكونات الشعب الدينية والقومية والعرقية ولا المهنية منها وباختلاف المواقع الجغرافية السكنية وتنوعها وما صاحبها من تصريحات سابقة لقوى مسلحة تأتمر من قبل قوى خارجية ووجود البعض منها خارج الحدود فذلك يدل على العودة إلى مخطط إثارة الحرب الطائفية والقومية بعدما أفل نجمها فترة من الزمن، والبعض من عناصر هذا التوجه ما زالت تشارك في العملية السياسية وتحاول بحجة دعمها لحكومة المالكي " كذباً وتكتيكاً " تمرير ما تصبوا إليه ، الرقم المذكور من الضحايا في شهر نيسان لا يدل على أن المؤسسة الأمنية ( الشرطة والجيش ) بخير ، وحسب الأخبار والأنباء هناك اختراقات ملموسة في المؤسسات الأمنية الحالية وباعتراف ضباط ومسؤولين كبار يعملون في هذه المؤسسات ومما له ايجابية إضافية أن الكثيرين من خارج الحكومة يعرفون هذا الاختراق ويشيرون بان المشكلة الأمنية في عدم تطهير هذه الأجهزة بشكل تام وليس في استكمال قدرتها لاستلام الملف الأمني في العراق بل بضرورة تطهيرها من الاختراقات واستكمالها بالذين يضعون حماية الوطن والمواطن من أوليات عملهم ومخلصون في تنفيذ الواجبات والوقوف ضد من يحاول خرق القانون ودعم الإرهاب بشقيه التكفيري والمليشيات الخاصة التابعة، هذا الكم من الضحايا الأبرياء لا يدل على أن الفاعلين أغبياء وسذج أو مخدرين ومخدوعين بل دليل على القدرة في استغلال الزمان والمكان واستغلال أية ثغرة تبان في عمل الحكومة والشرطة والجيش ولا تعتمد فقط على الكسب المعنوي بل الدفع المالي التي تقدمه لضعاف النفوس الذين تربوا على سرقة الوطن حتى لو كان الأمر الإيغال في قتل المواطنين فلا فرق لديهم بين بريء أو مجرم، بين امرأة ورجل، بين طفل وشيخ، بين المسلم والمسيحي والصابئي والأزيدي ، بين العربي والكردي والتركماني والكلدو آشوري حتى الحيوانات استغلوها وفخخوها ولم تخلص منهم ومن ساديتهم الموغلة بالجريمة المهم أن يكون التنفيذ ونتائجه أوسع واكبر والدمار أوسع واشمل فلا حرمة لمقدسات دينية ولا قيم أخلاقية تمنع سادية القتل المتأصلة في أفكارهم وآرائهم ومعتقداتهم ولا يختص الإرهاب والقتل على العراق فقد نجد انه يمتد طويلاً ويعصف بشعوب بلدان عديدة والنازف الأول هم الطبقات الكادحة وحسبما أشارت بعض التقارير فلقد بلغ عدد الهجمات الإرهابية في 2008 ما يقارب أحدى عشر ألفاً ومئة وسبعون هجوما بينما شخصت دولة إيران بأنها الأكثر نشاطاً ورعاية للإرهاب وهي تخطط وتمول الهجمات الإرهابية في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى وثبت أن جيش القدس التابع للحرس الثوري يقوم بتسليح وتدريب وتمويل وإرشاد عدة حركات تكفيرية متطرفة فضلاً عن ما يقدمه من دعم لوجستي للمليشيات المسلحة والجماعات المتشددة التابعة لإيران في العراق للقيام بمهاجمة ليس الجيش الأمريكي بل القوات العراقية والمواطنين ، كل ذلك يحدث وبالمستمسكات المادية أمام أنظار الحكومة العراقية لكنها تتغاضى عنه ولم تجرب مرة واحدة توجيه اللوم لهذه التدخلات ولهذا بعدما بدأ تدهور الوضع الأمني شدد على الجانب الأساسي وزارة الداخلية والشرطة واعتبارها المسؤولة عن هذا التدهور بسبب اختراقها وعدم تطهيرها وتعاون بعض المنتمين إليها إضافة إلى التراخي الذي حدث خلال الفترة الأخيرة.

الاضطراب الأمني الذي عاد بعد سلسلة التفجيرات دلالة على أن البعثين الصداميين والقاعدة والمليشيات المسلحة الطائفية يستطيعون التكيف ولديهم إمكانيات غير قليلة وهمهم تمرير مخططاتهم التي تبدأ بقتل العراقيين وقتل العراقيين يعني خلق حالة من الاضطراب وعدم الثقة وهو ما يجب الانتباه له من خلال تطهير الأجهزة الأمنية والتوجه للمصالحة الوطنية على أوسع نطاق ما عدا الذين يتاجرون بالوطن والشعب لكنهم يسعون للقتل والدمار.





 

free web counter