موقع الناس     http://al-nnas.com/

النصب التذكارية لشهداء الشعب العراقي شهداء الحركة الوطنية الديمقراطية

 

مصطفى محمد غريب

الجمعة 2/6/ 2006

ان تكريم شهداء الشعب العراقي الذين قدموا حياتهم فداء للشعب وللوطن واجب وطني مقدس يجب ان يتحلى به جميع المسؤولين الحكوميين من مختلف الانتماءات والاتجاهات وعدم حصر التكريم بطرف دون الآخر لأن الشهداء في المفهوم الوطني والإنساني يبقون نبراساً للفداء والتضحية يُحتذى بهم في كل مناسبة وطنية، تتذكرهم وتخلدهم الأجيال القادمة لأنهم جزء من تاريخ الشعب والوطن .
أتطرق لهذا الموضوع لعل المسؤولين الحكوميين وعلى رأسهم السيد رئيس الجمهورية جلال الطلباني والسادة نائبيه ورئيس الوزراء السيد المالكي ووزرائه والسيد المشهداني رئيس المجلس النيابي وأعضاء المجلس الوطني المحترمين وكل الذين يهمهم تكريم شهداء الشعب أن يلتفتوا إلى هذه المسألة من باب الشعور بالمسؤولية الوطنية لتحقيق هدف نبيل يراعى فيه جميع الشهداء الوطنيين من مختلف الاتجاهات والانتماءات السياسية والدينية والقومية والعرقية..
لقد طالعت قبل أيام خبراً نشر في موقع موسوعة النهرين عن أصوات العراق والبعض من وسائل الأعلام أكد فيه على أن السيد موحان الساعدي نائب رئيس مجلس محافظة بغداد قد أعلن في يوم الاثنين 28 / 5 / 2006 عن تخصيص مبلغ قدره مليار دينار لإقامة صرح تذكاري للسيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي أعدمه النظام السابق عام 1980.
بالتأكيد لست ممن يعارض فكرة قيام نصب للشهيد الصدر الأول ولا للشهيد الثاني أو أي شهيد آخر ضحى من اجل حرية الرأي وتقدم البلاد والخلاص من القهر والاستبداد والإرهاب والدكتاتورية ومن اجل عراق ديمقراطي حر تصان فيه حقوق الإنسان وحرياته ومعتقداته الدينية والسياسية فهو القليل جداً في تكريم الشهداء، إلا أنني في الوقت نفسه أتسأل:إلا يوجد شهداء وطنيين آخرين يستحقون النصب التذكارية مثلما الحال بالنسبة للشهيد الصدر؟ ولماذا لا يتذكر مجلس محافظة بغداد أو غيره من المحافظات الأخرى الشهداء الآخرين من كل لون وصوب؟ ولماذا لا يقوم مجلس محافظة بغداد إقامة نصب تذكاري عام يمثل جميع شهداء الحركة الوطنية ومن مختلف الاتجاهات والانتماءات الفكرية ؟ ولا بأس أن يجري الاتفاق على كتابة أسماء القادة والمفكرين المعروفين الذين استشهدوا ليس أثناء الحكم الدكتاتوري فحسب بل جميع العهود ومنذ تأسيس الدولة العراقية، اعتقد أن ذلك سيكون بمثابة تكريم لهم واحتفاءً بمكانتهم النضالية وأرثاً لتاريخ نضالي مشرف.
ان شهداء الحركة الوطنية وفي مقدمتهم شهداء الحزب الشيوعي العراقي والقوى الوطنية الديمقراطية ليسوا اقل تضحية ونكران ذات من الأسماء الأخرى وقد يكونوا في تلك الحقب البعيدة قد مهدوا الطريق أمام شعبهم من اجل الاستقلال والتحرر الوطني السياسي والاقتصادي، الم يكن يوسف سلمان يوسف *فهد* ومحمد الشبيبي وزكي بسيم وسلام عادل والحيدري والعبلي وعوينة وأبو العيس والمهداوي وماجد محمد أمين والدوري ووصفي طاهر وعبد الكريم الجدة وعائدة ياسين وصفاء الحافظ وصباح الدرة والــ " 12 " الذين أعدمهم نظام البعثفاشي بحجة تكوين تنظيم داخل الجيش ومئات غيرهم من شهداء عراقيين صعدوا المشانق أو قضوا نحبهم أثناء التعذيب والاعتقال وهم يهتفون باسم الشعب والوطن ؟
أقول ان الالتفات من جانب الحكومة والأخذ بالمقترح بشكل ايجابي واجب وطني يجب ان يتحقق.. وبكل تأكيد أنهم في مقدمة الشهداء حتى وان حاول البعض إخفاء وتشويه الحقيقة فالتاريخ لن يرحم وقد قال كلمته فيهم وسوف يبقون في وجدان شعبنا وأجيالنا القادمة.